أثناء دوام عملك الروتيني تفاجيء بأن رئيس عملك يطلب الاجتماع بك وتُصدم حين تجده يحذرك من شكوى زملاء عملك بشأن سلوكك غير المهني أو أي أسباب أخرى، ومن هنا تبدأ الحكاية. يتعرض الكثير من زملاء العمل إلى بعض الحقد أو الكراهية وربما “النفسنة” من أحد زملاء العمل الذي قد يرغب/ون بتنحيته من العمل لأي سبب ويكون عليه مواجهه قدر من الظلم بمفرده، لهذا عليك الاستعداد لذلك جيدًا.
في هذا المقال سنناقش بعض الخطوات التي يمكن أن تفعلها لتواجه هذا الموقف:
مبدئيًا أود أن أشير إلى أنه ليس كل ما يتم التبليغ عنه أو يقوم المدير بطلبه بالضرورة يعني أنه نوع من المؤامرة أو الكيد ضدك، قد تكون مخطأ بالفعل وعليك مراجعة موقفك وتحسينه، ومهمتك الأولى أن تفرق بين الموقف الحقيقي والكيدي، إن تأكدت من أن ما يحدث هو مؤامرة وأمر غير عادل فإليك النصائح التالية:
هل من وشى بك قريب من المدير؟
علينا أن نكون واقعيين وندرك ان الحياة ليست لطيفة على الدوام ولا يمكننا الحصول على حقوقنا طوال الوقت، لهذا من المهم إدراك طبيعة موقفك، من وشى بك؟ هل هو قريب من المدير ويمكن أن يؤثر على قراراته؟ في هذه الحالة سيكون الوضع سيء وبعد محاولة التواصل مع مختصين عليك أن تستعد لتبحث عن وظيفة جديدة دون أن تخبر أحدًا. أما إن لم يكن الشخص قريب من المدير يمكنك حينها أن تواجه الأمر رسميًا وعمليًا.
أنتبه على كلامك:
بعد أن يستدعيك مديرك إلى مكتبه ويبلغك شكواه بشكل ودي ويحذرك أول الأمر، لا تنفعل، تَحَكم بمشاعرك ولا ترد بأي جمل غير مفيدة، فكل ما ستقوله في هذه المحادثة ربما يكون كلام غير هام أو ضدك ونتاج عن الغضب أو الصدمة. لذلك تريث وأخبر مديرك بأنك تأخذ الأمر على محمل الجد وأنك ستكون شاكر إن أخبرك من الذي يشكو منك بالتحديد لتحل معه المشكلة دون إزعاجه (وعلى الأغلب لن يخبرك) وحدد معه الأشياء التي يشتكي منها لكي تعمل على حلها.
لا تفزع من كل زملائك في العمل:
أعرف أن الأمر مخيف، وكرد فعل طبيعي ستشعر بالشك في جميع زملائك بعد الشعور بالغدر، ولكن تمهل، لا داعي للذعر وابدأ من الأماكن/ الأعمال التي لا تتواجد فيها، وتعامل مع زملائك بشكل رسمي، عملك بكفاءة ومهنية بشكل مباشر مع من يرغب في إقالتك سيصيبه بالذعر والجنون، لذلك أفعل واجبك المهني تمامًا وابتعد عن كل مشاعر الغضب.
ألتزم بالرسمية في كل شيء:
بعد أن يحدث ذلك معك عليك أن تبتعد عن الأشياء غير الرسمية بين جميع زملائك. أرسل الإيميلات بشكل رسمي وضع رؤسائك في نفس الإيميل حتى يتم توثيق كل الاتصالات بشكل رسمي وأمام أعينهم، كي لا يتسنى لزملائك اختلاق أي أزمة غير حقيقية.
أنتبه لكل تصرفاتك:
فترة ما بعد التحذير ستكون حرجة وستكون كل تصرفاتك مصدر تركيز وانتباه، عليك أن تدرك ذلك جيدًا فلا تدع فرصة لأحد لاصطياد الأخطاء، وانتبه لحسابات التواصل الاجتماعي لديك وكل ما تنشره عليها بالإضافة إلى أحاديثك الظاهرة للعيان وانتبه لكل ما يمكن أن يؤخذ عليك، والتزم بقدر من المهنية، كما من المفيد كذلك أن تُحدث سيرتك الذاتية وحسابك على لينكد إن.
تحدث مع مختصين:
من المهم أن تتحدث مع محامي وتخبره بالقصة بأكلملها حتى إن تصاعد الأمر تعرف حقوقك القانونية وما الذي يمكنك فعله في هذه الحالة. إن شعرت كذلك ببعض الظلم من المفيد أن تتواصل مع مسؤول الموارد البشرية لتعرف حقوقك وسجلك الوظيفي والأشياء التي يمكن أن تحدث في حال تفاقم الأمر.
تعرف على من افتعل الأزمة:
من المهم للغاية أن تعرف من الذي افتعل الأزمة لتحدد ماهيته، إن عرفته، عليك أن تبحث هل فعل ذلك لأول مرة معك؟ إن كان هذا السلوك متكرر ولديه خصومة مع زملاء آخرين عليك أن تستغل ذلك وتتحالفوا معًا. إن لم يكن وكنت تشعر بالظلم؛ عليك أن تبحث في سجله الوظيفي وتحاول أن توثق عليه أخطائه الوظيفية أو تدرك السبب الذي دفعه لأن يشتكيك وتوثقه؛ حتمًا هناك شيء خاطيء.
حياة العمل ليست مكانًا مثاليًا ووارد أن نتعرض فيها للظلم في أي وقت لهذا علينا أن نتعامل بمرونة ومهنية ونواجه الأمور قدر استطاعتنا ولا نلوم أنفسنا على ما هو فوق قدراتنا على التحمل.