ينتشر تحدي الراتب الأول على “فيسبوك” فيبدأ الجميع في كتابة رقم يثير نوبة من الضحك لسببين، الأول هو تغير قيمة العملة عبر السنوات، مما يجعل المرتب الأول لبعض الناس بالكاد يكفي وجبة عشاء فاخرة اليوم، والسبب الثاني هو تلك المقارنات التي تحدث عندما تشاهد مرتبات أقرانك الأولى.
الغريب أن الجميع يتذكر راتبه الأول، هو حدث لا يمكن نسيانه، ربما لأنها الخطوة الأولى في تحقيق الذات والخروج من تحت مظلة الرعاية المالية الأسرية وما يتبعها من تحكمات بطبيعة الأمر، كذلك دائما ما أرتبط الراتب الأول بهدية يشعر صاحبها بقيمتها فهي من “حر ماله” في جميع الأحوال هي ذكرى لا يمكن نسيانها.
مع الوقت ستستمع للسؤال الشهير في مقابلات العمل “ما هو الراتب الذي تتوقع الحصول عليه؟” القدرة على طلب قيمة مادية مقابل عملك أمر نسبي جدًا، البعض يرى أنه يستحق الكثير والبعض يخجل من الطلب والبعض لا يعلم كيف يقيم الأمر، وهناك عدة مدارس في ذلك الأمر.
1. مرتب سابق
البعض يتوارى خلف مرتبه السابق، يكتفي بذكره مع إضافة ملاحظة أنه بالتأكيد يريد زيادة قيمة، تلك الطريقة تبدو آمنة لكن يعيبها أنه قد تقلل منك في مراحل انتقالك من العمل في الشركات المحلية الصغرى إلى الشركات المحلية الكبرى أو متعددة الجنسيات.
2. عميل مزدوج
يبحث البعض عن شخص من داخل المنظومة ليسرب له معلومات عن رواتب الفئة التي تشغل نفس المستوى الوظيفي، البعض يقول نفس الرقم، والبعض يطلب أعلى منه بقدر ما، طريقة فعالة.
فقط تحتاج إلى دائرة علاقات قوية بداخل أكثر من منظومة، وهي طريقة تصلح طوال الوقت سواء للوظيفة الأولى التي أتت لك بترشيح صديق من داخل المنظومة أو بعد سنوات في سوق العمل من تكوين العلاقات هنا وهناك.
3. هتدفعوا كام؟!
البعض يعتمد على طريقة عدم الإجابة مهما كانت الضغوط، فتأتي الردود لا أعلم، لا يهمني، يهمني أن أدخل تحدي جديد، لا يعنيني طالما أنا جزء من منظومة وضخمة.
تنويعات لإجابات تشبه تنويعات الرد على “شايف نفسك فين كمان 5 سنين؟”.
4. رأي أهل الثقة
إذا كنت من سعداء الحظ الذين صادفوا في مشوارهم الوظيفي شخصًا أكبر سنا تحمس لموهبتهم وقاد خطواتهم الأولى، فغالبا نفس الشخص هو من تعود إليه بالسؤال، وبحكم خبرته في السوق يرشدك إلى الرقم المناسب.
5. الأرزاق على الله
ليست مدرسة أنصح بها، هي مدرستي الشخصية، والتي راقبت البعض وهم يعتمدون عليها وشعرت بالرضا من نتيجتها، وهي عدم طلب قيمة معينة، مهما كانت الضغوط، وهو ما جعلني أحصل على مقابل مادي من جهتين مختلفتين لنفس العمل تقريبا.
أتقاضى قرش و10 قروش على نفس العمل في نفس اليوم تقريبا، ولا أشعر إطلاقا بأن هناك خلل ما أو أمر غريب.
في النهاية أشعر بأننا جميعا نحمل الأموال لبعضنا البعض، ما تتقاضاه اليوم ليس راتبك وحدك، عن طريقك سيصل لعامل النظافة وسائق التاكسي، وبائعة الخضار على ناصية شارع منزلك وغيرهم، لذلك لا داعي للتفكير بعمق في هذا الشأن، بالمثل هناك أحدهم يرزق من أجل أن يصلك راتبك.
لا أحاول هنا أن أقنعك بالتنازل عن حقوقك والقبول بأي شيء، فقط أحاول أن أنصحك بألا تشغل بالك كثيرا بهذا الأمر.