الذكاء العاطفي هو القدرة على إدراك وإدارة المشاعر الخاصة وعواطف الآخرين وفهمها، وإدراك مدى تأثير تلك المشاعر على الأشخاص المحيطين.
يعتبر الذكاء العاطفي من أهم العوامل التي تساهم في نجاح الحياة الشخصية والعملية، لأنه يحسن من مهارات التواصل، مهارات الإدارة، حل المشكلات، وعلاقاتك داخل بيئة العمل.
يمكن تطوير الذكاء العاطفي عن طريق اتباع 7 خطوات:
1- المراقبة (observation):
• تبدأ عملية التدريب على المراقبة من خلال الانتباه لأنفسنا في حالة الوحدة، بماذا نفكر؟ ما هي العواطف التي نشعر بها؟ كيف نجلس؟ أين نضع أيدينا؟ إلى ماذا ننظر؟ وهكذا نظل ندرب أنفسنا حتى تصل إلى مرحلة ندرك فيها مشاعرنا الداخلية في كل لحظة، وندرك ما الذي يحدث بعد إحساسنا بتلك المشاعر، ببساطة تصبح لدينا من خلال المراقبة خبرة بكيفية تفاعل مشاعرنا مع سلوكنا وحركة جسمنا.
• مراقبة أنفسنا عندما نكون مع الناس بماذا نحدث أنفسنا؟ عندما يتحدث أحدهم ما الذي يدور في اذهاننا؟، ما هي المشاعر التي نحس بها؟، ما هي نبرة الصوت التي نتحدث بها ؟، هل نحن ودودون؟، هل نرسل رسائل ايجابية؟
• مراقبة تصرفات الأخرين، طريقتهم في التعبير عن مشاعرهم، ما هي العلامات التي تظهر عليهم عندما يشعرون بعواطف معينة؟، كيف يبدون عندما يشعرون بالحزن؟ ما هي الكلمات التي ينطقونها عندما يشعرون بالسعادة؟ وهكذا حتى نتعرف على كيفية تعبيرهم عن مشاعرهم وسلوكهم تجاهنا وتجاه أنفسهم عندما يشعرون بتلك المشاعر.
2- الترجمة أو التفسير (interpretation):
في مرحلة المراقبة لاحظنا الكثير من الأشياء عن أنفسنا وعن مشاعرنا وعن سلوكنا عندما نشعر بمشاعر معينة، ما هي التصرفات التي نقوم بها قبل حدوث نوبة غضب كبيرة مثلًا، ما هي الإشارات التي يصدرها جسمنا؟، وأيضا كيف تكون ردة فعلنا تجاه الأخرين وتجاه مشاعر الأخرين؟
كل هذه العلامات التي تعلمناها عن أنفسنا في الخطوة الأولى سيتم استخدامها في هذه الخطوة كدليل لنا، فعند بدء ظهور هذه العلامات أو الإشارات نعلم أننا مقبلون على ما يسمى “قرصنة عصبية” وهي أن تصدر منك تصرفات قد تكون حمقاء أو عدائية، وهنا نصبح أكثر إدراكاً وقدرة على ترجمة هذه الإشارات وتوقع ماذا سيحدث بعدها.
هذه القدرة على التوقع وترجمة الإشارات مصحوبة بأهداف وغايات واضحة ومحددة ستجعلنا نفكر في كل مرة تظهر لنا اشارات لنوبة مشاعر ما، هل هذا السلوك الذي نتوقع حدوثه يساعدنا في تحقيق أهدافنا؟ هل هذا السلوك هو أفضل طريقة للتصرف في هذه الحالة؟ وعليه يمكننا بعد ذلك القرار والتحكم في توجيه المشاعر والسلوك الناتج عنها الى الوجهة الصحيحة، ليس سهلا في حالات النوبات العاطفية القوية ولكن مع التمرين والتدريب يمكننا فعلا التحكم في ذلك وهذا أمر مجرب.
