تك..تك..تك..تك، عقارب الساعة تشير إلى اقتراب الموعد، يداهمك التوتر؛ أمامك “لابتوب” وبجانبك الأجندة التي تذكرك بأن اليوم هو “الديدلاين” أو مواعد التسليم النهائي ويجب أن تنتهي فورًا من العمل.
كم مرة مررت بهذا الموقف؟ لأصدقك القول لقد مررنا به جميعًا.
وحش مواعيد التسليم النهائية “الديدلاين” يقترب ببطء وكأنه سيلتهمنا، وأنت تتساءل هل سأنجز العمل أم لا؟ ماذا سيكون رد فعل مديري؟ ولكننا اليوم سنساعدك على التخلص من هذه الأزمة ونخبرك كيف تفي بالمواعيد النهائية للعمل:
1- لا تضع مواعيد تسليم نهائية غير واقعية
قبل البداية، تأكد دومًا أنك لا تضع موعد تسليم غير مناسب، لا تندفع لقبول مهمة عمل مستحيل إنجازها في وقت قصير لترضي مديرك، لأن نهاية ذلك العمل ستكون الفشل المؤكد.
تعرف على العمل وابحث جيدًا واجمع المعلومات ثم ضع موعدًا مناسبًا.
تجنب أيضًا المواعيد البعيدة لأنها ستشجعك على التراخي والكسل، وصدقني لن تبدأ بإنجاز العمل إلا في اللحظات الأخيرة.
2- ابدأ الآن
في البداية دعني أخبرك أنه لا يتعين عليك أبدًا إنهاء العمل على الفور، ولكن البداية ستساعدك كثيراً على تكوين رؤية مبدأية ووضع بعض النقاط الهامة.
ليس هناك أسوأ من الاتصال بمديرك قبل يوم واحد من التسليم لتخبره أن هناك بعض الأمور الغير مكتملة حينها سيكتشف مديرك بسهولة أنك أجلت العمل حتى اللحظة الأخيرة، ولذلك ابدأ مبكرًا بجمع المعلومات وضع مخططاً تفصيلياً لخط سير العمل المطلوب.
3- قسم العمل إلى مهام أصغر
قم بتقسيم العمل الموكل إليك إلى مهام أصغر؛ وحدد لكل مهمة وقتًا كافيًا، وراجع تنفيذ تلك المهام بدقة، وبذلك ستنتهي من تسليم العمل في الوقت المناسب.
بالنسبة لي ككاتبة مقالات أقوم أولًا بالبحث عن المصادر كخطوة أولى ثم أضع النقاط الأساسية للمقال لأبحث عن كل نقطة على حدة لتأتي بعد ذلك الخطوة الأخيرة وهي الكتابة، هذا التقسيم يساعدني كثيرًا على تسليم العمل في موعده ولا أشعر بثقل وحش “الديدلاين”.
في حالة الطلاب مثلاً والأبحاث يمكنهم أيضًا تقسيم المهام بشكل يسمح بتسليمها في الوقت المناسب: تأتي أولاً خطوة تحديد عناصر البحث وجمع المعلومات ثم كتابة أبرز العناصر لتكوين رؤية متكاملة بعدها تصبح المهمة سهلة إذ لم يعد هناك سوى مرحلة التجميع وأخيراً تأتي مرحلة التسليم.
4- تخلص من عوامل الإلهاء
كم مرة بدأت في عملك ثم تركته من أجل تصفح فيسبوك لتتعثر هناك وتغرق في عالم واسع من الأخبار والترندات الهامة وتنسى عملك ويمر الوقت، تعود بعدها مرة أخرى واعدًا نفسك بالتركيز الشديد فإذا بك تدخل على عالم الأنستجرام بصوره الخلابة لتتوه هناك وحين تعود تجد وحش “الديلادين” بانتظارك.
ماذا نفعل حتى لا نقابل الوحش؟ نتخلص من عوامل الإلهاء لن أخبرك ألا تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أبداً أثناء العمل، ولكن على الأقل حدد لنفسك فترة زمنية وتخلص منها كعوامل إلهاء؛ ساعتين مثلا أو ثلاث ساعات اغلق الإشعارات وركز في العمل.
5- احظ بقسط من النوم
بالطبع لن يساعدك النوم على تسليم العمل في موعده، ولكن سيقلل من حدة التوتر؛ وكلما كنت متوترًا كلما قلت فرص إبداعك.
يقول البروفسيور ريتشارد بوياتزيس، الأستاذ في جامعة كيس ويسترن ريسرف بالولايات المتحدة “في اللحظات ذاتها التي نريد فيها أن يفكر الناس خارج الصندوق، لا يمكنهم حتى رؤية الصندوق”، ولذلك فسوف يساعدك النوم على التفكير بشكل أفضل.
6- افعل كل ما بوسعك
يخبرنا بيتر إيكونومي، مؤلف كتاب The Leadership Guy “ككاتب محترف، فإن حياتي تحكمها المواعيد النهائية إلى حد كبير في بعض الأحيان، وحتى أتمكن من الوفاء بالموعد النهائي أقوم بتشغيل آلة القهوة الخاصة بي وأعمل طوال الليل وأركز على مهمتي، أنا دائمًا أفي بالموعد النهائي ثم آخذ قيلولة طويلة بعد ذلك “.
في المجال الحر أو عملك ككاتب محتوى يجب عليك الحفاظ على سمعتك والتي ترتكز بشدة على عاملين أساسيين؛ جودة العمل ودقة مواعيد التسليم، لذلك عليك دوماً أن تكون واعياً بنقاط قوتك ونقاط ضعفك وطوال الوقت هناك مهارات عليك أن تمتلكها وهي إدارة الوقت والجهد والطاقة.
في النهاية، عليك دومًا أن تضع الأمور تحت السيطرة لا تعامل “الديدلاين” وكأنه سيف على رقبتك، لأن الأمر لا يجب أن يكون كذلك؛ ضع لنفسك استراتيجيات صحيحة ووفر خطة بديلة ولا تراكم الأعمال عليك حينها فقط ستشعر بتحسن ملحوظة في جودة عملك وسيقل كثيرًا شعورك بالإجهاد والتوتر، أما الأمر الأهم فهو أنك ستستأنس وحش “الديدلاين”.