article comment count is: 0

هل تثق المرأة بالمرأة؟

كثيرًا ما نسمع أن النساء لا يثقن في النساء على المستوى المهني في حالة عملهن في مؤسسة واحدة، أو حتى عندما تحتاج المرأة إلى متخصص في مجال ما فأنها تفضل الرجل على المرأة خاصة في مهن كالطب أو تصفيف وقص الشعر، وهو ما يطرح بعض التساؤلات حول أسباب هذه التوجهات والمواقف.

وعلى القدر الذي نعلمه عن النساء في المراكز القيادية كمبادرات لمشاركة الموارد والمصادر مع الآخرين، هناك أيضًا البعض منهن قد يتوقفن عن ذلك أو يمتنعن عنه، فما السبب؟

1- ندرة الفرص

بفعل ندرة الفرص والعرف السائد القائم على التمييز ضد المرأة، حتى وإن كان غير ظاهر، ففرص الترقي والحصول على مناصب قيادية للنساء تعد أقل، وذلك بسبب تحيز القيادات التي يكون أغلبها من الرجال، وبناء على اختلاف المعايير التي يتم اختيار الرجل والمرأة في نفس الموقع.

بسبب قلة الفرص، تظن بعض النساء أن عليها أن تكون في مقدمة المنافسة، وإن قامت بدعم امرأة أخرى فهذا قد يعني أنها تتنازل عن فرصة لها.

2- الشعور بالدونية

في المجتمعات التي يتم فيها معاملة النساء كمواطنة من الدرجة الثانية لا تتمتع بنفس الامتيازات التي يتمتع بها الرجل، قد ينتج عن ذلك شعور بالكراهية، الدونية، أو الغضب من الهوية الأنثوية بشكل عام، حتى وإن كان ذلك ليس واضحًا تمامًا، لكن قد يؤدي ذلك لشعور بعض النساء أن النساء بشكل عام لا يمكن الوثوق بهم لأنهم أقل كفاءة من الرجال.

في عالم يتعامل مع نجاح النساء وتحققهن كأنه أمرًا غريبًا، نادرًا، أو غير شائع يستحق الإطراء المبالغ به، وهو ما يرسخ أن كفاءة النساء استثناء وليس قاعدة عند البعض.

3- عدم التكافؤ

في المجتمعات التي يمارس فيها التمييز ضد النساء بشكل ممنهج، ومتأصل في الثقافة والعادات والتقاليد، قد ترى النساء أن المرأة التي حصلت على حقوقها، تمارسها، أو لم تضطر للقيام بالأدوار المجتمعية التي يفرضها المجتمع على النساء، عادة على أن لديها بالفعل ميزة تنافسية، فالنساء اللاتي تخلين عن العمل للقيام بدور الأمومة لا يتم النظر لهن مجتمعيًا كراعيات أوليات لأبنائها أو أنها بالفعل تقوم بعمل دون مقابل أو أجر، والنساء العاملات اللاتي يقمن بأعمال المنزل دون مشاركة الزوج لا يتم اعتبار عملهن كعمل إضافي غير مدفوع، بالعكس يتم اعتبار ذلك واجبًا عليها.

كذلك النساء اللاتي يخترن عدم الإنجاب، قد يمارس عليهن ضغطًا مجتمعيًا لتسير كما يتوقع المجتمع عن النساء، فإن كانت هناك امرأة لا تقوم بهذه الأدوار لأي سبب قد ينظر إليها أن لديها امتياز زائد، لا أنها تمارس حق من حقوقها.

لكن الأهم من الإجابة على هذا السؤال: هو لماذا يتم طرحه بالأساس؟

لا يخلو حديث يتم طرح الفكر النسوي أو النساء وكفاءتهم وفرصهن في الدعم والتقدم، إلا ويتم طرح فكرة أن النساء هم أكبر أعداء لأنفسهن، وهو ما يرسخ لمبدأ أن النساء مسؤولات عن التمييز الواقع ضدهن، أو أنهن السبب الأساسي في عدم تكافؤ الفرص والموارد مقارنة بزملائهن الرجال. فالنساء عليهن أن يقمن بأضعاف ما يقوم به الرجال ليصلن إلى نفس الأماكن.

وقبل أن تتعجب لماذا قد تتنافس النساء على ترقية أو مركز قيادي، وقبل أن تشير إلى غيرة النساء (والتي هي شعور طبيعي يشعر به الرجال أيضًا، وليس عيبًا أو سبّه طالما لم يسبب أذى)، اسأل نفسك لماذا على النساء أن يتنافسن من الأساس؟ ومن المسؤول عن قلة الفرص وعدم ملائمة المناخ العام كي تحصل وتتمتع النساء بذات الامتيازات التي يأخذها الرجال كحق أصيل بعد جهد ومنافسة أقل.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً