article comment count is: 2

“هتلبس إيه النهاردة؟”

ستظن أن المقال عن أزياء وموضة الموسم، أو تأثير اختيار ملابسك على طاقتك، آخرون سيرونه “أزمة” كل يوم.

سأصنع لك “أزمة”، وأساعدك على حلها، سأترك معك دليلًا لمواجهة أزماتك اليومية، من اختيار ملابسك كل صباح، إلى مواجهة وباء فيروس كورونا العالمي في بلد يطبق “مناعة القطيع” نهارًا، و”التباعد الاجتماعي” ليلًا، مسارك في مواجهة الأزمات في السطور التالية.

قصة صغيرة حزينة

تعودت الاستيقاظ السادسة صباحًا، عملك في الثامنة، اليوم اجتماع مهم، بحضور قيادات مؤسستك، عليك أن ترتدي بذلة عمل رسمية، يستغرق الطريق إلى عملك ساعة، يضرب المنبه، تفتح عينيك، الساعة 7:15 صباحًا، نسيت إخبارك أن المنبه كان يضرب على مدار الساعة الماضية، لكنك لم تسمعه، كنت قد غيرته إلى الوضع الصامت قبل نومك.

تلك هي الأزمة

هل أخبرتك أن القميص الأبيض متسخًا؟ ها قد أخبرتك، أمامك الآن 5 دقائق تقريبًا، إذا حالفك الحظ، لغسل قميصك، والانطلاق إلى عملك، بعد أن تحلق ذقنك، صحيح هل أخبرتك أن ذقنك طويلة؟، إنك في أزمة حقًا، إنها أمر غير معتاد، مشكلة، تسبب لك توترًا، واضطرابًا، وذلك بعيدًا عن التعريفات الأكاديمية.

الاعتراف

“أنا في مشكلة”، أحييك، أنت الآن في المرحلة الأولى للتعامل مع الأزمة، الاعتراف بأنك في أزمة، تجاهلك للأزمات يجعلها أكبر، وتأثيراتها أعمق، وتصبح أكثر تعقيدًا، ويتطلب حلها دفع فواتير باهظة، كلما اعترفت بالأزمة، اتضحت لك أبعادها، وتعاملت معها بواقعية، بالمناسبة اليوم الإثنين، المغسلة مغلقة، بالتأكيد لن تخرج والقميص بهذا الشكل.

التوقع

“لو تأكدت فقط أن الموبايل ليس صامتًا، والقميص الأبيض نظيف ومكوي، لما حدث كل ذلك”، أنا فخور بك حقًا، ذلك يسمى التوقع، أن تضع عددًا من السيناريوهات لما قد يحدث، من أكثرها تفاؤلًا، إلى أسوأها تشاؤمًا، وتبدأ تحضير سيناريوهات الحل، بما هو متاح لك، حتى لو لم يقع الشيء الأسوأ.

إدارة الأزمة

تبحث الآن عن قميص آخر “سادة”، ورابطة عنق تتلاءم معه ومع البذلة، ترسل رسالة إلى رئيسك تخبره أنك قد تتأخر قليلًا، ستحلق ذقنك، لن تحصل على “الدش الساخن” اليومي المعتاد، ليس لديك رفاهية الوقت، وستركب المترو بدلًا من السيارة، كل ذلك لتوفير بضع دقائق، ما فعلته للتو اسمه “إدارة الأزمة”.

الإدارة بالأزمات

أعلم ما يدور في ذهنك، تريد إخبار رئيسك أنك مريض جدًا، ثم تغلق هاتفك، أو ربما الذهاب إلى العمل، ثم التذرع بأن كوكبًا صغيرًا اصطدم بالعمارة، وأنك قفزت بين الحمم البركانية لتصل العمل، إنه تكنيك مُجرب واسمه “الإدارة بالأزمات”، وفيه تحاول الاستفادة من الأزمة، وتحويلها إلى أزمة أو أزمات أخرى.

الدروس والعبر

السيناريو السابق قد يقودك إلى الإقالة، لكن في كل الأحوال، أنا سعيد أنك وصلت عملك، وحضرت الاجتماع في موعده، وبشكل مقبول، الأهم أن تدون بعد ذلك مواعيدك المهمة، وتكتب قائمة مهام تتضمن قميصك الأبيض، ورفع صوت الموبايل، واشتري قميصًا آخر، وهذا ما يسمى الدروس المستفادة من الأزمة، حتى لا تتكرر.

وعدت فأوفيت

وعدتك بأزمة، وأوصلتك للحل، لكنني لن أكون معك دائمًا، وما أكثر أزماتك، سواء كنت طالبًا، موظفًا، مديرًا، صاحب شركة، رائد أعمال، لكنني بالتأكيد لن أتركك في وسط الطريق، أريدك أن تتحلى بالهدوء، سجل الوقائع والمعلومات المتاحة، شارك الآخرين، تحل بالشفافية، أنت بحاجة لقرار سريع، مع تقليل الخطأ، سيكون هناك خطأ.

الأمر أشبه برياضة عقلية، خذ نفسًا عميقًا، تحل بالهدوء، اطلع على تجارب الآخرين في الأزمات المماثلة، كن صادقًا مع نفسك، واعيًا، وواقعيًا، حينها ستدير أزماتك، كبرت أم صغرت، بسيطة أو معقدة، كلما كانت لديك توقعات، كلما سبقت الأزمة، وإلا تحولت إلى رد فعل، وقتها ستديرك هي.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (2)