لم نجد أفضل من سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن الحمامة وأعمالها السينمائية حتى تكون حاضرة في إطار حملة الـ 16 يومًا، التي تبدأ في الـ 25 من نوفمبر من كل عام وتتضافر جهود المجتمع الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة في مختلف صوره.
تعتبر النساء والشابات العربيات مكوّنا رئيسيا في الاقتصاد غير الرسمي، وتشير التقديرات في العديد من البلدان النامية، بحسب دراسة لمنظمة العمل العربية، إلى أن 80% من الشباب يعملون في القطاع غير المنظم، و يتركزون في أعمال متدنية النوعية وقليلة الإنتاجية، مقابل دخل غير منتظم وغير آمن، ولا يستفيدون من الضمان الاجتماعي.
وتبلغ نسبة العاملين غير النظاميين في الدول العربية 54.7% (سنهم 25 سنة فأكثر) أي ما يعادل 27 مليون عامل، وتمثل نسبة الشباب في القطاع غير المنظم في البلدان العربية 71,2 % تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة، وتبلغ نسبة الشابات 62.6% وهم مهددون بخطر فقدان وظائفهم وتكاد فرص العمل اللائق تكون منعدمة بالنسبة إليهم وهذا وفق تقرير مرصد منظمة العمل الدولية في تقرير مايو ٢٠٢٠ – كوفيد وعالم العمل النسخة الرابعة.
دعاء الكروان.. معاناة عاملات المنازل
بدأت السيدة فاتن حمامة تجسيد معاناة العمالة الغير منتظمة من السيدات، من خلال رصد العنف والاستغلال الجنسي الموجه ضدهن في فيلم “دعاء الكروان” من تأليف الأديب طه حسين وإخراج المبدع هنري بركات.
في دعاء الكروان تم تصوير كفاح الطبقة الفقيرة واعتمادها على العنصر النسائي فيها كمحاولة للخروج من عنق زجاجة البؤس والفقر من خلال تشغيل كلا من “هنادي” التي لعبت دورها الفنانة زهرة العلا و”آمنة” التي جسدت شخصيتها الفنانة فاتن حمامة في العمالة المنزلية.
نوعان من الاستغلال سلط الفيلم الضوء عليهم بشدة أولهما الاستغلال الاقتصادي من خلال أجور متدنية واستغلال مادي من خلال استباحة أعراض الفتيات واستغلال المشاعر والعواطف للفوز بأجسادهن.
الحرام.. عاملات التراحيل تحت الضوء
بعد سبع سنوات من فيلم دعاء الكروان، عادت فاتن حمامة في عام 1965 لتنسج ملحمة جديدة في مناهضة العنف ضد المرأة العاملة، من خلال تجسيد شخصية عزيزة في فيلم “الحرام” من تأليف الأديب يوسف إدريس وإخراج هنري بركات.
جسدت فاتن حمامة في فيلم الحرام معاناة عاملات التراحيل وقسوة حياتهن، عمالة موسمية تعمل في الزراعة، يعملون من الصباح وحتّى المساء باستسلام كلّي لكلّ مظاهر الاضطهاد الذي يمارس عليهم، لأجل أن يحصلوا على القروش القليلة التي سوف تعيل أسرهم بخبز مغمس بالذل والإهانة.
عزيزة التي دفعت ثمن ثمرة بطاطا طلبها زوجها المريض اغتصاب واستغلال جنسي من صاحب الحقل الذي دخلته لتبحث عن ثمرة بطاطا وحيدة!
حاولت عزيزة أن تدور في دوامة روتينها اليومي حتى اكتشفت أنها قد حملت سفاحاً ونتيجة الفقر والجهل لم تعلم كيفية التخلص منه فظلت تواري آثار حملها حتى ولدت سفاحاً وقتلت طفلها وخبأت جثة رضيعها في الحقل.
وبعد تحريات الشرطة تم اكتشاف أن الجاني هي عزيزة عاملة التراحيل التي لا حول لها ولا قوة ولفظت أنفاسها نتيجة حمى النفاس، وأصبحت الشجرة التي وضعت عندها مولودها مزارًا لمن أرادت الإنجاب، وتساءل الناس أكانت عزيزة خاطئة غسلت خطيئتها بموتها، أم شهيدة دفعتها للخطيئة خطيئة أكبر، وأصبحت رمزاً لبؤس فقراء الفلاحين ونضالهم في سبيل العيش والكرامة.
المعاناة لا تزال مستمرة
وعلى الرغم من مرور أكثر 50 عام على العرض الأول لفيلم الحرام، إلا أن معاناة عاملات التراحيل، بحسب ما جاء بتقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، لا تزال مستمرة حتى الآن من خلال ما يلي:
• أجر يومي لا يتعدى الـ 50 جنيهًا.
• تهميش العمالة الموسمية في مجال الزراعة من أحكام وقوانين العمل وتحديدا في فصل تشغيل النساء المادة 97.
• 40% من عاملات التراحيل أصبن بالأمراض الناتجة عن نقص السعرات الحرارية والبروتين.
• تتعرض العاملات بشكل يومي لنوع أو أكثر من أنواع التحرش.
ما يجب فعله:
• نقابة تحفظ حقوقهن وتطالب بالحقوق المستحقة لهن مع دعم من الدولة والمجتمع المدني.
• مشروع قانون ينظم العمل الغير رسمي في مجالات الزراعة وصناعة الغزل والنسيج.
• أجور تناسب الجهد المبذول، حيث أن 59% من العاملات الزراعيات يعولن أولادهن، و25% يعلن آباءهن وأمهاتهن، 14% يعلن أخواتهن.
يوم حلو ويوم مر هو فيلم آخر لعبته ببراعة فاتن حمامة من خلال تجسيد شخصية أم تعول بناتها وطفلها الصغير وتسعى لتوفير لقمة العيش لهم، الفيلم بالكامل يعتبر تجسيد لتسليط الضوء على العنف ضد المرأة العاملة بوجه خاص والمرأة عموماً بوجه عام في رصد حالة الكآبة والمشاهد المؤلمة عن الحياة المريرة والصعبة التي تعيشها شريحة من النساء داخل المجتمع.
تختلف القصص والروايات وتظل القضية هي المحور الثابت الذي تدور حوله كل السيناريوهات، “مناهضة العنف ضد المرأة” مطلب أساسي نسعى جميعاً يوماً بعد يوم للتمسك به وتسليط الضوء عليه من أجل عالم خال من كل أشكال العنف ضد المرأة.
مقال اكثر من رائع تحياتي
شكرا رانيا
تحياتي
محرر مسارات
الواحد كان بيتفرج وولا واخد باله من كل دة! بجد تحليل جميل وشامل شكرا للكاتب
شكرا نادر وبالتوفيق دايما
تحياتي،
محرر مسارات
والله انا شايف إن انتو تهتمووو بالصحه والتعليم الاول وبعد كداا ايه مشكلات المجتمع ونحلها