إدمان العمل
إدمان العمل
article comment count is: 0

هل أنت مدمن للعمل؟

اللهم امنحني السكينة لأتقبل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها، والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها، والحكمة لمعرفة الفرق بينهما

إذا كنت تعتقد أنني على وشك سرد مشهد الفنان هاني عادل “شريف” في مسلسل تحت السيطرة، الذي قال فيه هذا الدعاء وهو في حالة تأثر شديدة فأنت مخطئ، وإذا كنت تعتقد أنني أكتب هذه التدوينة من داخل غرفة اجتماعات المتعافين من الإدمان فأنت أيضاً مخطئ، أنا أكتب هذه التدوينة من داخل مكتبي بعد انتهاء ساعات العمل اليومية، وعقب معرفتي بإصابة أحد زملائي في العمل بوعكة صحية خطيرة نتيجة إدمان العمل!

إدمان العمل Workaholic هي الحالة التي تسيطر على شخص وتدفعه للعمل بشكل مستمر دون راحة لساعات طويلة وعلى مدار الأسبوع حتى خلال الإجازة الأسبوعية، إما رغبة منه في العمل واستمتاعه بذلك آملاً في تحقيق طموحات معنوية أو مادية، أو نتيجة قلة ثقة في النفس يصاحبها حالة من ضرورة العمل باستمرار حتى لا ينتهي به الأمر إلى أن يفقد وظيفته.

لا شك أن الإدمان على العمل كفيل بإصابة أصحابه بمعاناة شديدة نتيجة التوتر، واضطرابات السيطرة على الانفعالات، واضطراب الشخصية الوسواسية، والوسواس القهري المتعلق بالعمل.

أفرأ أيضا: كاروشي.. عندما يتحول إدمان العمل لقاتل محترف

في أغلب الحالات يظن المريض بإدمان العمل، أن تسخير حياته للعمل هو دليل على النجاح المهني الواعد والمستقبل اللامع والثراء السريع، ويرفع المريض شعار يقنع به نفسه ألا وهو “اتعب دلوقتي ترتاح بعدين” في غفلة منه لما قد يتسبب ذلك في كارثة حقيقية تقضي على أحلامه المستقبلية!

إدمان العمل -كاريكاتير

تعد مشكلة إدمان العمل مشكلة عالمية دفعت المعالجين النفسيين إلى تأسيس برنامج علاجي يعرف باسم “مدمنو العمل المجهولون”، وهو برنامج يتكون من 12 خطوة لعلاج إدمان العمل على غرار البرنامج المعروف لإدمان الكحول والمخدرات، واستلهمنا منه تلك الخطوات والتي قد تكون مفيدة في علاج إدمان العمل، مع ملاحظة ضرورة اللجوء لمختص يساعد على تحقيق الهدف من العلاج والتأكيد على فاعلية الخطوات المتخذة، تتلخص خطواتنا المقترحة فيما يلي:

  • الاعتراف بأننا نواجه مشكلة حقيقية تؤثر على حياتنا وصحتنا، وحان الوقت للبحث عن حلول وعلاج.
  • الاقتناع بأن هناك طرق ووسائل أكثر فاعلية، تساعد في زيادة إنتاجيتنا وإنجاز مهامنا دون العمل لساعات طويلة.
  • اتخاذ القرار بضرورة العلاج من إدمان العمل.
  • عمل فحص شامل لأنفسنا وتحليل كامل لها للوقوف على نقاط الضعف.
  • الاعتراف بأن إدارتنا لشؤوننا العملية غير صائبة ووجب تغييرها.
  • البحث عن مختص نفسي أو عراب يساعدنا على تطوير شخصياتنا والتخلي عن عادات العمل السلبية.
  • الحفاظ على الروح المعنوية الإيجابية الناتجة عن علاجنا واستثمارها جيدًا، الاستفادة منها في جميع شؤوننا.

ننتقل الآن إلى تشخيص الحالة والوقوف عليها باستعراض العلامات التي تشير للفارق الكبير بين إدمان العمل والعمل باجتهاد من خلال النقاط التالية:

1. العمل باستمرار في البيت والمقهى والسيارة وفي سريرك قبل النوم.

2. عدم القدرة على الاسترخاء.

3. عدم القدرة على تفويض المهام والتشكيك في قدرات الزملاء والمرؤوسين على إتمام المهام.

4. الفشل في ترتيب الأولويات، وتنفيذ المهام جميعها دون النظر لضرورتها من عدمها.

5. الميل لاستكمال العمل في الإجازات.

6. الإذعان الأعمى لأوامر الرؤساء في العمل.

7. عدم ممارسة أي نشاطات أو هوايات شخصية.

8. فقدان التواصل مع الأهل والأصدقاء.

الخوف من الفشل، الملل، تنامي جنون العظمة، التعب، فهذه هي أبرز آثار الإدمان على العمل، الأمر الذي قد تنجم عنه تداعيات صحية يمكن أن تصل إلى نوبات قلبية أو سكتات دماغية؛ هذا بجانب أمور عملية أكثر مثل العصبية في العمل، الحزم المتشدد في إدارة الفريق، وغياب التحفيز والنظر لمهام العمل وكأنها مقدسة إلهية غير قابلة للتشكيك!

أما عن خطوات العلاج فهي بسيطة وبإمكانك التغلب على إدمان العمل إذا حرصت على القيام بما يلي:

1. تنظيم الوقت بشكل فعال، وتضع في اعتبارك الفصل ما بين مهام العمل والحياة الشخصية.

2. اللجوء لفترات الاستراحة القصيرة بين كل مهمة وأخرى، من خلال التفاعل مع الزملاء ومغادرة المكتب للتريض أو التمشية أو لعمل مشروب.

3. البحث عن هواية أو نشاط يساعدك على تجديد طاقتك.

4. تنمية مهارات التواصل لمساعدتك على تكوين علاقات جديدة.

إدمان العمل مرض ولكل مرض علاج، لن تشفى من إدمان العمل إلا من خلال اعترافك بأنك في مشكلة عليك مداوتها بحزم.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً