تستيقظ يوم الأحد ثقيل بعض الشيء، لا أظن أن هناك من يستيقظ في بداية الأسبوع مفعم بالطاقة والحيوية، لكنك تعلم أن لا بد من الذهاب إلى العمل، ربما تستعين بموسيقى فيروزية أو كوب من القهوة أو كلاهما محاولًا أن تنفض عن روحك غبار “الويك إند”.
في طريقك إلى العمل تلقي نظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي، يتكرر أمامك تنويعات من النواح بسبب بداية الأسبوع والعودة إلى العمل، القليل من الشكوى على صفحات فيسبوك أو تويتر قد يكون مفيد، لكن الكثير منها مؤذي.
أصبح هناك متخصصون في الدعاية السلبية، يجعلونك تكره عملك حتى وإن كنت تحبه، إليك بعض مداخلهم الشيطانية التي تتسلل إلى عقلك الباطن.
الشركة تنهار:
إن نجح كوب القهوة وفيروز في تغيير مزاجك قبل وصولك إلى العمل، ستجد زميلك الكاره للحياة؛ شخص لديه القدرة على هدم كل محاولاتك لبداية سعيدة لهذا الأسبوع.
في كل عمل يوجد عنصر أو أكثر دوره هو نشر روح التشاؤم والسلبية في المكان، إنه ذلك الشخص الذي يحمل طوال الوقت تكهنات عن قرب انهيار الشركة، وأنها تتعرض لهزات عنيف في سوق البورصة، الشخص الذي دائما يبشرك بأن الشركة تنوي التخلص من بعض الموظفين لأن الحمل زائد.
التفرقة العنصرية:
أما إن كنت في شركة مستقرة، راتبك جيد ويصل دائمًا في ميعاده، لديك مكان العمل مريح، لديك مكان مخصص لترك سيارتك يوميًا، ستواجه ذلك الشخص الذي دائمًا ما يخبرك بأنك مظلوم، تعمل بأقصى جهد ولا تنال التقدير المتوقع، فلان يعمل أقل منك ولا يتعرض للمضايقات مثلك، بينما فلان لا يعمل أصلًا ويحصل على الترقيات.
هذا الشخص دائمًا يذكرك بتلك المرة التي تأخرت فيها صباحًا وكانت النتيجة هي توبيخك من قبل مديرك المباشر، بينما فلان مع نفس المدير يكاد لا يأتي للعمل سوى ساعات في الأسبوع ولا يتعرض سوى للمدح دائمًا بسبب التزامه.
شكوى لا تنتهي:
الشخص الذي يشكو دائمًا وبصوت عال أن المرتب لا يكفي لسد احتياجاته، بل ودائمًا ستجده يبحث عن عمل جديد، فهو يعرف فلان الذي يعمل في نفس المجال ويتقاضى ضعف راتبه وراتبك بالتبعية، نفس الشخص الذي سيرسل لك فرص عمل دائمًا سواء تناسبك أم لا، يستمر هذا الشخص في بخ سمومه طوال الوقت، حتى تتحول أنت لكرة نار، على استعداد لحرق المكان بالكامل.
فن اقتناص الفرصة:
يمتلك هذا الشخص قوة خارقة! نعم فهو يعرف كيفية استغلال أي فرصة لتحويلها إلى حدث سلبي، تعليقاته دائمًا تنغص عليك حياتك، هناك إجازة طويلة ستجده يتحدث بضيق بأنها ستكون سبب في عمل لا يطاق عند العودة، هناك إجازة قصيرة ستجده يتفه منها ومن قيمتها ويا ليتها لم تأت، الجو حار، الجو بارد، الطرق مزدحمة، الطرق خاوية، مباراة الزمالك والأهلي، أي شيء يخطر على بالك يعمل على تحويله إلى شيء سلبي وينقل تلك المشاعر لك وللأخرين.
سلبي اجتماعي:
الغريب والمتكرر والمشترك بين هؤلاء الأشخاص على شكوتهم الكثيرة، أن أغلبهم يكونوا أول الحاضرين إلى العمل وأخر الراحلين، كما أنهم على علاقة طيبة مع جميع المدراء، لا يتغيبون عن أي مناسبة تخص العمل، من أول عشاء الشركة الرسمي وحتى المناسبات العائلية لزملائهم، رصيد إجازاتهم لا ينقص يوم، يقتنصون الفرص جيدا، نفهم من ذلك أن سلبيتهم غرضها الوحيد هو تقليل إنتاجيتك أو إزاحتك من المكان نهائيًا.
التقدير المفقود:
نسبة قليلة من هؤلاء كثيرون التنقل بين أماكن العمل، لا يستمروا في مكان واحد كثيرًا، والسبب الجاهز دائمًا على ألسنتهم “لم نجد التقدير الكاف”، وجههم ممتعض ويشعرون أنهم أتوا إلى هذا العالم لتغييره، وتلك الوظيفة ما هي إلا مرحلة انتقالية سينطلقون بعدها إلى الفضاء الواسع.
النفس البشرية بطبيعتها تميل إلى نسيان النعم وتذكر المحن، فقط تحتاج إلى المحفز السلبي لتنطلق وتنغص عليك حياتك. السلبية نائمة لعن الله من أيقظها.
أعلم أنك تذكرت شخصية ما مع كل فقرة، فإذا كنت تتعرض إلى هذا الكم من السلبية في مكان عملك، يمكنك قراءة مقال “بخاخ الماء لمحاربة الطاقة السلبية!”، حتى تتعرف على طرق مواجهة هذه الشخصيات.