article comment count is: 0

إلى هؤلاء الذين أخفقوا في تحقيق أهداف العام الماضي!

مع بداية كل عام جديد أجلس مع نفسي بصحبة أجندتي الملونة، صوت أغاني عيد الميلاد يصدح في الخلفية مع أحد أفلام الكريسماس؛ أكتب بخط واضح وكبير في الصفحة الأولى أن هذا العام سيكون مختلفًا وأنني سأحقق فيه كل أحلامي، ولكن هذا لا يحدث، فلماذا نخفق أحيانًا في تحقيق أهدافنا السنوية وكيف نتغلب على هذا الأمر:

الخطوة الأولى خاطئة

عندما تتخذ خطوة أولى خاطئة لن تصل إلى هدفك المنشود، والخطوة الأولى الخاطئة التي يقع فيها معظمنا هي أننا حين نضع أهدافنا نتعامل كأن العام الجديد سيقدم لنا نسخة مختلفة عن أنفسنا، وهذا بالطبع لن يحدث ولذلك حين نضع أهدافنا السنوية يجب ألا تنطوي على تغيير جذري في الطريقة التي نعيش بها حياتنا.

أهدافك ليست محفزة

قال الكاتب الأمريكي توني روبينز ذات مرة: “الناس ليسوا كسالى، لديهم ببساطة أهداف لا تلهمهم “.

وبالتالي فالسؤال الأهم الذي يجب أن تسأله لنفسك قبل كتابة أهدافك السنوية هو؛ هل هذه الأهداف محفزة ومحمسة لك؟ لأنها إن لم تكن كذلك فأنت لن تتخذ أبدًا أية خطوات جادة للعمل عليها والبدء بتنفيذها.

كيف نجعل أهدافنا محفزة إذًا؟ علينا أن نربطها بأسباب قوية منطقية وعاطفية وعلينا أن نكتب هذه الأسباب بجوار الأهداف وقتها فقط سنمشي على طريق تحقيقها وسنفعل كل من يلزم من أجل الوصول لتلك الأهداف.

نحن نضع أهدافًا بتأثير من الآخرين

هنا قد يثور تساؤل مهم وهو لماذا قد نضع أهداف لا نرغب بتحقيقها؟ لأننا ببساطة شديدة قد نتأثر بمواقع التواصل الاجتماعي التي تعج يوميًا بالصور المبهرة، نرى بعض الأصدقاء في صالات الرياضة يلتقطون لأنفسهم صورًا جذابة بجوار الأجهزة الرياضية فنظن أننا نريد الأمر نفسه، نرى آخرين يجوبون العالم ويسافرون بلدان مختلفة ويلتقطون صورًا بجوار أحلى الأماكن فنشعر أننا نود أن نكون مكانهم ولكن الحقيقة قد لا تكون كذلك أبدًا ولذلك علينا أن نكون واعين ونحن نضع أهدافنا.

الشعور بعدم الاستحقاق

بعض الناس يعتقدون أنهم لا يستحقون تحقيق أهدافهم والبعض الآخر يشعرون بأنهم سيفشلون لا محالة في الوصول لأحلامهم، هؤلاء يقعون فريسة لعدم ثقتهم في ذواتهم وتلك مشكلة كبرى لأن الثقة بالنفس هي حجر الأساس الأهم في عملية تحقيق الأهداف بدونها لن تكلف نفسك أبدًا عناء المحاولة.

إشكالية التفكير الزائد

كثير من الناس يتركون الأسئلة والشكوك تسيطر عليهم؛ إنهم يعتقدون أنهم لا يستطيعون البدء في تحقيق هدف ما حتى يكون لديهم جميع الإجابات على كل سيناريو “ماذا لو” ولكن الحقيقة هي أنه وبغض النظر عن كل الوقت الذي تستغرقه في الاستعداد وصعوبة التحضير لأهدافك الجديدة فإنك لن تحصل أبدًا على جميع الإجابات، فبعضها مختبئ داخل طيات التجربة التي يجب أن تخوضها.

كيف نتغلب على إخفاقنا في تحقيق الأهداف؟

وفقًا لـ US News يتخلى 80٪ من الأشخاص عن قرارات العام الجديد بحلول الأسبوع الثاني من شهر فبراير، هذه إحصائية محزنة بالطبع لأن هذا يعني أن معظمنا يظل ملتزمًا لمدة شهر ونصف فقط بالأهداف التي وضعها، وهي مدة ليست كافية أبدًا؛ فوفقًا لجيمس كلير، مؤلف كتاب العادات الذرية فإن تحقيق الأهداف الكبيرة يستغرق بعض الوقت من شهرين إلى ثمانية أشهر، فكيف نتغلب على إخفاقنا ونلتزم بأهدافنا الجديدة:

لا تأخذ الفشل بمحمل شخصي

أحد الأسباب التي تجعل بعض الناس يجدون الفشل مدمرًا هو أن هويتهم مرتبطة بالنجاح، بمعنى آخر عندما يفشلون، فإنهم يرون أنفسهم فاشلين بدلاً من إدراك أنهم مروا بانتكاسة، ولهذا فالحل هو أن تحاول ألا ترى الفشل أو النجاح على أنهما أمران شخصيان: بدلاً من ذلك فكر أن الفشل هو أمر نختبره جميعًا في مرحلة من مراحل حياتنا ولا يعبر أبدًا عن هويتنا الحقيقية.

يعود هذا إلى وجهة نظر كيبلينج: النجاح والفشل ليسا جزءًا جوهريًا منك. لا يجب أن يكون أي جزء من هويتك “أنا ناجح” أو “أنا فاشل”.

كن لطيفًا مع نفسك

في الكثير من الأحيان حين تسوء الأمور في حياتنا نلجأ إلى توبيخ أنفسنا؛ ونقول لها كلامًا سلبيًا، نحن أحيانًا نستخدم الفشل كحجة ودليل على أننا لسنا جيدون بما يكفي، ولكن هذه الطريقة خاطئة ولهذا تعامل هذا العام مع إخفاقك بشكل مختلف، اشتري لنفسك كعكة أو ملابس جديدة وتذكر بأن الجميع يفشلون، الحياة ليست مثالية، الكل يفشل لكن الأشخاص الناجحين هم من ينهضون من جديد ويستمروا في العمل.

الأهداف الكبرى

قال أينشتاين ذات مرة: “لا يمكننا حل مشكلة على مستوى الوعي الذي خلقها.” وهذا صحيح جدًا فعلى سبيل المثال، لنفترض أنك تعمل في وظيفة تكرهها، وأن رئيسك في العمل يسيء معاملتك بشكل منتظم وهذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها في وظيفة مروعة، سيأتي نهاية العام وستقول “سوف أترك العمل وأجد وظيفة أخرى أفضل مع مدير جيد”

على الرغم من أن هذا هدف رائع إلا أنه على الأرجح لن يحدث إلا إذا غيرت جوانب من نفسك أولاً، ففي كثير من الأحيان الأشخاص الذين يتعرضون لسوء المعاملة في العمل بشكل مزمن سوف يظلون يتعرضون لها طوال حياتهم، إنها مشكلة يجب أن تُحل من الجذور ولن تنتهي بمجرد كتابتها على ورق ملون في بداية العام، الأمر نفسه ينطبق على الأهداف التي تتطلب تغييرًا في العادات القديمة مثل الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة وغيرها.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً