“فكر تصبح غنيًا” هو واحد من أشهر كتب التنمية الذاتية القديمة التي نُشرت من سنوات طويلة.
الكتاب رغم قدمه، نشر أول مرة في عام 1937، إلا أنه لا يزال واحد من كتب تطوير الذات المهمة، لمن يرغب في تحقيق الثراء والنجاح، والمقصود بالثراء هنا ليس الغنى المالي فقط بل عيش الحياة بأفضل جودة ممكنة.
يُقسم مؤلف الكتاب “نابليون هيل” العراقيل التي نواجهها في حياتنا، ويعرفنا كيف نتخطاها تدريجيًا بنصائحه المختلفة؛ المكتوبة استنادًا إلى دراسة وأبحاث، فقد تواصل مع عدد كبير من أثرياء العالم، ليسألهم عن تجربتهم في الثراء وكيف حققوه، وبعدها وضع دراسة أو نصائح لمن يريد أن يصبح ثري وناجح.
ولكن قبل أن أعرض ملخصًا لأبرز نصائح الكاتب، أُريد أن أُشير إلى أن “هيل” أرتكز على بعض الأفكار الرئيسية، والتي تُمثل أساسيات في حياتنا لا نتبعها دائمًا ولا نضعها في قواميسنا اليومية رغم ما لها من أهمية، مثل:
• أيًا كان ما يمكن للعقل أن يتصوره ويؤمن به، يمكن للعقل تحقيقه.
• نقطة البداية لكل إنجاز هي الرغبة.
• عندما تأتي الهزيمة، تقبلها كإشارة إلى أن خططك ليست سليمة، وأعد بناء تلك الخطط، وأبحر مرة أخرى نحو هدفك المنشود.
• غالبًا ما يأتي نجاحك الأكبر بخطوة واحدة فقط بعد النقطة التي تجاوزتك فيها الهزيمة.
• لا تُنهي أي شيء بدأته بدون أن تستنفد كل محاولاتك لإنهائه وتسأل شخص متخصص عنه، وحاول أن يكون هناك مجموعة من الناس ترجع لهم دائمًا في أمورك الحياتية.
• الإيمان بالنفس، أنا أستحق أن أكون غني وأصل إلى ما أريد.
• عليك أن تتخصص في مجال بعينة، لأن هذا هو الطريق الأول لأي نجاح أو ثراء، فكلما كان الشخص متخصصًا كلما كان أكثر كفاءة وبالتالي أكثر قابلية للنجاح.
• اتخاذ القرارات: امتنع عن المماطلة واتخذ قرارك.
كيفية تحقيق الثراء هي تحديد هدف في البداية ثم الاستعداد له جيدًا، كالآتي:
1- حدد الهدف
يرى هيل أن أول خطوة لتحقيق الهدف هي تحديده، وكلما كان الهدف أدق وأوضح كلما كان قابلًا للتحقيق، فلا تحدد أنك تريد أن تصبح غني بل حدد “أريد أن على أن أحصل على 20 ألف جنيهًا كل شهر” هذا هو هدف أكثر وضوحًا.
أسال نفسك تدريجيًا كيف يمكنك أن تحصل على هذا المبلغ؟ هل بالعمل لساعات إضافية أم بالجمع بين وظيفتين؟ هذه الأسئلة أكثر واقعية وستجعلك تعمل على هدفك بشكل تدريجي.
كما يمكنك تقسيم هدفك لأهداف صغيرة وتُنفذ كل منها على حدة حتى تشعر بالإنجاز والاقتراب من تحقيق هدفك الكبير، الذي قد يبدو لك صعبًا من البداية.
2- حدد الغاية
الأمر الثاني الذي يجب الألتفات له جيدًا في تغيير طريقة تفكيرك ورحلة بحثك عن الحياة الأفضل، هي تحديد غاية من الهدف؛ لأن الغاية هي ما ستعطي لهدفك معنى.
إذا كان هدفي، على سبيل المثال، أن أخسر الكثير من الوزن، فأربطه بأني أرغب في أن أكون أكثر صحة وحيوية وجمالًا، الغاية هنا هي الصحة، وكلما ستتخيل نفسك معافى وخفيف الحركة كلما ستشعر بأنك أفضل، وبهذا تكون قد ربطت هدفك بغاية ودافع إيجابي يجعلك ترغب في الوصول إلى الأهدف بسرعة.
3- حدد المقابل
لا شيء سيأتي بدون مقابل، خاصة الأهداف الكبيرة، ولا تعتقد أن مجرد قراءتك لهذا الكتاب ستغنيك عن أي شيء آخر، هذا كتاب إرشادي في النهاية وكل ما ستفعله سيكون دورك أنت وحدك.
لهذا عليك أن تُدرك أنك لا بد ستدفع ثمن ما تُريد تحقيقه، وكلما كبر الهدف كلما كبر المقابل المدفوع/المبذول فيه.
بمعنى إن أردت أن تصبح أكثر ثقافة ستحدد عدد معين من الكتب لقراءتها مما يعني أنك ستتخلى عن وقت كبير من الرفاهية وتسهر لتقرأ هذه الكتب، لتصل إلى غايتك. لذلك عليك جيدًا أن تعي وتعرف ما الذي ستدفعه لتحصل على ما تريد؟
4- متى؟ حدد موعد بداية العمل
بعد أن حددت كل ما سبق عليك أن تحدد متى ستبدأ بتنفيذ كل ما تخطط له.
كنت قد سَمعت مقولة من قبل، تقول “أفضل وقت للبدء هو الأمس” وانا أؤمن بها جيدًا، وذلك يعني أنه كلما بدأت أسرع كلما كان أفضل. التسويف والتأجيل لن يحلوا أي مشكلة ولن يصلوا بك إلى ما تريد.
لذلك عليك أن تحدد موعدًا مناسبًا وتُخطط بموضوعية ودون مبالغة في التفاؤل.
رتب أولويات الهدف وحدد وقت لها ويمكنك أن تقسمها كما سبق وذكرت.
من المهم أيضًا أن تُحدد وقت مرن ولا تسوف ما ستفعله، لأن الفاتورة ستكون غالية إن تأخرت وستدفعها عاجلًا أم آجلًا.
5- كيف؟ حدد الخطة وابدأ التنفيذ
بعد كل الخطوات السابقة تأتي الخطوة الأهم وهي كيفية تنفيذ وبدء كل ما خططت له؟ كثيرين يرون أن التخطيط غير مهم وأنه يمكنك البدء في أي شيء دون تخطيط له، ولكن هذا غير صحيح.
التخطيط يسهل عليك الكثير من المتاعب ويعرفك ما التحديات التي يمكن أن تقابلك وكيف تستعد لها، كما سيجعلك تملك لجام كل شيء.
وتذكر دائمًا أن الذكاء والمعرفة ليسوا كافيين دائمًا، المثابرة والاستمرارية لا يقلوا أهمية عن الذكاء ودونهم لا يمكن أن يحقق الذكاء كل شيء.
عليك كذلك أن تتوقف عن الأعذار والتنصل من المسؤولية لأنها لن تدفعك لأي شيء إيجابي. وحاول أن تحفز نفسك طوال الوقت لضمان الاستمرارية وقوة الإرادة.