من منا لا يبحث عن فرص تدريب في مجاله، النزوع إلى التطور فطرة بشرية، ومع التسارع في التطورات التكنولوجية أصبحنا أكثر ميلاً للتطور، وأصبحت القراءة والحصول على التدريبات أمر حتمي حتى نكون ( Up To Date)، لكن ما الذي يجعل تدريب مفيد لك وآخر لا جدوى منه؟ الإجابة: أنت.
لا شك أن المتدرب أحد أهم أطراف العملية التدريبية، والمكونة من: المدرب، المتدرب، بيئة التدريب، منهج التدريب. ذلك أنها أطراف وعناصر متكاملة، لا يستطيع أحدها النجاح دون الآخر، ومثلما أن المدرب مطالب باتباع مجموعة من التعليمات لكي يعد برنامجًا تدريبيًا يتقابل احتياجات المتدربين، فإن المتدرب أيضًا مطالب بتطبيق بعض الأمور ليضمن نجاح التدريب هو أيضًا.
المتدرب:
قبل التدريب يجب أن تسأل نفسك هل حقًا أحتاج هذا التدريب؟ من الجهة المقدمة للتدريب؟ هل هي جهة معتمدة ولها سمعة جيدة في هذا المجال؟ ما المحتوى التدريبي؟ وإلى أي نسبة يلبي المحتوى احتياجاتي؟ من القائم بالتدريب؟ وهل هو مدرب معتمد أم لا؟ وما خبرته العملية في موضوع التدريب؟
إجاباتك الموضوعية على تلك الأسئلة كفيلة بضمان فائدة تلقيك التدريب من عدمه، ولمزيد من المساعدة على الإجابة الصحيحة يلزمك أن تعرف بعض الأشياء، أولها أن هناك فارق بين ما تحتاجه وما تريده، على سبيل المثال، إذا كنت طالبًا في الفرقة الأولى بكلية الإعلام، فإن تدريب حول أساسيات الكتابة الصحفية سيكون ما تحتاجه أكثر، وليس تدريب متقدم على استخدام تقنيات جوجل في جمع وتدقيق المعلومات.
محتوى التدريب:
الأمر يشبه صعود السلم داخل متحف فني، به مجموعة فريدة من اللوحات، التي تنتمي لمدارس مختلفة، وبريشة رسامين رواد، تحتاج هنا للتمهل والاستمتاع بكل دور، ومتابعة كل عمل، والاطلاع على المدارس المختلفة، وخطوطها في الرسم، والحصول منها على ما يشبع لديك احتياجك.
من هنا، وقبل أن تجد نفسك داخل قاعة التدريب، يجب أن تدرك جيدًا ما مجال اهتمامك، صحافة مطبوعة، إلكترونية، فيديو، بيانات، تلفزيون، وداخل كل مجال من تلك المجالات يجب أن تدرك جيداً ما احتياجاتك الفعلية، إذا كانت صحافة الفيديو، هل لديك أساسيات التصوير، والمعرفة اللازمة بتكوين الصورة والكادر، ومراعاة الإضاءة مثلاً، وهل لديك مهارة المونتاج، ما أنواع الكاميرات وخصائصها.
قبل أن تجلس في قاعة التدريب، يجب أن تعرف أنك ربما لن تجد كل ما تريد أن تعرفه، لذلك إذا كانت هناك مقابلات بينك وبين جهة التدريب أو المدرب قبل التدريب، احرص على حضورها، وإذا كان هناك استبيان لك قبل التدريب، احرص على الإجابة عليه بكل موضوعية، حتى وإذا دخلت قاعة التدريب، وبدأ المدرب في عمل بعض الأنشطة أو سؤالك عن احتياجاتك من التدريب، احرص على التفاعل معها بكل موضوعية، لذلك أنها فرص جيدة لكي يحدد المدرب احتياجاتك بدقة، ويوفرها لك في برنامجه التدريبي أثناء التدريب.
المدرب:
اعلم جيدًا أن المدرب لديه مادة تدريبية ووقت محدد، في كل الأحوال لا تضيع وقتك ووقته، واسأل الأسئلة الأكثر أهمية وإلحاحاً، وإذا سأل أحدهم سؤالك فلا تكرره، وإذا أحسست أن لديك سؤال مهم لكن وقت التدريب قد لا يسمح، اكتبه في ورقة، أو ارسله للمدرب عبر أي وسيلة للتواصل، أو في وقت الراحة إذا طلب المدرب ذلك، لكنه في النهاية من حقه الحصول على وقت راحته مثلك تمامًا.
التفاعل.. التفاعل.. التفاعل.. كلمة السر حتى تضمن حصولك على المعلومة التي تحتاجها، وأن تمارس ما هو نظري بشكل عملي، حتى تثبت لديك الفكرة، وتحقق الفائدة من كل دقيقة بالتدريب.
اقرأ أيضا: عن التدريب الصيفي: أجيبك منين يا خبرة وأنا لسه متخرج!