من منا لم يسمع مديره أو زميله في العمل يطالبه بأفكار إبداعية وخارج الصندوق، وعادة ما نسمع ذلك في الاجتماعات التي يتم فيها مناقشة الخطط المستقبلية أو عندما تواجه الشركة مشكلة كبيرة في منتج أو خدمة.
المحير في الأمر أن لا أحد يتوقف عند هذه الجملة “أفكار خارج الصندوق” ويسأل: كيف نصل لتلك الأفكار وهل هناك آلية أو طريقة محددة للوصول إليها.
ولحسن الحظ هنالك طرقا بسيطة لو قمنا باتباعها فأننا نستطيع تقديم أفكارًا جديدة لحل كثير من القضايا والمشكلات التي نواجهها، ولعل من أشهر هذه الأدوات ما يعرف بالعصف الذهني Brainstorming، وقد تم ابتكار هذه الطريقة على يد “أليكس أوزبورن” وذلك في كتابه المنشور عام 1953 والذي يُدعى “التخيّل التطبيقي” Applied Imagination، إليكم طريقة تنفيذ العصف الذهني ببساطة وفعالية:
مبادئ وقواعد العصف الذهني:
1. يمنع منعا باتا النقد والحكم على الأفكار في مرحلة توليد وجمع الأفكار.
2. يجب إعطاء الحرية المطلقة للتفكير، والترحيب بكل الأفكار مهما كان نوعها أو مستواها.
3. توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار بغض النظر عن جودتها.
4. البناء على أفكار الأخرين وتطويرها.
العوامل المساعدة في نجاح جلسات العصف الذهني:
1. أن يسود الجلسة جو من الألفة والبساطة.
2. يجب قبول الأفكار غير المألوفة في الجلسة وتشجيعها.
3. التمسك بالقواعد الرئيسية للعصف الذهني.
5. إيمان المسؤول عن الجلسة بجدوى هذا الأسلوب في التوصل إلى حلول إبداعية.
6. أن يفصل المسؤول عن إدارة الجلسة بين استنباط الأفكار وبين تقييمها.
7. ان تكون الجلسة بعيدة عن الميول الشخصية.
8. تدوين الأفكار المنبثقة من الجلسة بحيث يراها الجميع.
9. يجب ان تستمر جلسة العصف الذهني حتى يجف سيل الأفكار.
10. يجب ان يكون عدد المشاركين في الجلسة 6-12 شخصا.
11. ضرورة التمهيد لجلسة العصف من خلال عقد جلسات تمهيدية لكسر الحواجز بين المشاركين.
أنواع العصف الذهني
1. الفردي: وهو أن يقوم كل فرد بكتابة كافة الأفكار التي تخطر بباله حول موضوع معين أو يحاول أن يجد لمشكلة ما حلًا ابداعيًا، في هذه الحالة عليه أن يقوم بكتابة كافة الأفكار التي تخطر بباله دون التفكير في مدى منطقيتها أو جودتها أو قابليتها للتنفيذ، ومن ثم يقوم بتحليل وتقييم الأفكار بناء على معايير يقوم بتحديدها مسبقًا يختار أهم وأفضل فكرة او فكرتين ويبدأ عملية التنفيذ.
2. الجماعي: وهو الطريقة الأفضل والأكثر قدرة على توليد أفكار متنوعة وجديدة وذات فعالية في حل المشكلات ويمكن تنفيذ العصف الذهني الجماعي بأكثر من طريقة كما يلي:
الطريقة الأولى:
• يقوم مدير الجلسة بتوضيح قواعد العصف الذهني.
• يطرح الموضوع او الفكرة الرئيسية أو المشكلة التي سيتم العصف الذهني حولها.
• يطلب من الأشخاص الموجودين في القاعة أن يقدموا أفكارهم ويقوم مدير الجلسة بتدوين هذه الأفكار كما هي على لوحة كبيرة أمام المجموعة.
• بعد انتهاء الأفكار تتفق المجموعة على المعايير التي سيتم على أساسها تقييم الأفكار، وعادة ما تكون المعايير تتعلق بتكلفة التنفيذ أو الوقت اللازم للتنفيذ، او إذا ما كنت الفكرة الجديدة سترفع الجودة أو تتفق مع قيم المؤسسة وغيرها من المعايير التي تراها المجموعة مناسبة وتتفق عليها.
• يتم تصفية الأفكار بناء على المعايير المتفق عليها.
• يتم التعامل مع الأفكار المتبقية والتي تحقق المعايير من خلال أوزان لترجيح فكرة على أخرى أو من خلال التصويت.
• في النهاية يتم اختيار فكرة إلى ثلاث أفكار ويتم البدء بعملية التطبيق لمرحلة تجريبية وفي النهاية يمكن اختيار فكرة واحدة أو عدة أفكار لتطبيقها.
من إيجابيات هذه الطريقة أنها تعطي المجال لأفراد المجموعة أن يقوموا بالبناء على أفكار غيرهم وتطويرها ولكن من سلبياتها أن بعض الناس قد يمتنع عن تقديم الأفكار خجلا أو خوفا من الانتقاد.
الطريقة الثانية:
هذه الطريقة تشبه إلى حد كبير الطريقة الأولى وتختلف فقط في طريقة تلقي الأفكار من المشاركين، حيث يطلب من الأشخاص الموجودين في القاعة أن يقوم كل واحد منهم بتدوين الأفكار التي تخطر على باله على ورق لاصق بحيث يتم وضع كل فكرة على ورقة مستقلة وبعد نضوب الأفكار يقوم كل واحد بتعليق مجموعة الأفكار على لوحة كبيرة أمام الجميع.
من حسنات هذه الطريقة أنها تعطي المجال للجميع للمشاركة بما في ذلك الخجول أو المتردد لأنه لن يقوم بطرح أفكاره علانية أمام المجموعة، ومن سلبياتها أن البناء على أفكار الأخرين وتطويرها قد يكون غير متوفر، ولكن يمكن أن يتم تجاوز ذلك من خلال إعطاء المجموعة الوقت لكي يقوموا بالإطلاع على الأفكار بعد تعليقها على اللوحة ومن ثم إعطائهم الفرصة لكي يقوموا بجولة ثانية من توليد الأفكار وبذلك يمكنهم أن يبنوا على أفكار الأخرين.