كوني أم لأطفال كانوا يذهبون للمدرسة قبل جائحة كورونا فقد تغير الوضع تماماً بعد ذلك إذ حُرم الأطفال من الذهاب للمدارس التي أغلقت أبوابها من أجل تجنب العدوى وأضحى لزاماً على الأطفال التكيف مع نظام التعليم عبر الإنترنت.
وعبر موقعها الإلكتروني ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” أنه ينبغي ألا يُعاد فتح المدارس مرة أخرى إلا حين تكون آمنة للطلاب وبسبب ضبابية الرؤية والتطور المستمر للوضع الحالي يجب على السلطات أن تتحلى بالمرونة وأن تكون مستعدة للتكيف من أجل سلامة الأطفال.
يمكننا نحن الأهل أن نصل إلى نتيجة مفادها أن التعليم المنزلي قد يستمر معنا لبعض الوقت، فكيف يمكن أن نتغلب على مخاوفنا الخاصة بشأن التعلم عن بعد؟
استثمار الأدوات المتاحة
يجب أن نؤكد في البداية أن مخاوف الأهل على أولادهم مشروعة خاصة فيما يتعلق بكون الأطفال سيجلسون في البيت في جو انعزالي وبعيداً عن الاندماج واللعب مع أصدقائهم.
الحل هو توفير بيئة بديلة للطفل ترتكز على استثمار تجربة التعليم المنزلي؛ ففي نهاية الأمر التعليم ليس عملية آلية، وإنما هو عبارة عن مجموعة من الآليات المعقدة حيث تتعدد المصادر التي يستقي منها الطالب معلوماته وخبراته ما بين المدرسة والأندية والمكتبات.
وإذا نظرنا بدقة إلى التعليم النظامي سنجد أن مقياس مهارة الطفل يعتمد بالأساس على الدرجات والاختبارات، وهو الأمر الذي يؤثر على قدرة الطفل على معرفة مميزاته ومهاراته، ومن هنا يعتد التعليم المنزلي فرصة حتى تتغير الكيفية التي كان يتلقى بها الطفل المعلومات.
من خلال التعليم المنزلي يمكن للأهل التحكم بالوقت وتقسيمه مثلا بين تلقي الدروس ثم الإبحار مع الأطفال في عالم الإنترنت الواسع، إذ يمكن على سبيل المثال وليس الحصر زيارة المتاحف التاريخية الإلكترونية حول العالم وإطلاع الطفل على الحضارات المختلفة.
الاستعانة بمجموعات الدعم
هناك تحدي آخر يواجه الأهل فيما يخص مسألة التعليم المنزلي وهو صعوبة بعض المواد على الأطفال؛ فكون الطالب يتحدث مع مدرسه إلكترونيًا قد يجعله غير قادر على الاستيعاب الكامل مثل المدرسة.
هنا يكمن الحل في مساعدة الوالدين وأيضًا تلقي المساعدة من مجموعات الدعم على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك مثل مجموعة المدرسة أو الفصل على الواتساب، إذ يمكن للأم أن تتواصل مع باقي أفراد المجموعة لاستشارتهم وطلب العون والمساعدة.
كما يمكن أيضًا الدخول على الإنترنت والبحث عن المعلومة الصحيحة بالطريقة الأسهل.
نفسية الأطفال الصغار
من أبرز مخاوفي كأم على أطفالي الصغار هو مدى تأثير التعليم المنزلي على نفسيتهم؛ هل يمكنهم التكيف مع التجربة بسهولة أم أن الأمر صعب؟ هل سأتمكن من إلزام طفلي بالجلوس أمام شاشة الحاسوب لتلقي المعلومات أم سأضعف أمام رغبته باللعب أو الرسم مثلاً؛ فالمدرسة يمكنها فعل ذلك الأمر بكل سهولة هي أساساً مهيئة لأداء هذا الدور ولكن كيف سأفعله أنا؟
ويمكن التغلب على هذا التحدي عبر إفهام الطفل بشكل مبسط أن هناك نظامًا آخر للتعليم غير المدرسة؛ فبغض النظر عن أزمة كورونا الحالية فالتعليم المنزلي أضحى نظامًا عالميًا معترف به ومنتشر في الكثير من دول العالم، ولذلك يستحسن أن يتكيف الأطفال منذ الآن على متطلبات العصر الحديث الذي يتقدم بسرعة مذهلة؛ فالتعليم لم يعد منحصرًا في المدرسة وأكثر من ذلك المدرسة ليست إلا نظامًا من أنظمة التعليم.
جدول دراسي ممتع
حتى نتغلب على مخاوف الأطفال الصغار ومخاوفنا الخاصة يجب أن نضع جدولاً دراسياً مرناً يحبب الطفل في تجربة التعليم المنزلي ويراعى أن يكون متنوعًا، يومًا للمذاكرة وأيام أخرى للنشاط الرياضي وساعات للمواهب مثل الرسم أو الموسيقى.
وحتى تسير الأمور على ما يرام يجب علينا نحن الأهل أن نراعي بعض النقاط الهامة؛ مثل الانتهاء من أعمال المنزل قبل استيقاظ الأطفال ومحاولة توفير بيئة محفزة ومحببة إليهم لبدء دروسهم.