حالة التفاهم والانسجام بينك وبين صديقك المقرب قد تدفع البعض للتفكير فيما هو أبعد من جلسات القهوة والحديث عن مباريات كرة القدم، فكلاكما يريد التخلص من الوظيفة الثابتة وبدء البيزنس الخاص به ، فلماذا لا تستغلا العلاقة الطويلة والتفاهم فى انجاح عمل مشترك يعود عليكما بالثراء، فى الحقيقة وقع العديد من الأصدقاء في فخ التصورات الوردية عن الشراكة في الأعمال الخاصة وكانت النتيجة على عكس المتوقع تماما ًحتى أدت فى بعض الاحيان إلى خسارة الأصدقاء، وهذا للأسباب التالية.
1- الفشل غير مطروح
تكاد تكون تلك أكبر مشكلة في شراكة الأصدقاء، لا أحد يفكر في احتمالية الفشل، وعندما يحدث الإخفاق تأتي الصدمة، ويشعر كل طرف بتقصيرالآخر وعدم إيمانه بالفكرة وعدم دعمه للمشروع الكبير، وغالباً ما يحدث تبادل الاتهامات أحياناً بدون شجار أو صوت عالي أو حتى مواجهة هادئة، صدمة ربما لا تعود بعدها الصداقة لمكانتها القديمة.
2- عكس المتوقع
تأتي فكرة الشراكة بالأساس بتشابه وجهات النظر والميول، وعلى عكس المتوقع غالباً ما يكون هذا هو سبب المشكلة، عدم وجود رؤية متكاملة، فجميع الشركاء يفكرون بنفس الطريقة ولا يوجد صوت مخالف أو طرح معاكس لطرحهم، فتكون نتيجة غياب الرؤية المتكاملة وعدم القدرة على تحليل الأحداث والمواقف بشكل شامل.
3-توزيع الأدوار
المثل الشعبي يخبرنا بأن المركب التي لها قائدان مصيرها هو الغرق، وقبل الغرق يأتي الصدام بسبب اختلاف وجهات النظر وطرق الإدارة والحكم على الأمور، توزيع المهام والاقتناع بأهمية كل الأدوار وعدم البحث عن القيادة أمر صعب، لذلك يكون الصدام حتمي.
4- تصورات خاطئة
كثيراً ما تقضي بعض الوقت مع أصدقاء وتتمنى ألا ينتهي هذا الوقت وتشعر بأن الساعات تمر سريعاً، هذا الشعورسببه المسافات الفاصلة بين جلساتكم، لكنك لن تعرف حقيقة مشاعرك عندما تقابل صديقك بشكل يومي في العمل وبعد العمل، اختلاط الشراكة بالصداقة ربما قد يجعلك ترى صديقك في صورة مغايرة لما تعودت عليه، فأنت الآن أقرب، وكلما اقترب الإنسان كلما تغيرت رؤيته.
5-الغيرة من النجاح
يحب الجميع أن ينسب لنفسه الفضل في نجاح شركته، حتى وإن كان ليس عمله الخاص وهو مجرد موظف، نحب دائماً أن نرى أنفسنا في دور الشخص المحوري ومحرك للأحداث وسبب أساسي في النجاح، يتفاخر الجميع بالحديث عن نفسه ومجهوداته، لكن في حالة شراكة الأصدقاء تغيب تلك المشاعر بل أن وجودها يكاد يكون بداية النهاية، فكما يتهم كل طرف الآخر في حالة الفشل، يتفاخر كل طرف بمجهوده في حالة النجاح وينسب لنفسه الفضل، وهو ما يثير المشاكل والغيرة بين الأصدقاء.
هل تفشل جميع شراكات الأصدقاء؟
لا أجزم بأن الفشل هو النهاية الحتمية لكل شراكات الأصدقاء،فهناك مشاريع ناجحة كانت الصداقة والطموح المشترك هو الدافع لبدايتها ، لكن في رأيي أن هؤلاء الأصدقاء الشركاء أدركوا 3 نقاط هامة:
- لكل فرد دورمحدد يتقنه ويبدع فيه والثقة في قدرات الشريك هي مفتاح النجاح.
- التفكير في مصلحة المشروع ككل وليس المكاسب الشخصية.
- الاعتماد على أصحاب الخبرة في المحاورالمختلفة للمشروع دون السعي وراء تحقيق كل هدف بجهود ذاتية.
- فإذا كنت تمتلك هذه العقلية في التفكير أنت وصديقك، ناقشوا تفاصيل مشروعكم في أقرب فرصة!