ماذا ستفعل إذا ذهبت إلى العمل يومًا ما فوجدت الشركة قد عينت موظفًا جديدًا من ذوي القدرات الخاصة أو ذوي الإعاقة؟ بالطبع ستحاول تلقائيًا أن تنقل له شعور أنه شخص عادي أو طبيعي ولا ينقصه أي شيء، ومهما تحدته إعاقته ستحاول أن تقنعه أن ذلك غير صحيح، بل ستكرر على مسامعه كلام عن مدى كونه شخص قوي ومثابر، ولكن بعد كل ذلك سيتجنب التعامل معك أيضًا، فتسأل نفسك لماذا؟!
حسب منظمة الصحة العالمية، من بين كل 7 أشخاص يوجد شخص واحد يصنف على أنه من ذوي الإعاقة، كما أن معظم مؤسسات العمل الآن حول العالم تتيح أن يكون هناك نسبة ما بين 5 إلى 15% بين موظفيها من ذوي القدرات الخاصة أو الإعاقة، بنسب متفاوتة تختلف بين الدول وقوانين العمل بها، ولذلك فإن كل موظف معرض دومًا للتعامل مع أحد أصحاب الهمم في العمل، وهذا التعامل له اتيكيت وطريقة معينة للحفاظ على خصوصية وحالة ذوي الإعاقة النفسية.
لا تكن
ملحًا ومستفسرًا
حياة ذوي الإعاقة مليئة بالمشاعر السلبية نتيجة تعاملاتهم اليومية مع المجتمع، لذلك فإن سؤالك عن سبب أو نوع إعاقته، وربما يكون السؤال بهدف تقديم المساعدة، إلا أنه سؤال ليس له أي معنى بالنسبة لذوي الأعاقة، ولذلك فهذا السؤال هو أكبر خطأ يمكن أن تبدأ علاقتك بزميلك، فقط افهم وحدك خصائص إعاقته وكيفية التعامل معها، وتعامل معه من خلال فهمك، دون أن تسأله.
مجاملًا بشكل مبالغ
“أنت أقوى منا”، “تظاهر وكأنك طبيعي”، “عملك الأفضل بين الجميع”، وغيرها من العبارات التي نلقيها بهدف التشجيع لذوي الإعاقة، ولكن في الحقيقة فإن هذه العبارات تزيد من إحساسه بإعاقته، ولا تزيد من قوته، بل بالعكس، تشعره بالاهتمام الزائد، مما يزيد من مشاعره السلبية، فاحتفظ بعباراتك الإيجابية والسلبية، وتعامل مع متحدي الإعاقة مثلما تتعامل مع أي زميل آخر في العمل، وحتى إذا كانت إعاقته لا تظهر في عمله، فهذا لا يعني أنها ليست موجودة، ولذلك لا تجامله، لأن الكلمات الإيجابية تكون أحيانًا أصعب من السلبية.
مبالغًا في المساعدة
الفعل المبالغ فيه مثل الكلام الإيجابي، يزيد من وقع الضرر على نفس ذوي الإعاقة، فلا تبالغ في مساعدتك، ولا تزيل من على كاهله عمله، لا تشعره بأنه مميز، فقط اعطيه مهامه في دائرة العمل، وهو لن يتردد في طلب المساعدة إذا احتاجها، وفي نفس الوقت احذر التعامل السيئ أو التنمر بشتى أشكاله ضد ذوي الإعاقة في أي مكان، داخل العمل أو خارجه.
كن
طبيعيًا
الطبيعية والتلقائية في التعامل مع ذوي الإعاقة سيدخل الشخص في جو العمل، ويشعره بأنه واحد من الفريق، فعندما يكون وسط فريق لا يذكره بإعاقته سيحب العمل ويزيد من إنتاجيته، ووقتها سيشعر بأن زملاء العمل أصبحوا أصدقاءه، وأن العمل أصبح بيته الثاني، الذي ربما يحبه أكثر من الأول، فالتلقائية لها مفعول السحر في إزالة حاجز الإعاقة بين أفراد الفريق الواحد في العمل.
مشاركًا
لا تنس يومًا أن متحدي الإعاقة ما هو إلا زميل مثل باقي الزملاء، يجب عليك أن تشاركه الرأي، وتسأله وتستفسر عن رأيه إذا احتاج الأمر ذلك، ولا تكن متصنعًا في طلبك الزائد في طلب المشورة أو الرأي، كما أنه سيحب أن تشاركه أنت وباقي الفريق في الأنشطة الاجتماعية المختلفة التي تقام داخل الشركة، أو التي تخلقونها خارج الشركة.
صبورًا
إذا كان الشخص من ذوي الإعاقة واحد من الموظفين الذين تديرهم، كن صبورًا عليه في تسليم المهام، وامنحه موعد بعيد نسبيًا لتسليم العمل مما لا يؤثر على إنتاجية العمل، وضع في الاعتبار أن حالته النفسية والجسدية يمكن أن تتغير وتؤثر فيه أكثر من أي شخص آخر، وتعامل معه على أساس هذا المبدأ.
الآن أصبح من الطبيعي أن تقابل أحد ذوي الإعاقة، في العمل أو خارجه، فقط يجب أن تعلم أنه في حرب نفسية دائمة مع المجتمع وتعامل الناس معه ونظراتهم وكلامهم، لذلك حاول أن تكون أنت الشخص الذي يستطيع التعامل معه بود واحترام.