تحت شعارات براقة وكلمات رنانة يتم اجتذاب الشباب المقبل على سوق العمل، أو الذي ما زال يدرس في السنوات النهائية، من قبل بعض المؤسسات والشركات تحت مسمى “متدرب” دون أي حقوق تذكر، ويسهل الأمر لتلك الأماكن أن الشباب في هذه المرحلة لا يلتفت إلى ما سيحصل عليه من خلال التدريب على المستوي المادي أو المهني.
كما أن شُح فرص العمل يضغط على الخرجين الجدد، وقد يروا أن التدريب الذي تعرضه الشركات هي الملاذ لبدء مسيرتهم المهنية، وفي سبيل ذلك يهملون العديد من العناصر والحقوق التي تجعل التدريب يتحول إلى شكل من أشكال الاستغلال.
قانون العمل
في البداية يجب أن تعرف أن قوانين العمل دومًا ما تأخذ صف المتدربين، وتحاول الحفاظ على العلاقة بين المتدرب والشركة لتحقيق أكبر استفادة للجهتين، فقوانين العمل تنص على أن للمتدرب الحق في الحصول على عقد مع المؤسسة في فترة التدريب، ويعامل كموظف له الحقوق التأمينية والصحية للموظفين الآخرين.
كما أن للمتدرب الحق في الحصول على شهادة خبرة تثبت فترة التدريب بعد انتهائها، ويمكن للمتدرب إثبات التخصص المعين الذي سيتدرب فيه في هذا العقد، وليس للشركة الحق في تغييره، كما أن للمتدرب كل الحق في الحصول على مقابل مادي دوري أثناء فترة التدريب المتفق عليها مع الشركة.
التخصص الذي تريده
قبل أن تبدأ تدريبك وبعد أن تعرفت على حقوقك يجب عليك أن تتعرف على نفسك، يجب أن تعرف ماذا تريد أن تتدرب عليه، وابحث عن العرض التدريبي الأنسب لما تحب، واستعرض الكثير من العروض ولا تكتفي بمؤسسة واحدة.
وبعد البحث وعندما تستقر على وجهتك القادمة لا تخف من أن تواجه مسئولي الشركة بحقوقك كمتدرب، اعلم أن لك كل الحق في ألا تعمل إلا فيما تريد وما تم تحديده بينك وبين المؤسسة، واعلم أن لك كل الحق في الحصول على مقابل مادي للخدمات التي تقدمها للشركة، فلا تتردد في طلب هذه الحقوق.
احذر من هذه الشركات
إذا وجدت من البداية أن الإعلان عن فرصة التدريب لم يذكر المقابل المالي وساعات العمل وباقي الشروط، فعليك أن تفكر مرتين قبل التقدم إلى هذه المؤسسة.
هذه المؤسسات تقوم في عملها على توجيه طاقات الشباب لإنجاز المهام التي لا يريد أحد إنجازها من الموظفين بدوام كامل، ثم الاستغناء عن المتدربين بكل بساطة.
اعلم أنك قد اخترت تخصصًا معينًا وأنت في هذه المؤسسة لتتعلمه، فوظيفتك ليست طباعة الأوراق أو إنجاز المشاوير، أنت فقط في هذه المؤسسة لتتعلم بشكل عملي وتنجز بعض المهام للشركة أثناء تعلمك في مقابل حصولك على أجر لتنفيذك هذه المهام المحددة، فضع لنفسك إطارًا داخل أروقة المؤسسة ولا تحيد عنه، واعلم دومًا أنك موظف ولكن عند درجة التدريب، فلا تقلل من شأنك، ولا تترك أحدًا يفعل ذلك.
أكبر استفادة
بداخل المؤسسة هناك العديد من الموظفين، وهناك مديرك المباشر، وهناك الموظفون الذين يعملون في مهام تتعلق بعملك، فلا تخجل من كونك متدرب تريد التعلم، اسأل الجميع، وابحث عن الإجابات، وكن ملحًا في ذلك، وعلَّم نفسك بنفسك، وحاول أن تتعلم القليل عن كل شيء يتعلق بعملك، لأن ذلك سيساعدك في المستقبل في مسيرتك المهنية.
تعرف على الجميع وعرفهم بنفسك، وابدأ بتكوين علاقاتك المهنية، واعلم أن تلك العلاقات في المستقبل بالإضافة إلى إخلاصك واجتهادك في العمل هم ما سيضمنون لك عملك الجديد في المستقبل، ولكن ذلك لن يحدث إلا إذا رأى الجميع أنك تريد التعلم والخبرة، واحرص على أن تخرج من فترة التدريب تلك ملمًا بكل ما تستطيع أن تلم به لتبني أساسًا لمستقبلك المهني.
في النهاية نصيحتي الأخيرة، لا تقبل بفرص التدريب بلا مقابل مادي، ولا تحيد عن الطريق الذي رسمته لنفسك فقط لأنك تفكر أن فرص العمل قليلة، لأنك إذا اتبعت هذه الأفكار ستنتهي طاقتك وأفكارك في شركة ستخرج منها مثلما دخلتها، ووقتها ستكون قد عدت لنقطة الصفر، ولكن بطاقة منتهية، وذهن غير قادر على البدء من جديد.