الشكوى سهلة ولها جمهورها المتعطش، هل قابلت يومًا أحدهم يكتب على حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي “أخيرا يوم الأحد سأعود للعمل” بالتأكيد لا، نادرا ما ستجد أحدهم يشكر في عمله ويرى فيه المميزات، ذكرني كل هذا بزميلة عمل كانت تملك بخاخة زجاجية، تنشر رذاذها في محيطها صائحة “طاقة إيجابية”، أما محتوى الزجاجة فلم يكن سوى ماء من الصنبور.
هناك الكثير من الحلول التي يمكنك اتباعها للانتصار على أصحاب الطاقة السلبية، وربما تحتاج إلى تجربة أكثر من حل؛ لأن السلبية هي أم المعارك لذلك أنصحك بالصبر واستخدام كل النصائح التالية، وتذكر القوة الغاشمة هي الحل.
1- حلول ألمعية:
تجنب أصحاب الطاقة السلبية، قد تبدو نصيحة بديهية وسهلة، لكن للآسف ليست الأمور بهذه البساطة، تخيل لو هذا السلبي يجلس في المكتب المجاور، تخيل لو أنك مديره، تخيل لو أنه مديرك، الأمر يحتاج إلى العديد من الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية للهروب، جارك في المكتب يمكن تجنبه بسماعات والاستماع إلى الموسيقى، أما إذا كنت من هؤلاء الذين لا يستطيعون التركيز في وجود الموسيقى فلا تقلق، ضع السماعات فقط، هذا سيدفعه للصمت تلقائيًا.
أما إذا كنت مدير هذا الموظف السلبي، لا تبخل بتشجعيك المستمر ربما يجدي، وربما في أوقات أخرى عليك استخدام سلطتك في رفض سلوكياته وحديثه لأنه بالطبع يؤثر على الفريق بأكمله، أما إذا كان مديرك هو شخصيًا منبع الطاقة السلبية، فتقبل نصيحتي السلبية واهرب سريعًا.
2- إلى النهائية وما بعدها:
قد يدفعك خيالك الحالم لمحاولة تغيير زميلك السلبي، لكن دعني أخبرك من خبرتي السابقة أن السلبية مثل الحماقة أعيت من يداويها، لا تفكر في محاولة تغييرهم، خاصة أنهم وأنهم حواة يستطيعون الولوج من “خرم إبرة” والوصول دائما إلى طريقة جديدة لإحباطك، مرة أخرى لا تحاول وارجع القاعدة الأولى.
3- حفظ وليس فهم:
لا تقع في فخ محاولة فهم سلوكهم، تناقضات أفعالهم ستصيبك بالجنون، هذا الحانق أول الحاضرين وأخر الراحلين، ومستمر في العمل منذ سنوات رغم شكواه المستمرة، لا تحاول الفهم وارجع إلى القاعدة الثانية.
4- نقابة الإيجابيين:
“لا يفل الحديد إلا الحديد” أؤمن كثيرًا بهذه المقولة، وأنصحك بتكوين مجموعتك الإيجابية، وأقف معها في وجه تيار السلبية المتنامي، اشترك معهم في رفع الروح المعنوية، اضحكوا كثيرًا “مش قوي علشان ده شغل برضو” يخاف الشخص السلبي من مواجهة الجماعة، لا يقدر على نشر سمومه في محيطهم، لذلك الصحبة الإيجابية ستحميك كثيرًا.
5- الهجوم خير وسيلة للدفاع:
يأتيك السلبي مكفهر الوجه، قبل أن يقدم فقرته قاطعه “لبسك شيك النهارده” سيبتسم ويرتبك وينسى ما كان ينوي فعله، وغالبًا سيرحل بنفس الابتسامة البلهاء، مجاملة لا تعنيها خيرًا من وصلة متكاملة تصيبك أنت بالرغبة في البكاء على حالك.
6- لعب متوازن:
لا تأخذ الكلام السلبي على محمل الجد، احفظ مجموعة من العبارات القصيرة المقتضبة التي من شأنها إنهاء الحديث سريعًا وبعضها: “ربنا كريم” “كلنا لها” “شوفت اللي حصل لمدحت؟” حتى وإن كنت لا تعلم ما حدث مع مدحت، ارسله إلى مدحت بدعوة أنك تشعر أنه ليس بخير.
7- دافع:
لي طريقة أخرى هي المفضلة بالنسبة لدي؛ وهي المزايدة في السلبية، يأتيني السلبي ليخبرني بأن الجو شديد الحرارة فأخبره أن غدًا درجة الحرارة الضعف، يخبرني بأن الشركة تنوي تقليل عدد الموظفين إلى النصف، أخبره أنا بأني سمعت أنها تنوي التخفيض إلى الربع، وهكذا حتى يكتشف أن لا جدوى من الحديث معي فيرحل وهو يجر أذيال الخيبة.
أما إذا كنت لا تملك سرعة البديهة الكافية أو الخيال السلبي الجامح، يمكنك استخدام طريقة زميلتي، التي ذكرتها من قبل، احرص على أن يكون بقربك دائما “بخاخ الماء”، لكن لا تطلقه في محيطك، انتظر حتى يأتي السلبي لك ليقدم فقرته وأطلقه في وجهه.
شكرا للاستفادة