“عندي فكرة مشروع بمليون جنيه”.. جملة نسمعها كثيرًا ما بين الزملاء والأصدقاء، وفي بعض الأوقات تكون أنت القائل، وتمر الأيام والسنوات ولا نرى لتلك الأفكار أي أثر لها على أرض الواقع.
عقبات ومخاطر تأسيس مشروع خاص كثيرة وكبيرة، وقد يلجأ لهذا المسار البعض منا في إطار عدم وجود وظائف مناسبة أو وجود شغف بفكرة ما، إلا أننا يجب أن نعرف أن دراسات كثيرة تشير إلى أن حوالي 50% من المشاريع الخاصة تفشل في الاستمرار بعد أول 5 سنوات، بينما لا يستمر سوى 30% فقط بعد مرور 10 سنوات، وهذا هو السبب في أن فكرة تأسيس عمل تجاري صغير أصبحت بمثابة اقتراح مخيف بالنسبة لكثيرين.
ولكي تتأكد بشكل مبدئي من جودة فكرتك أو وضعها في إطار التنفيذ يجب عليك التطرق إلى تلك الأسئلة أو النقاط والإجابة عليها.
1- ما الذي تستهدفه بفكرتك
لنفترض أن لديك فكرة ما تريد أن تنفذها، يجب أن تتأكد من أن الخدمة أو المنتج الذي ستقدمه يحل نوعًا من المشكلات أو يقدم قيمة حقيقية للعميل، على سبيل المثال لا تفكر في إنشاء مطعم في منطقة مليئة بالمطاعم إلا إذا كنت ستقدم شيئًا جديدًا ومتميزًا، بل والأفضل أن تركز على الخدمات الغير متوفرة في المنطقة لتقلل المنافسة وتضمن نجاحك، فكر بحيادية واسأل نفسك لماذا سيدفع الناس نقودهم من أجل هذه الخدمة؟
2- حجم الاحتياج
اسأل نفسك عما إذا كان منتجك يلبي احتياجات شريحة من الجمهور بما يكفي لنجاحك واستمرارك أم لا، هل ستكون هناك حاجة إلى المنتج الخاص بك من قبل عدد كاف من الناس لجعله جديرًا بالاهتمام؟
بالتأكيد نحن لا نتحدث أنك بحاجة لاختراع منتج أو خدمة يحتاج إليها كل شخص على هذا الكوكب، لكنك تحتاج إلى ما يكفي من العملاء، أو قاعدة عملاء يقوم أعضائها بالطلب المتكرر.
3- قابلية الفكرة للتنفيذ
معظم الناس لديهم أفكار مختلفة، وقد تكون متميزة ورائعة، ولكنها قد لا تتناسب مع المكان أو المنطقة التي سيتم العمل بها؛ لأسباب لها علاقة بمستوى المنطقة واحتياجاتها.
وعامل كبير من عوامل نجاح أي فكرة هو أن تكون قابلة للتحقق على أرض الواقع لتتمكن من جني الأرباح.
4- نموذج أولي
لا تنتقل من الفكرة إلى التنفيذ مباشرة مهما كانت الفكرة براقة، ولكن عليك بناء الحد الأدنى من المنتج كنموذج أولي يمكن استخدامه، يمكن أن يكون النموذج الأولي عرضًا تقديميًا أو عينة من المنتج الذي تنوي إنتاجه.
الفكرة هي أن تصنع شيئًا يمكن للعملاء المحتملين امتلاكه أو تجربته للتأكد من أن فكرتك موجودة بشكل حقيقي، إذ أنه من المؤكد أن هذه الطريقة ستوفر عليك الأموال لو اكتشفت أن المنتج المبدئي لم يعمل بشكل جيد أو لو لم يقبل عليه العملاء.
المنتج المبدئي يمكنك أيضًا من الحصول على تعليقات الأشخاص وإجراء تغييرات على المنتج الخاص بك قبل طرحه في السوق.
5- دراسة السوق
ما هي المشكلة التي يمكن أن يحلها منتجك أو خدمتك؟ حجم المال الذي تحتاجه لتنفيذ الفكرة؟ أين يعيش الأشخاص المستهدفين؟ ما هو مستواهم التعليمي؟ كيف ينفقون أموالهم؟ هل هم عُزْب أم لديهم عائلة؟ ما مقدار الدخل المتاح لديهم؟ أين وكيف سيستخدمون المنتج الخاص بك؟
حدد الفئة أو الشريحة التي تريد استهدافها لمشروعك حتى تركز عليهم وتعرف كل تفاصيل سلوكياتهم الشرائية، لتكتشف بدقة ما إذا كان منتجك مناسب لهم أم لا.
6- التمويل
هل لديك بعض المدخرات؟ من هم الأشخاص أو الجهات المتوقع أن يقرضوك أموالهم؟ ابحث أيضًا عن المنح الحكومية التي تدعم رواد الأعمال الجدد والخريجين الجدد، كما يمكنك اللجوء إلى حاضنات الأعمال أو مسرعات الأعمال التي تقدم التمويل الكافي بعد أن تتأكد من جدوى الفكرة.
سيكون من الجيد أيضًا أن تحصل على محاسب للقيام بإعداد السجلات الخاصة بالضرائب.
تذكر، ليس كل فكرة يمكن تحويلها إلى أعمال قابلة للحياة والنجاح، ولكن عليك أن تعرف متى تتخذ خطوات في الاتجاه الصحيح، والتوقيت الصحيح لتخفيض خسائرك والانتقال إلى المشروع التالي، وتذكر أن أحد أفضل جوانب كونك رائد أعمال هو اكتساب المعرفة والخبرة على طول الطريق.
شكرن علي كل هذه المعلومات
شكرا حسين على المتابعة وبالتوفيق دائما