هناك حكمة شهيرة تقول “أن البرق لا يضرب نفس المكان مرتين”، وهي تعني أنه لا يمكن أن تتكرر التجربة بحذافيرها، وبغض النظر عن أن الدراسات العلمية أثبتت أنه يمكن أن يضرب البرق نفس المكان مرتين، لكن يبقى الغرض من الحكمة قائماً، وهوأن تعمل في نفس المكان للمرة الثانية لا يعني أنك ستعيد تجربتك الأولى كما كانت من قبل .
العودة للعمل فى مكان عملك السابق تجربة لا يمر بها كثيرون، لكن فى الحقيقة موجودة. ربما يكون الفارق الزمنى بين التجربتين مدة قصيرة وربما سنوات، فربما تجد نفس زملاء العمل والمديرين، أو تجد أن هناك وجوه جديدة، أو خليط بين هذا وذاك، لذلك يجب التعامل مع هذا الموقف بشكل خاص.
لذلك يعتبر البعض أن العمل لمرة ثانية هو تحدى من نوع خاص، خاصة على عدة مستويات هى :
1- زملاء العمل القدامى والجدد
تغيرت كثيراً وخبرتك في العمل زادت، تعرفت على زملاء عمل أكثر، حتى أن سنوات عمرك زادت واكتسبت خبرات حياتية مختلفة ومتنوعة، لكن زملاء عملك القدامى يحتفظون بصورة ذهنية قديمة عنك، وأنت المتحكم الوحيد في إبقاء تلك الصورة على حالها أو تغيرها، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لكن الأفضل بالتأكيد هو تغيير تلك الصورة إذا ما كانت ستنعكس بالسلب على وضعك المهنى الجديد. فإذا كانت هناك أخطاء في الماضي في طريقة تعاملاتك حاول أن تصلحها سريعاً، لأنها ستنعكس على زملاءك الجدد بشكل سريع لانهم سيأخذون انطباعهم عنك من زملائك القدامى .
2- مديرك جديد ..حتى لو كان قديم
إذا كان هناك مدير جديد فهو أمر عادي، فسيكون الامر شبيه كما لو إنك انتقلت لوظيفة جديدة، بغض النظر أن هذا المدير بالتأكيد سمع عنك من زملائك القدامى ، لكن لو عدت للعمل مع مديرك القديم، فحاول أن تراه كما لو كان مدير جديد، تريد إثبات نفسك أمامه، وتظهر قدراتك المختلفة وخبراتك الجديدة حتى تنال تقديره واحترامه لعملك.
مديرك فى عملك السابق هو أهم اختبار لك، فعودتك للعمل معه بعد سنوات تجيب على سؤال هام جداً، هل هناك تطورات مهنية وشخصية حدثت لك بعد تلك السنوات أم لا؟
3- تحديات جديدة
العودة لمكان قضيت به بعض الوقت قد يعني تلقائياً لعقلك الباطن العودة لمنطقتك الآمنة، والتواجد في تلك المنطقة قد يعني للكثيرين عدم الرغبة في خوض تجارب أو تحديات جديدة، وعدم الرغبة في الإبداع أو الخروج خارج الصندوق، لذلك يجب عليك تحديد أهدافك التى تسعى لتحقيقها بوضوح.
4- العين الناقدة للأفضل
بعض الشركات تجتمع بالموظفين الجدد لمعرفة رأيهم في مكان العمل والزملاء وما يحتاجه المكان ليتطور، مع الوقت يعتاد الإنسان على ما حوله ولا يشعر بأن هناك شيء ينقصه أو شيء يحتاج للتطوير، لذلك يكون للموظفين الجدد توقعاتهم وخبراتهم التي تجعلهم يجرون مقارنات سريعة ويشعرون بالفوارق بين مكان عملهم الجديد والقديم، فكونك عائد إلى مكان عملك السابق قد يجعلك لست الشخص صاحب العين الطازجة بقدر ما، لذلك من المهم تدوين أي شيء يلفت انتباهك قبل أن تعتاد عليه، وربما تكون قادر على رصد الاختلافات التى حدثت فى المكان وتنقل إليه من خبرتك الجديدة .