وفقاً لتقرير أجرته منظمة العمل الدولية فإن الأزمة الاقتصادية التي أحدثها تفشي فيروس كورونا سوف تؤدي إلى زيادة عدد العاطلين حول العالم بنحو 25 مليون شخص.
وفي السياق ذاته ذكر ديفيد بلوستاين، أستاذ علم النفس الإرشادي بكلية بوسطن أن العالم سيشهد “أزمة وليدة أزمة” وأننا على أعتاب جائحة عالمية من البطالة.
وعلى الرغم من ذلك هناك وظائف شهدت انتعاشاً ونمواً في ظل أزمة كورونا؛ فبقاءنا في المنزل زاد الطلب على قطاعات عمل بعينها، وفي هذا التقرير سوف سيتم استعراض الوظائف التي شهدت انتعاشاً في الآونة الأخيرة.
1- مهنة توصيل الطلبات للمنازل
شهدت خدمات توصيل الطلبات إلى المنازل رواجًا في الآونة الأخيرة، ويبدو أن الكثير من الأسر قد وجدوا ضالتهم في هذه الخدمة؛ إذ ألقى الملل بظلاله الكثيفة والكئيبة على القابعين في المنزل ولم يجدوا متنفسًا منه سوى في التسوق عبر الإنترنت أو الرغبة في التبضع من الخارج، وفي كلتا الحالتين وتجنبًا لخطر العدوى سهل مقدموا خدمات التوصل الأمر كثيرًا على المستهلكين.
2- العمل في سلاسل المتاجر الكبرى
انتعشت فرص العمل بشكل كبير وملفت في مجال المحلات التجارية الكبرى “سلاسل السوبر ماركت” حيث زاد الإقبال بكثرة على شراء المواد الغذائية والمنظفات والمعقمات.
وفي هذا الشأن يؤكد المحلل المالي والاقتصادي المصري أحمد عقل أن السلوك الإنساني الشرائي الاستهلاكي تغير بعد كورونا؛ فعلى سبيل المثال ارتفع الطلب بشكل كبير على شراء أدوات التعقيم وحتى بعد انتهاء أزمة كورونا سيتقبل المستهلك أي منتج له علاقة بالنظافة العامة والحفاظ على الصحة.
وبسبب زيادة الطلب على تلك المتاجر الكبرى توفرت الكثير من الوظائف؛ فوفقًا لموقع Rakuten Intelligence ارتفع حجم الطلبات على منتجات البقالة في الولايات المتحدة بنسبة 151% كما زادت إيردات المتاجر الكبرى وأرباحها بنسبة 210% مقارنة بمبيعات العام السابق، ولأن جميع دول العالم تعاني من الظروف ذاتها فإن جميع المتاجر الكبرى حققت طفرة في إيرادتها.
3- خدمة العملاء
يقول “ج.م” من القاهرة إنه وبعد أن ترك وظيفته مؤخرًا في قسم الإدارة بإحدى شركات الإنشاءات الشهيرة، أصابه الكثير من الإحباط، ولكنه وبعد مدة قصيرة من المكوث بالمنزل تقدم للعمل كموظف خدمة عملاء بإحدى شركات التسويق، يخبرني أنه تم الرد عليه بعد ثلاث ساعات فقط من التقدم للوظيفة، والآن يرتكز عمله بشكل كبير في الرد على استفسارات العملاء عبر الهاتف.
وظيفة خدمة العملاء من الوظائف التي شهدت نموًا كبيرًا بعد أزمة كورونا، فعلى سبيل المثال وليس الحصر فيما يخص خدمة الإنترنت المنزلي كانت هناك شكاوى للكثير من الموظفين العاملين من المنزل بسبب بطء الخدمة وبالتالي لجأوا إلى ممثلي خدمة العملاء من أجل تقديم شكواهم.
4- الوظائف الخاصة بالتكنولوجيا والعمل عبر الإنترنت
أجبر فيروس كورونا العالم أجمع على تغيير أنماط العمل التقليدية، حيث اتجهت حكومات الدول حول العالم إلى الدفع نحو العمل من المنزل تجنبًا لانتشار الوباء، وكانت شركات التكنولوجيا وتقنية المعلومات هي الأكثر استعداداً لنظام العمل عن بعد بسبب بنيتها المؤهلة لهذا النمط الحديث من التشغيل.
وبسبب مكوث الملايين في المنزل وزيادة الضغط على العمل عبر الإنترنت زادت الحاجة إلى حزمة من الوظائف مثل قطاع هندسة وتطوير البرمجيات، هذا بجانب فرص العمل عبر الإنترت مثل الدورات التدريبية والتدريس أونلاين والكتابة الإبداعية الحرة ومراجعة المنتجات على اليوتيوب كما يمكن العمل أيضاً في مجال إدخال البيانات ويمكن البحث عن وظائف مدخلي البيانات من خلال منصات العمل الحر مثل Upwork.com, Freelancer.com.