3- التوقف قليلًا (Pause):
من كان يشاهد الأفلام الكلاسيكية القديمة يتذكر تلك المشاهد التي يواجه فيها البطل بشخص يقوم باستفزازه بكلمات جارحة أو مهينة، فيقوم بأخذ نفس عميق من سيجارته، وينفث الدخان في الهواء بشكل قوي ثم يرد عليه بجملة تكون عادة أقوى الجمل في الفيلم، أو على الاقل علامة محورية من علامات الحوار، بالطبع نحن هنا لا نشجع التدخين ولكن ما فعله البطل هنا هو أنه توقف لحظة ولم يقم برد فعل تلقائي، ولم يسمح لمشاعر الانتقام بالسيطرة عليه، فكان جوابه أكثر قوة وتأثيرا من الانتقام الجسدي أو ثورة الغضب.
هذا ما نحتاج أن نفعله عندما نشعر بمؤشر لحدوث رد فعل عاطفي قوي، علينا أن نتوقف لحظة كأن نأخذ نفسا عميقا مثلًا أو نغير من وضع جسمنا، أو أن ننزع النظارة عن عيوننا وهكذا فهذه الفترة القصيرة تعطينا فرصة عظيمة لتغيير السلوك الذي سينتج، وبالتالي تغيير النتائج التي ستنتج عن هذا الموقف برمته لتخدم أهدافنا وغاياتنا.
4- التوجيه (Direction):
في هذه الخطو يتم اتخاذ القرار، لقد لاحظنا أن هناك سيطرة عاطفية قادمة وقمنا بالتوقف لحظة والآن ماذا؟ كيف سنتصرف؟، لنا أن نحاول تخيل النتيجة النهائية بعد حدوث السيطرة العاطفية؛ أو أن نتخيل ما هي النتيجة إذا سمحنا للسيطرة العاطفية بالحدوث وما الأثر الذي سيحدث على أهدافنا وعلاقاتنا وعملنا؟، ثم نتخيل النتائج لو أننا تصرفنا بشكل مسؤول وصحيح وأخذنا زمام المبادرة، بالتأكيد ستختار التصرف السليم وأخذ زمام المبادرة.
5- التفكر مليًا والتبصر (Reflection):
التبصر والتفكير المتأني هو الذي يحول تجارب الحياة إلى حكمة، ببساطة في هذه الخطوة علينا أن تقوم بإرجاع شريط حياتنا للوراء كل فترة من الزمن والتفكير في الأحداث التي مرت علينا وكيف تصرفنا حيالها وما هي المشاعر التي تملكتنا حينها وطرح سؤال هل كان هذا أفضل ما يمكن عمله؟ هل كان هنالك بدائل أخرى؟ لو تصرفنا بشكل أخر إلى ماذا كانت ستؤول الأمور؟
6- الاحتفال (Celebration):
في هذه المرحلة نقوم بالاحتفال بالإنجاز ولكن لماذا الاحتفال؟ السبب الأول لأن الاحتفال ممتع ويشعرنا بالسعادة، والسبب الثاني هو أننا عندما نحتفل نقوم بربط هذا الحدث وهذا السلوك الذي قمنا به بمشاعر إيجابية الأمر الذي يجعل العقل العاطفي يقوم بإنشاء روابط عصبية جديدة تتعلق بهذا الحدث مرتبطة بمشاعر إيجابية الأمر الذي سيجعلنا نتصرف بهذه الطريقة في المرات القادمة بشكل تلقائي، مما سيحسن من علاقاتنا مع الأخرين، وسيزيد من ثقتنا بأنفسنا، ويجعلنا أكثر قبولا لأنفسنا من ذي قبل، وأكثر رضى عن ذواتنا وهذا بدوره الذي يرفع تقديرنا الذاتي.
7- التكرار (Repetition):
لكي يصبح النموذج السابق جزءا من طريقة تصرفنا التلقائية علينا أن تقوم بالتكرار لكي يتم تعلم الأنماط والأفعال والمشاعر الجديدة من قبل عقلنا العاطفي وتكوين روابط جديدة تشكل شخصيتنا العاطفية الجديدة التي تتمتع بذكاء عاطفي كبير.