article comment count is: 0

بلد خبرات صحيح!

سنوات من التعامل مع الشهادة الجامعية على إنها البوابة السحرية للاتحاق بسوق العمل وحجز مكانة مرموقة، وهو ما تحول بعد ذلك لمنافسة بين الجامعات، وأصبحت نفس الشهادة لها قوة أكبر بحسب الجامعة التي تخرج فيها الطالب “بلد شهادات صحيح”.

مع دخول عصر الإنترنت بدأت تظهر توجه جديد وهو الدوارات التدريبية الخاصة التي تغطي احتياجات سوق العمل، وترفع من مهارات الخريج في بعض الجوانب التي لم تغطيها الدراسة الجامعية.

تراجع الشهادات في مواجهة الخبرة

والآن نحن على أعتاب مرحلة جديدة تماما، تتراجع فيها الشهادة الجامعية لصالح دورات تدريبية مكثفة تستغرق 6 أشهر.

كانت البداية من عند جوجل بعد دخولها المنافسة في مجال التعليم الجامعي بعد إعلانها عن منح شهادات متخصصة في عدة مهن بعد فترة دراسة قصيرة، ما يغير قواعد اللعبة وربما يهدد الجامعات، التي ربما تبدأ في مراجعة منهاجها، وإعادة النظر في مدة العملية التعليمية التي لا تقل عن 4 سنوات في أغلب التخصصات، أو على الأقل إتاحة بدائل أخرى للتعليم الطويل بشهادات معتمدة كتلك التي تقدمها جوجل، نوع من أنواع التعليم الموازي للتعليم المتعارف عليه.

بالتأكيد هناك بعض التخصصات التي لا يمكن تحويلها لدورة تدريبية مكثفة، مثل الطب والهندسة، لكن هذا لا يمنع أن مع سرعة تطور متطلبات سوق العمل مقارنة بتحديث المناهج الدراسية سيحتاج صاحب تلك التخصصات إلى دورات تدريبية إضافية بعد الإنتهاء من دراسته الأساسية.

هل إعلان جوجل نهاية المطاف؟ لا يتوقع أحد ذلك، بالتأكيد سيتطور الأمر ويزداد عدد التخصصات المطروحة في برنامج جوجل التعليمي.

الشهادات أم الخبرة؟

في الحقيقة هو سؤال لن يؤدي في النهاية إلى شيء ملموس، لا الشهادة وحدها تكفي ولا الخبرة وحدها تكفي، هي علاقة متكاملة الشهادة هي نتيجة سنوات من تعلم الأساسيات والخبرة العملية هي تطبيق تلك الدراسة على أرض الواقع، بل يمكن النظر للأمر بنظرة مختلفة تشرح حقيقة العلاقة بين الشهادة والخبرة.

يمكن اعتبار سنوات التعليم هي سنوات من الخبرة ويمكن اعتبار سنوات العمل هي سنوات من التعليم، في المرحلة الأولى تتكون خبرتك النظرية وقدرتك على تحصيل معلومات جديدة وفهمها بشكل يؤهلك لدراسة ما ستواجهه في سوق العمل من مستجدات لن تنفعك فيها خبرتك وما تعودت عليه من عمل، وسنوات الخبرة هي نوع من أنواع الدراسة العملية لما حصلته من معلومات عبر السنين.

الخلاصة

في النهاية لا أرى فارق بين الاثنين، كلاهما تعليم وكلاهما خبرة في نفس الوقت.

وكلاهما لا يمكنك الاعتماد عليه وحده ولا حتى الاعتماد على كليهما، فدائما هناك جديد ودائما هناك تحديثات لما تعودت عليه في عملك سواء تحديثات في الأدوات أو في الحالات التي ستواجهها، لذلك حياة ما بعد الانتهاء من الدراسة الثانوية مثل شريط القطار، قضيبان متوازيان أحدهم التعلم والثاني هو العمل واكتساب خبرة، ودورك أن تحافظ على استمرارية العمليتين.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً