كنا ولا زلنا نقف عند نفس النقطة حينما نتحدث عن التحرش، القوانين ليست منصفة دائمًا والناجيات لسن بأمان ليقاومن كل ذلك بمفرهن، ولكن ماذا لو أتت الجريمة مختلفة هذه المرة وكنت أنت الشاهد/ة على حادثة تحرش بزميلة أو أي شخص في مقر العمل؟ في هذا المقال سنخبرك بعض النصائح عن كيفية التعامل مع هذا الأمر.
دون ملاحظاتك وتذكر ما حدث بالضبط
ربما تكون أنت الشاهد الوحيد في هذه القضية، لهذا عليك أن تكون أكثر انتباهًا وتيقظًا لما يحدث، ركز في نبرة صوت المعتدي، وحركات يده والملابس التي كان يرتديها، كل هذه الأشياء ستقدم شهادة أكثر دقة ولا يمكن إنكارها.
تحدث مع الناجية بسرية وأخبرها أنك تدعمها
بعد حدوث الاعتداء سيكون وضع الناجية صعب نفسيًا وربما لا تعرف كيف تتصرف ولهذا من المهم أن تتحدث معها بسرية وبعيدًا عن أعين الجميع وتخبرها أنك شاهدت ما حدث وأنك تدعمها، ولأن هذه اللحظات صعبة ومربكة في عالمنا العربي خاصًة عليك تحديد إن كان ما حدث هو اعتداء أم تحرش جنسي؟ لأن الضحية قد لا تدرك، ما حدث وقد تُنكر ما مرت به.
من الضروري كذلك أن تتفهم ما تمر الناجية به، فكن صبورًا وداعمًا، ربما تكون في حالة صدمة وإنكار وربما تكون في حالة بكاء، في كل الأحوال قدر تمامًا وضعها وعدم قدرتها على المواجهة واختر الوقت المناسب للحديث معها، هل هو بعد الاعتداء مباشرة أم بعدها بأيام، حتى تكون الأمور قد هدأت؟ الأمر يرجع لرؤيتك للموقف.
إن لم تكن الناجية على علاقة بك وتشعر أن حديثك معها سيأزم الأمر يمكنك أن تجعل وسيط بينكما تثق به ويمكنه التعامل مع الأمر.
أسألها مباشرة كيف تريديني أن أساعدك؟
قد تكون الناجية مترددة أو غير قادرة على التفكير ولا تعرف ماذا يجب عليها فعله، أترك لها المساحة لاتخاذ أي قرار ولا تنصحها أو تضغط عليها بأي شكل من الأشكال، هي وحدها من لها الحق في تقرير ما الذي ترغبه أن يحدث، وعليك أن تساعدها فيما تريده.
هل عليك التبليغ بما حدث؟
ينصح الخبراء في هذه الحالات عدم إتخاذ أي قرار من نفسك إلا بعد اللجوء إلى الناجية نفسها وسؤالها عما تريد فعله، وهل هي مستعدة لذلك أم لا؟ كل ما عليك أن تفعله هو دعم الناجية في كل خيارتها واحترام رغبتها حتى لو أرادت إبقاء الأمر سرًا بينكما.
ما هي سيناريوهات التعامل مع الموقف بالنسبة للناجية؟
هناك عدة طرق يمكن التعامل بها مع هذا الموقف:
الذهاب إلى المدير:الموقف الأبرز هو التحدث مع مدير العمل عن الواقعة وهناك سيتحدث مع قسم الموارد البشرية ويجب أن يتخذ قرارًا أمام ما حدث، ليس لديه رفاهية الخيار وإلا سيتم معاقبته هو أيضًا لتواطئه مع الجريمة.
الذهاب إلى مسؤولي الموارد البشرية: من الأمور العملية هي الذهاب إلى قسم الموارد البشرية والتحدث معهم عما حدث، ليتم التعامل بشكل مباشر مع ما حدث ويقرروا الإجراء القانوني الذي يجب إتخاذه.
قسم الشرطة: أحيانًا لا ترتاح الناجية إلى التعامل مع المسؤولين في عملها أو التحدث عن جريمة تحرش داخل مقر العمل فتلجأ إلى التعامل مع الأمر على مستوى آخر وهو اللجوء إلى الشرطة وهو أمر مهم أيضًا، خاصًة إن كان هناك شاهد.
ربما يكون تسريب الجريمة للصحافة هي الحل الأخير: إن لم يتم حل المشكلة ولم تجد الناجية أي من الجهات السابقة فعالة فيمكن اللجوء إلى أحد الصحافيين أو وسائل التواصل الاجتماعي للتعامل مع الأمر من زاوية أخرى.
كيف أساعد (كرجل) في تقليل التحرش داخل مقر العمل؟
بالطبع بإمكان كل رجل في مقر العمل الإسهام في تقليل معدل التحرش داخل مقر العمل بأن تقف ندًا لكل متحرش وتنبهه بما يفعله، قد يكون هذا المتحرش معتاد على ما يفعله ولا يجد من يردعه وقد يمارس أنواع مختلفة من التحرش لا تؤخذ بالحسبان مثل التحرش اللفظي، حينها عليك أن تخبره أن ما فعله هو تحرش وأنه ليس بالأمر اللطيف، ويمكنك أن تساعد زميلاتك -دون أن تزعجهما- بأن تتصدر أنت المهام التي تتطلب تعاون مع شخص متحرش أو غير مريح للنساء في مقر العمل. وإن لم ينتهي الأمر عند هذا الحد يمكنك الذهاب إلى مسؤولي الموارد البشرية أو المدير ليأخذ ردًا فعليًا وينبه على ما يحدث بشكل رسمي.