article comment count is: 0

توتر ما قبل الامتحانات: نصائح بسيطة للتغلب عليه

عندما كنت طالبة في الثانوية العامة، كانت مشكلة حياتي هي القلق الدائم الذي لا يفارقني، ظللت لعدة شهور، قبل الامتحانات، متوترة وقلقة من رهبة تلك السنة إلى أن وصل بي الأمر إلى الإضراب عن الطعام لعدة أيام والبكاء يوميًا لأكثر من شهرين متواصلين.

كان الأمر مرهق جدًا بالنسبة لي ولعائلتي، كما كنت أبحث عن أي أدوية مهدئة لشدة توتري، ومنعني أهلي من ذلك، وأتذكر وقتها أنني كنت استذكر دروسي لساعات طويلة، إلى أن جاء أسبوع الامتحانات وكان كل قلقي قد تلاشى، وتأكدت أنني قد فعلت ما بوسعي ولا داعي للضغط على أعصابي بشكل متزايد.

من كان يراقب تصرفاتي وقتها كان سيستغرب من أفعالي، وأنا نفسي تعجبت من ثقتي الكبيرة بنفسي في النهاية، إذ كنت أبلي بلاءً حسنًا في كل امتحاناتي تقريبًا، إلى أن جاء يوم النتيجة، الذي استقبلته ببعض التوتر أيضًا، وكانت نتيجتي مفاجأة بالنسبة لي، وهي 95.6%، وكان الأمر بمثابة انتصار عظيم، ولكن بعد انتهاء التجربة تمكنت من أن أستفيد من التجربة وأعرف المزيد عن الأمر وكيفية علاجه، وهذا ما سأتحدث عنه هنا.

يعتبر التوتر من الامتحانات أمرًا شائعًا لدى معظم الطلاب، وبالرغم من حصول البعض على درجات علمية متقدمة إلا أنهم يعانون من توتر وقلق ما قبل الامتحانات، وقد يؤدي القلق عند البعض إلى نتائج كارثية، وإليكم بعض الطرق لمحاولة علاج هذا الأمر.

الاستذكار الجيد والمراجعة

بالرغم من أن هذه النصيحة قد تبدو” كليشيه” أو متوقعة، إلا أنها جوهرية لأي طالب يرغب في ألا يتوتر قبل أو أثناء الامتحان.

لماذا نخاف من الامتحان؟ الامتحان هو وسيلة لاختبار ما درسناه، ومعرفة ما إذا كان قد تم تحصيله بشكل جيد أم لا، ومعرفة هذه النقطة يهديء من رهبة الأمر كثيرًا، لذلك استذكر دروسك جيدًا وراجع أكثر من مرة حتى تثبت المعلومات في ذهنك، وأعلم دائمًا أنك طالما فعلت أفضل ما بوسعك فستأتي النتائج مرضية إلى حد كبير.

الابتعاد عن المشتتات قبل الامتحان

قبل أي امتحان يجب أن تستعد جيدًا، من جميع النواحي وليس الاستعداد بالمذاكرة فقط، أولها أن تنام جيدًا وتتهيأ بيولوجيًا بشكل صحيح، لأن راحة عقلك وجسدك ستؤثر على أدائك الدراسي، مهما كنت مستعد بمذاكرتك ومراجعتك.

عليك أن تحضر أدوات الامتحان في ليلة الامتحان، ويُفضل أن تأخذ معك ساعة حتى تكون على دراية بالوقت، وفكر في كل ما قد تحتاجه أو الأدوات المرتبطة بكل مادة، حتى لا تتوتر في آخر لحظة.

ابتعد عن كل ما يوترك

من المهم جدًا أن ترى ما هو الأنسب لك وتفعله، لأن هنالك أمور عدة قد تختلف من شخص لآخر، فإذا كان الحديث مع أصدقائك يريحك ويضمن لك مساندة معنوية فافعل ذلك، وإن كان ذلك يشعرك بالخوف والتردد فحاول أن تتجنبهم قدر الإمكان قبل الامتحان.

يمكنك أن تتأمل في كل ما يصيبك بالقلق وتبتعد عنه، قد توترك المراجعة قبل الامتحان وقد يساعدك الاستماع إلى أغنية ما، لهذا أفعل ما تراه مناسبًا لنفسك وتجنب ما يقلقك.

لا بأس من بعض التوتر

حين نتحدث عن التوتر قبل الامتحان، غالبًا ما نتحدث عن التوتر المرضي المبالغ فيه، ولكن لننظر من جانب آخر، قد يكون هنالك أشخاص لا يشعرون بأي قدر من التوتر وتصيبهم لامبالاه، لذلك قد يكون التوتر مفيدًا إن كان بنسبة بسيطة تحفزك وتشجعك على الاستعداد بأفضل شكل، لذلك لا تخف كثيرًا فبعض التوتر يفيد.

الامتحان ليس مسألة حياة أو موت

النصيحة الأهم من بين كل هذه النصائح هي أن تغير نظرتك عن الامتحانات نفسها، فالأمر مجرد اختبار يمكن أن تؤديه على أكمل وجه ويمكن أن ينتهي بدرجة أقل من المتوقع، يجب أن تغير طريقة تفكيرك عن عدة أشياء، خاصة إن كنت في الثانوية العامة، فلم يُولد الجميع ليحصلوا على الدرجات النهائية، أو ليدخلوا كليات واحدة.

عليك أن تمحو مفهوم “كليات القمة” من رأسك، فهو اختراع من صنع المجتمع وغير حقيقي أو عادل، كل منا يمكن أن يتميز في مجال ما وبطريقه ما، المهم أن تفعل ما تحبه وترغب به، وتذكر دائمًا أنه طالما فعلت ما بوسعك فلا تحزن، لم يكن الأمر ليكون أحسن من ذلك طالما قدمت أفضل ما عند بالفعل.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً