تشعر أحياناً أنك مثل حصان أسود يجري إلى الأمام بكل سرعة وقوة إلى أن تتوقف فجأة وتسأل نفسك، أين أنا؟ ما الذي أفعله؟ لماذا أجري؟ ما الذي أريد أن أصل له؟ ثم تبدأ قواك في التراجع، وتتباطأ سرعتك، حينها اعلم أنك فقدت شغفك، وأنك أكبر سبب فيما وصلت إليه بالأساس.
من البداية أعلم أن التخطيط الجيد بابك للوصول، ولكي تعد خطة جيدة لحياتك العملية والمهنية تحتاج إجابات على بعض الأسئلة، ولكن أعلم أن الأسئلة الصحيحة تقود للإجابات الصحيحة، أي أنك يجب أن تكون واقعيًا، وتبدأ الإعداد لخطتك مبكرًا، عليك مثلًا أن تعرف منذ دراستك الإعدادية بضعة أمور، ستكون دليلك مستقبلًا.
لك أن تسأل نفسك مبكراً، ما الذي تحبه؟ ما الذي تفضله؟ ما الذي تجيد فعله؟، أنت مثلًا لا تحب بذل جهد بدني أو عضلي، لكنك تحب أن تكون لاعب ألعاب قوى، وتفضل الوثب العالي رغم أن مواصفاتك الجسدية غير مناسبة لذلك، إنها مؤشرات متضاربة، ستقودك حتمًا إلى لا شيء، لماذا؟
لأنك خلطت بين ما تحلم به، وما ترغب فيه، وما تستطيع فعله، أنت لا تريد بذل جهد، لكنك اخترت رياضة شاقة، ومواصفاتك الجسمانية لن تمكنك من أدائها، ولكن دعنا نحاول مرة أخرى، أنت تحب الاستكشاف، ولست من هواة الحفظ، وميولك علمية بحتة، تعودت من صغرك متابعة وثائقيات عن الكواكب والنجوم.
يبدو أن ملامح مسار تظهر أمامك، أنت مبدئيًا تريد الحصول على مجموع متميز في الإعدادية، وشعبتك العلمية في انتظارك، أنت ترغب في دخول قسم هندسة الطيران والفضاء، والقسم في جامعة بالخارج، وبالطبع فعليك بإجادة لغة الدراسة، وأن تستهدف منحة دراسية بعد الثانوية العامة، وتسأل من التحقوا بالجامعة عن كيفية التقدم لها.
تحتاج أيضًا معرفة كيفية اجتياز اختبارات القبول، ثم التعرف على طبيعة الدراسة، الأمر ليس سهلًا لكنه ليس مستحيلًا، هناك أحلام وردية كما أن هناك إصرار مدروس، أنت الآن تدرس في الجامعة التي سعيت لها ووضعت لها بدائل عديدة، أنت تتابع كل جديد في مجال دراستك، جلسات وورش عمل وندوات ومؤتمرات.
أنت تتابع حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، تخص خبراءً بارزين في مجال اهتمامك، أنت مشترك في عدد من الدوريات العلمية المتخصصة، وتتابع مواقع الكترونية تغطي المجال، أنت تبحث منذ لحظة دخولك الجامعة عن الأماكن التي قد تلتحق للعمل بها مستقبلاً، ما متطلبات العمل بها، ما ينقصك لتصبح جزءً منها.
ستحاول وتفشل، وستتعلم من أخطاءك، وتحاول مجددًا، ستغير طريقتك واستراتيجيتك كلما تطلب الأمر، سعيك بنفس الطريقة سيصل بك إلى نفس النتائج، وما أن تلتحق بالعمل ستحتاج أسئلة جديدة، هل أنت سعيد بما تفعله ولماذا؟ هل أنت راضٍ عن أداؤك؟ كيف تجعل الأمر ممتعاً؟ ما الذي أردت فعله ولم تفعله ولماذا؟
إذا كانت لديك الفرصة هل ستفعل ما أردته؟ ما الجديد الذي ستفعله المرة المقبلة؟ هل أنت مستعد له؟ وما الذي ينقصك لتصبح مستعد تمامًا؟ احرص على أن تسأل تلك الأسئلة دائمًا، راهن على نفسك، أنت في تحدي مع شخص تراه أمامك في المرآة، حينها ستحقق شغفك مهما بدا الأمر صعباً.
تذكر مقولة: “من عرف من أين جاء، عرف إلى أين يذهب، ومن علم ما يَصنع، علم ما يُصنع به، ومن علم ما يُصنع به، علم ما يُراد منه، ومن علم ما يُراد منه، علم ما له، ومن علم ما له، علم ما عليه، ومن علم ما عليه، علم ما معه”