article comment count is: 0

لا تتحمس للإعلانات الوهمية عن التدريب المهني!

“اشترك الآن في دورة الصحفي الشامل، لمدة 3 شهور، مع فرصة للعمل في مؤسسة إعلامية كبرى، مقابل 250 جنيه فقط”، إعلان ضمن مئات غيره تصلك عبر بريدك الإلكتروني، أو على منصات السوشيال ميديا وبشكل خاص “فيسبوك”، وبعد اشتراكك تكتشف أنك أضعت وقتك وجهدك ومالك، ولكنك تستطيع ألا تكون فريسة “للنصب أو السرقة”.

بداية هناك قاعدة تقول ببساطة “إن التدريب خدمة، بجودة عالية، ومقابل منصف”. تخيل أن تشتري سيارة فيراري، مقابل 2500 جنيه، وصاحبها اعتاد قيادة الجرارات الزراعية، هل ذلك ممكن؟ ما أود أن أقوله إن هناك عناصر معروفة وبديهية للعملية التدريبية، تتكامل مع بعضها البعض، لا يمكن أن ينجح أحدها دون الآخر.

تضم عناصر العملية التدريبية جهة أو مؤسسة أو شركة تقدم الخدمة التدريبية، ومدرب أو أكثر، وبرنامجًا تدريبيًا، على أن يكون ذلك بمقابل يوازي جودة الخدمة التدريبية، وهذا يقودنا إلى اختيار مقدم الخدمة التدريبية، ابحث عن المكان، أين يقع؟ تاريخ تأسيسه، سوابق تقديمه للخدمات التدريبية، سمعته جيدة أم لا؟ هل يقدم خدمات أخرى؟

بالطبع لا، علينا كذلك استطلاع آراء من حصلوا على تدريب سابق في المكان، لكن كيف؟، ربما من خلال صفحة مقدم الخدمة على منصات التواصل الاجتماعي، ومتابعة التعليقات، لكن ربما تكون “مفبركة” بتنسيق سابق مع الجهة التدريبية؟، معك حق وهنا تتبع حسابات أصحاب التعليقات، وهناك أمر آخر بسيط لكن له دلالة.

اقرأ أيضا: عن التدريب الصيفي: أجيبك منين يا خبرة وأنا لسه متخرج!

جهة التدريب:

تخيل مثلًا إعلان لمدرس لغة عربية به أخطاءً لغوية ونحوية، هل تثق فيه؟، نفس الأمر في إعلانات هذه الجهات، كيف أثق في جودة الخدمة إذا كان الإعلان ملئ بعشرات الأخطاء اللغوية. لكن هذه الجهات تقول إنها معتمدة من الجامعة الأمريكية، وجامعة أخرى في أستراليا، نعم أنا معك تمامًا ولكن.

يمكنك التأكد من الجامعة، هذا إذا كانت هناك جامعة بهذا الإسم أصلًا، ولا يعني أن تكون الدورات في حرم جامعة أو داخل معاملها وقاعاتها، أن تكون الجامعة مشرفة على التدريب، أو تعتمده، هي فقط تحصل على مقابل تأجير هذه القاعات لا أكثر، هذا عن الجهة المقدمة للتدريب.

المدرب:

أصبح عاديًا أن تجد خريج حديث، يتم وضع اسمه كمدرب، مصحوبًا بلقب يبهرك، مثل “رئيس قسم التحرير في مجلة أو موقع ما”، والمعتمد من “المنظمة الأمريكية للتدريب”، أولاً المدرب، يجب أن يكون حاصلًا على شهادة أو أكثر لإعداد وتأهيل المدربين “TOT”، لكن ذلك ليس كافيًا.

من أين حصل على شهادة تدريب المدربين؟ علمًا بأن كل تخصص في العالم كله لها مؤسساته الأكاديمية والتدريبية والمهنية، التي تقدم هذه الشهادات، ومن حقك التأكد من حصول المدرب على مثل هذه الشهادة من عدمه، وسوابقه التدريبية، وعدد الورش والمحاضرات التي قدمها، ومع أي جهة، وفقًا للمعايير التي ذكرناها سابقًا.

واسأل ما خبرته العملية في مجال عمله الذي يقوم بالتدريب عنه، صحفي منوعات يعمل منذ 3 سنوات في جريدة ما، لن يفيدك في تدريب للصحافة الاستقصائية، ولا يجب أن تقل سنوات خبرته العملية عن 7 إلى 10، ولا يعني كونك ممارس جيد أن تكون مدرب جيد والعكس.

ما أود أن أقوله في النهاية، لا تسمح لأحد أن يصنع منك أضحوكة، واعلم أنه عندما يتعلق الأمر بالتدريب، هذا استثمار في نفسك، لا تبخل على نفسك، خاصة وأن “الغالي ثمنه فيه”، وإذا أغرتك أماكن بفرص للتعاون مع مؤسسات ما، اسأل عنها ثم اسأل عن هذه المؤسسات، ولن يضحكوا عليك ثانية.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً