تم وضع الحد الأدنى للرواتب لحماية حقوق العاملين من الاستغلال وللتشجيع على الاستقرار الوظيفي ومع ذلك مازال هناك من يرضى برواتب زهيدة لا تتناسب ولا تقرب إلى المستوى المعيشي الحالي، وهذا لا يؤثر على هؤلاء الافراد فقط، بل على سوق العمل بأكمله.
السوق عرض وطلب
تستغل بعض جهات العمل ارتفاع نسب البطالة في سوق العمل المصري، ويبرر أصحاب جهات العمل هذا بأنه ” السوق عرض وطلب” و “محدش بيضربهم على أيديهم عشان يقبلوا ” بالإضافة إلى استغلال جهل البعض بقانون العمل والحد الأدنى، لكن هناك الكثير من الوظائف التي لا تخضع إلى أي رقابة أو بما يسمى بالاقتصاد الرسمي، مما يترتب عليه عقود غير رسمية ومرتبات قليلة وعدم وجود أي حقوق أو ضمانات للموظفين.
“أنا أولى” ..لماذا يرضى البعض بهذه الرواتب؟
بسبب قلة الخبرة وعدم الوعي بالقوانين خصوصا لحديثي التخرج، وحاجتهم الملحة للعثور على وظيفة تدرج في سيرتهم الذاتية، مع اكتساب خبرة ولو بسيطة في سوق العمل، وحاجة البعض فعليًا إلى العمل حتى بهذا المرتب القليل والخوف من فقدان الوظيفة المضمونة والبحث عن عمل آخر.
ويتم تبرير كل هذا بجملة شهيرة “لو انا مشتغلتش غيري هيشتغل بنفس المرتب والمشكلة مش هتتحل برضه فأنا أولى”
رواتب للرجال ورواتب أخرى للنساء:
تقوم الكثير من الشركات بتفضيل الرجال على النساء في الرواتب بغض النظر عن تطابق المهارت والخبرة .. فالتمييز الجنسي واحدّا من أهم عناصر هذه الظاهرة في سوق العمل، حيث أنه توجد بعض الشركات لا تقوم سِوى بتوظيف الإناث نظرًا للصور النمطية الخاطئة على إنه النساء أقل كفاءة وليس لديهم مسؤوليات حقيقة مالية مثل الرجال.
سوق العمل اليوم:
مهما تعددت أسباب جهات العمل أو الموظفين وبرروا قبلوهم هذه الرواتب حتى وإن كانت جميع الأطراف مرضية ولكنها تعطي تأثير سلبي طويل المدى ومنها:
- الدوران الوظيفي والذي بدوره يؤدي إلى هجرة العقول التي تبحث عن رواتب تتناسب مع قدراتها ومهارتها وكفاءتها ولكن دون جدوى.
- ظهور فجوات اجتماعية كبيرة بين موظفين لديهم نفس القدرات والكفاءة والمسمى الوظيفي.
- الشعور بالظلم وعدم المساواة وفقدان الشغف في التطور إذا كان الموظف لا يتقاضى ما لا يناسب كفاءته.
وفي الأخر هذا يؤثر بالسلب على جميع الأطراف لأن قبولك براتب أقل من الحد الأدنى به استنزاف لمجهودك وطاقتك، كما أنه يزيد الأعباء الاقتصادية عليك، و يؤثر أيضا على حياتك المهنية المستقبلية، كدليل على استعدادك العمل باي أجر وبالتالي يقلل من قيمتك وقيمة العاملين في نفس مجالك ويؤثر هذا على سوق العمل بأكمله.