يوجد العديد من التحديات التي تواجه النساء عند دخولهن إلى مجالات البحث والتكنولوجيا، لذلك قررت هيئة الأمم المتحدة في عام 2015 أن يكون يوم 11 فبراير اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، سعيًا لسد الفجوة بين الذكور والإناث في هذين المجالين.
إحصائيات فجوة العلوم والتكنولوجيا
تلك الفجوة أكبر مما نتصور، فالأرقام تساعدنا على كشف الحقائق ووضع أقدامنا على أرض الواقع، مما يمكننا من الانتباه إليها والعمل على دعم النساء بشكل أكبر. بين عامين 2021 إلى 2023 ، لم تكن النساء تشغل سوى 14% من الوظائف القيادية في مجال التكنولوجيا. وعلى الرغم من أن هذا الواقع يبدو غير منصف، فإن المرأة تاريخيًا صنعت العديد من القفزات في مجال التكنولوجيا.
لديك سؤال أو مشكلة؟
انضم لمنتدى النقاش مسارات Coachغريس هوبر هي واحدة من الذين وضعون أساسيات لغة البرمجة المستقلة عن لغة الآلة، وسميت تلك اللغة “كوبال”. ولا يخفى عليك بالطبع إسهامات هيدي لامار، التي وضعت حجر الأساس لتقنيات الواي فاي وشبكات البلوتوث من خلال اسهاماتها في إختراع القفز الترددي مع العالم جورج أنثيل.
المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا
لم تقف المرأة العربية موقف المتفرج من هذا التطور، بل كانت جزءًا منه. فقد برزت العديد من العالمات العربيات في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية، مما يشجع الفتيات في منطقة الشرق الأوسط على دخول هذه المجالات دون الالتفات إلى المحبطين/ات الذين يدّعون أن هذه المجالات غير ملائمة للنساء.
سها القيشاوي
سها القيشاوي مهندسة فلسطينية تعمل في مشروع “أوريون”، وهو أحد المشاريع التابعة لوكالة ناسا الفضائية. قد يظن البعض أن سها وصلت إلى العمل في ناسا بعد مسار مهني طويل، لكن على العكس، فقد حصلت على وظيفتها مباشرة بعد تخرجها بتفوق من جامعة هيوستن في ولاية تكساس.
في بداية دراستها، تخصصت سها في علوم الحاسوب، لكنها انتقلت لاحقًا إلى هندسة الحاسوب لأنها أحبت دراسة أنظمة الكمبيوتر. تفخر سها بكونها ولدت في مدينة غزة لأب يعمل مهندسًا وأمٍّ ربة منزل، وهي الآن واحدة من المهندسين الأساسيين في برمجة مركبة الفضاء “أوريون”، حيث تعمل على مرحلة محاكاة رحلتها منذ إطلاقها حتى عودتها إلى الأرض.
ما جعل سها تصل إلى هذه المكانة هو اجتهادها وعملها الدؤوب، حيث صرحت في أحد اللقاءات أنها تعمل من 10 إلى 11 ساعة يوميًا، بالإضافة إلى التعلم المستمر واكتساب العديد من المهارات الناعمة مثل قيادة الفرق وإدارة الوقت.
غادة محمد عامر – مهندسة القوة الكهربائية المصرية
غادة محمد عامر من الباحثات اللواتي آمنّ بأهمية البحث العلمي، وحققت إنجازات عالمية، وليس على المستوى المحلي فقط (مصر). فقد أنشأت مختبرًا للابتكار والبحث يُسمى “Accu Training”، والذي يعمل في مجالات النظم البيئية وهندسة الجهد العالي. بالإضافة إلى ذلك، لديها 40 ورقة بحثية حول تأثير الموجات المغناطيسية على جسم الإنسان.
لم تقتصر إنجازات العالمة غادة عامر على ذلك، بل شاركت أيضًا في تأسيس “مجموعة الجابر للأبحاث الطبية” في فرنسا وأبو ظبي عام 2014. وخلال مسيرتها العلمية المتميزة، حصلت على العديد من الجوائز، كان أبرزها اختيارها من قبل الاتحاد العالمي لجمعيات تعليم الهندسة كواحدة من أفضل خمس مهندسات في قارة إفريقيا.
مناهل ثابت – واحدة من أذكى 30 شخصًا على قيد الحياة
مناهل ثابت، يمنية الأصل، حصلت لاحقًا على الجنسية السعودية، ولم تقتحم مجال العلوم والتكنولوجيا فحسب، بل برعت أيضًا في الاقتصاد، حيث تشغل منصب رئيسة المنتدى الاقتصادي للتنمية المستدامة التابع للمملكة المتحدة. كما أسست أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط لتعزيز القدرات العقلية، وهو “Think Hub”. وقد صنفتها مؤسسة “School Scholar” ضمن قائمة أذكى 30 شخصًا على قيد الحياة.
تُعد مناهل ثابت الأصغر سنًا والوحيدة التي حصلت على درجة الدكتوراه في الهندسة المالية، ولها العديد من الأبحاث في الرياضيات الكمية. كما تشغل منصب رئيسة مؤسسة “Mensa International”، وهي أقدم كيان يجمع الأشخاص ذوي معدلات الذكاء المرتفعة.
توجد العديد من النساء اللواتي أثبتن جدارتهن في مجالات الرياضيات والبحوث، ومن المؤكد أنه إذا أتيحت الفرص للنساء الموهوبات في البلدان النامية والمناطق الفقيرة، فسيظهر مزيد من العقول البارزة . من الملاحظ أن العديد من العالمات المتميزات في الشرق الأوسط يدمجن بين البحث العلمي والعمل التنموي، إيمانًا منهن بأن بلادهن مملؤة بالمواهب التي قد تهدر بسبب الفقر وانتشار العادات والتقاليد وهيمنة السلطة الذكورية على مجالات البحث العلمي والرياضيات.