article comment count is: 0

اجتماعات لا يحبها الجميع

الاجتماعات من أكثر عناصر العمل المتهمة بتضيع الوقت والمجهود، فهي قد تطول لساعات بلا مبرر واضح، كما أن بعض المديرين يستغلون مكانتهم وعدم قدرة صغار الموظفين على الاعتراض، باستهلاك الكثير من الوقت في ذكر انجازات قديمة فعلوها وهم في سن صغير “زمان وأنا قدك”، وفي حالة تقارب السن يكون البديل هو العمل السابق وصولاته وجولاته.

هذا المدير دائما شخص تمكن من تحقيق نجاحات لن ينساها التاريخ أبدا في عمله السابق، ودائما ما يتحدث عن علاقته القوية بأصحاب العمل وأنهم ما زالوا على تواصل ليستشيروه في كل جديد وهو يقدم لهم النصح والإرشاد المجاني وذلك بسبب لعظمته وتواضعه الجم، الاجتماعات المضيعة للوقت لها عناوين كثيرة.

اجتماع صباحي حماسي:

بالتأكيد لا يمكن نفي أهمية الاجتماعات الصباحية التي يتم فيها الاتفاق على جدول العمل اليومي وتحديد الأولويات وأحيانا متابعة ما حدث بالأمس، لكن بعض تلك الاجتماعات تتحول إلى خطب عصماء يظن ملقيها أنه بذلك يحمس موظفيه، فهو يوميا يحدثهم عن المستقبل الواعد والقدرات المدفونة والمهارات الخفية وما إلى ذلك من مصطلحات تعني وجود الشيء وغيابه.

تشعر من هذا المدير أن الشركة في حالة حرب مستمرة، وأن الموظفين في نظره جنود يحتاجون إلى شحن معنوياتهم ليستمروا أحياء في أرض المعركة، لذلك أحب أن أسمي هذا الاجتماع الصباحي الحماسي “هيا نحتل العالم”.

اجتماع نتائج اليوم:

بعض المديرين يشعر بالحماس لإجراء الاجتماعات مع قرب نهاية ساعات العمل، ولا يمكن معرفة الحقيقة المجردة وراء هذا الفعل، ربما هو على قناعة تامة بأن الاجتماعات مضيعة للوقت، لذلك يفضل إجراؤها في نهاية اليوم حتى لا تعطل مسيرة العمل، وكذلك إن طالت مدتها الزمنية فهي من وقت ما بعد العمل.

تلك الاجتماعات غالبا تبدأ في الساعة الأخيرة وتنتهي بعد نهاية أوقات العمل الرسمية، لا يمكنك الفرار منها إلى مساحتك الشخصية، الاجتماع يكون عنوانه المعلن اجتماع نتائج اليوم، لكني أفضل أن أسميه “اجتماع لا يعرف صاحبه لماذا أجراه” أو “اجتماع لا يعرف صاحبه هل هو مفيد أم لا”.

تقييم الأداء الجيد:

بالتأكيد ليست كل اجتماعات تقييم الأداء لا قيمة لها، لكن أغلبها يضيع في كلام عام ليس له بداية ونهاية وخطة عمل واضحة، إذا كانت العلاقة بين المدير والموظف جيدة يكون الاجتماع سلس قائمة من المميزات يذكرها الموظف والمدير عن بعضهم البعض.

أما قائمة العيوب والأمور التي تحتاج إلى تعديل أو خطة عمل فهي دائما ما تأتي على هيئة “عيبي إني طيب” فيخرج الجميع سعداء بلا أي ضغائن هي فقط ساعات ضاعت لأن الشركة مصممة على معرفة رأي المدير في الموظف ورأي الموظف في المدير.

تقييم الأداء السيئ:

اجتماع ساخن أو هكذا يجب أن يكون، لحظة مواجهة بين طرفين لم يتفقا على مدار شهور، يعاني كل طرف من عدم الراحة مع الآخر، لكن على العكس تماما يأتي اللقاء هاديء، لا تتطاير فيه الاتهامات فوق الرؤوس، فقط اتهامات مبطنة لا تسمن ولا تغني من جوع، اتفاق ضمني على أن هناك مشكلة لكننا لن نذكرها، اجتماع ينتصر فيه صاحب الأعصاب الأبرد، الذي لا يقع في خطأ ذكر عيوب صريحة أو مواقف بعينها.

في النهاية أي اجتماع بلا عنوان واضح وصريح أو نتيجة يحاول المجتمعون الوصول إليها هو اجتماع لا قيمة له، أو كما قال أحدهم الذي يحب الاجتماعات “أدينا بنريح من الشغل”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً