عندما كنت طالبة بالجامعة، وأثناء إقامتي في المدينة الجامعية، تعرفت من خلال صديقة على شركة آفون لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، ومن هنا بدأت رحلة أول عمل بمقابل من خلال التسويق الشبكي.
وقتها لم أكن أتخيل أن أجني أرباحًا من عمل لا مقر له وأنا مازلت طالبة، ولكن ما حدث هو أني بالفعل حصلت على مبلغ مالي فرحت به كثيرًا كونه أول مرتب أحصل عليه، ولهذا لم أنس تلك التجربة أبداً وظالت عالقة بذاكرتي حتى كتابة هذا التقرير.
ما هو التسويق الشبكي.. وكيف يعمل؟
التسويق الشبكي أو كما يُعرف باللغة الإنجليزية network marketing هو أحد نماذج الأعمال التسويقية، والتي ترتكز بشكل أساسي على مجموعة كبيرة من الموزعين يتجسد دورهم في تنمية وتطوير الأعمال.
وحتى تعمل في مجال التسويق الشبكي تحتاج إلى مهارات بيع قوية، وذلك كي تتمكن في نهاية الأمر من مضاعفة أرباحك، فالتسويق الشبكي في نهاية الأمر هو عمل تجاري مربح باستثمار متواضع.
وعلى الرغم من السمعة “السيئة” التي تطال التسويق الشبكي، بسبب ارتباطه في أذهان البعض بالتسويق الهرمي، ولكن هناك اختلافات جوهرية بين النوعين؛ فالتسويق الشبكي يروج لمنتجات حقيقية من خلال موزعين ومستويات متعددة من الأرباح وفقًا لنسبة بيع المنتج ونسب بيع الأفراد.
نموذج شركة آفون AVON
شركة آفون لمستحضرات التجميل هي شركة تسويق متعددة المستويات أُسست في مدينة نيويورك الأمريكية خلال عام 1886 على يد رجل الأعمال الأمريكي دايفيد إتش ماكونيل، وقد بلغت مبيعات الشركة في عام 2018 أكثر من 5 مليار دولار حول العالم، وتعمل الشركة حالياً مع أكثر من 6 مليون مندوب للمبيعات في العالم.
وبالنسبة لاستراتيجية العمل في شركة آفون فهي تقوم بالأساس على بيع منتجات الشركة للمعارف والأصدقاء والأقارب، وكلما زاد عدد هؤلاء واقتنوا المنتجات زادت الأرباح، فمع بداية كل شهر تصدر شركة آفون كتابًا مصورًا “كتالوج” بالمنتجات من عطور وكريمات للبشرة ومستحضرات تجميل، وعلى كل منتج تقوم ببيعه تحصل على نسبة أرباح محددة.
التسويق الهرمي.. الخديعة الكبرى
قبل الحديث عن التسويق الهرمي سأخبركم بحكاية؛ خلال عام 1903 هرب تشارلز بونزي إلى الولايات المتحدة قادمًا من إيطاليا، وذلك بعد أن لاحقته جرائم الاحتيال المتتالية والتي كادت تودي به إلى السجن، وفي الولايات المتحدة بدأ بونزي حياته الجديدة ولم يكن في جيبه حينها سوى دولارين ونصف ومن هنا بدأ البحث عن عمل.
تنقل بونزي بين أكثر من وظيفة ولكنه فشل حتى راودته في أحد الأيام فكرة مكنته من الصعود بسرعة الصاروخ إلى جانب رجال المال والأعمال.
آنذاك ابتكرت وكالات البريد بطاقات دولية تمكن الناس من التواصل فيما بينهم بسهولة، وكان وقتها سعر هذه البطاقات يختلف من دولة لأخرى حسب فرق العملة وهنا عمل بونزي على شراء البطاقات من إيطاليا وبيعها في الولايات المتحدة محققًا ربح قدره 45%.
لم تتوقف دماغ بونزي عند هذا الحد إذ فكر جديًا في إقناع جميع أصدقائه ومعارفه ورفاقه المهاجرين على اقتراض أموالهم ومضاعفتها في ثلاث شهور، وبالفعل تمكن خلال فترة قصيرة من الحصول على مبلغ 10 آلاف دولار من معارفه وهو مبلغ ضخم بالنسبة لتلك الفترة الزمنية.
توقف بونزي عن التجارة في البطاقات وأصبح يقترض الأموال من المعارف ويعديها مضاعفة بعد ثلاثة أشهر ويأخد من غيرهم ويسدد لهؤلاء وهكذا، إذ كان على كل مستثمر أن يجلب مستثمرين حتى يحصل على الأرباح، وقد عُرف هرم بونزي بصفته أكبر عملية احتيال في التاريخ، وفي عمق الفكرة يتشابه التسويق الهرمي بشكل كبير مع ما فعله بونزي.
كيف تعمل شركات التسويق الهرمي
التسويق الهرمي أو Multi-level marketing MLM هو نموذج احتيالي يهدف لجمع الأموال من المستثمرين دون وجود منتج حقيقي، إذ أن دائرة العمل مفرغة تمامًا، ولا يوجد رابح من هذا النموذج سوى الشخص القابع في أعلى الهرم، وترتكز آلية العمل في التسويق الهرمي على دفع مبلغ مالي في البداية حتى يتم الاشتراك وهنا سيقنعك المستثمر بأنك ستجني أرباحًا طائلة في غضون مدة قصيرة شريطة أن تضم أعضاء جدد للشبكة.
التسويق الشبكي والهرمي
خلال عام 1974 أصدرت الولايات المتحدة قانونًا يحظر شركات التسويق الهرمي، لأنها قائمة على النصب والاحتيال، وبعدها وضعت اللجنة الفيدرالية بالولايات المتحدة عدة معايير للتفرقة بين شركات التسويق القانونية وغير القانونية.
أهم تلك المعايير، هو أن يكون هناك منتج حقيقي يُباع للمستهلكين حتى تكون الشركة مشروعة، ويجب أن تُحسب نسب الأرباح على بيع المنتجات وليس على عدد المشتركين، وعلى شركات التسويق التي تعمل بشكل قانوني أن تسترد المنتجات التي لم يتم بيعها من المندوبين.