article comment count is: 0

بيئة العمل الصحية أم الأجر الأعلى .. اختيار صعب!

 هل ربطت تأثير بيئة العمل علي حياتك الشخصية؟ في سوق العمل، ينقسم الموظفون إلى نوعين، النوع الأول يهتم بالأجر أكثر من أي شيء ويكون هو العامل الأهم في تقييم أي عمل بالنسبة له. أما النوع الثاني، فيهتم أكثر بجو العمل أو ما يعرف في عالم التوظيف بـ”بيئة العمل”. من المؤكد أن لكل فريق وجهة نظر ترجح اختياره. في هذا المقال يخبرنا بعض المحترفون عن خلاصة تجربتهم فيما يتعلق بالاختيار بين الميزتين.

 

هل هو تفضيل نسبي من شخص للأخر؟

يقول محمد عابد، مدير موارد بشرية “People Manager”: “تختلف اختيارات الأفراد ما بين تفضيل الأجر المرتفع أو بيئة العمل الجيدة وفقاً لاحتياجاتهم في مراحل مختلفة من حياتهم”. مثلاً من المعتاد أن من هم في الثلاثينات يفضلون الأجر الأعلي نظراً لارتفاع مسؤولياتهم المادية. نفس الأفراد قد يوافقون علي أجر أقل مقابل بيئة عمل أفضل في مراحل عمرية أخرى.

و يشير عابد عن تجربة شخصية، أنه كان يعمل في شركة دولية تعمل في مجال النقل وكانت الأجور والحوافز الماديه جيده جدا مقارنة بالشركات المماثلة في مصر، وكانت بيئة العمل جيده جداً في البداية مما جعلها تجتذب الكثير من الكوادر الجيدة. بعد فترة من الوقت بدأت الشركة في وضع قواعد وقيود لرفع أداء العمل وقامت كذلك بزيادة الرواتب، إلا أن ذلك كان له تأثير سلبي على بيئة العمل، لأنها أصبحت أكثر تنافسيه للأفراد، وأصبح هناك صراع على الترقيات، مما دفع الكثيرين للبحث عن فرص عمل في شركات أخرى.

أما كريم ماجد، مصمم جرافيك، فيتفق مع عابد في كون الموضوع نسبي ويختلف من شخص لآخر وفقاً لاحتياجاته المادية “بصراحة كل واحد فينا بيخرج من بيته الصبح عشان الفلوس، فطبعاً بالنسبة لي الأجر أهم. لكن لو فيه بيئة عمل أفضل بأجر أقل شوية صغيرين، ممكن أختاره، لكن لو الفرق كبير هستحمل بيئة العمل الصعبة عشان الأجر الأعلى”. كذلك، يشير ماجد إلى أن هناك بعض الأمور التي قد تعوض الأجر المرتفع مثل المرونة في المواعيد أو وجود وقت لعمل آخر إضافي أو تعلم مهارات جديدة “وميكونش فيه ضغط نفسي”.

 

هل تؤثر بيئة العمل السامة على إنتاجية الموظف؟

يؤكد ع. ع، مدير موارد بشرية في أحد البنوك، أن بيئة العمل السامة قد تدفع الموظفين إلى الاستقالة وترك العمل بدون وجود بديل أو إلى عمل آخر مقابل أجر أقل، لذلك فطريقة عمل الشركات مع الموظفين مهمة. على سبيل المثال، من العوامل التي تزيد من الإنتاجية ورضا الموظفين هي تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. كذلك، يلعب المدراء أو طريقة الإدارة دور كبير في بقاء أو رحيل الموظفين، فالمدير السيء “قد يحول حياتك إلى جحيم”، إذا كان متطلب وغير متفهم ومتسلط، حتى وإن كانت الشركة ممتازة.

تعد تجربة عابد في شركة أخرى، مثال حي لما ذكره ع.ع، حيث كان يعمل بها وكان الأجر أكبر من الشركة السابقة، إلا أن بيئة العمل كانت سامة مما كان يؤثر علي الإنتاجية والصحة النفسية. في البداية كان الدافع للاستمرار هو الأجر المرتفع نتيجة لأرتفاع التزاماته المادية في تلك الفترة، ولكن بعد مرور 10 أشهر فقط أصبح مستهلكاً تماماً رلدرجة دفعته للأستقالة بدون وجود وظيفة أخرى.

يوضح ع.ع أن فكرة الحفاظ على الموظف للأبد هي “فانتازيا”! لأنه من الطبيعي أن ينتقل الموظف من شركة لأخرى بعد فترة طويلة أو قصيرة، لكن هناك بعض الإجراءات والحوافز التي يمكن أن تشجع الموظفين على البقاء لفترات أكبر مثل وجود مسار وظيفي “career path”معروف وواضح لكل موظف ونظام الحوافز طويلة المدي التي يفقد الموظف جزء منها إذا استقال قبل عدد سنوات محدد، وطبعاً أن تكون بيئة العمل مريحة والعائد المادي مجزي.

 

كيف تؤثر بيئة العمل على صحة الموظف؟

طبقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، العمل جيد للصحة النفسية ولكن بيئة العمل السلبية من الممكن أن تقود الي أضرار للصحة الجسدية والنفسية. الأكتئاب والقلق لهم تأثير واضح علي الأقتصاد. ويقدر تأثير الصحة النفسية على الأقتصاد العالمي ما يوازي تريليون دولار امريكي في السنة من حيث فقد الإنتاجية.

يؤكد ح.ع خبير التنمة البشرية وعلم النفس المهني على تأثير الصحة النفسية في الحياة الشخصية من حيث النشأة والتنشأه، وأيضاً في بيئة العمل على الموظفين بشكل عام سواء بالسلب أو بالأيجاب، ويختلف التأثير حسب التركيبة النفسية لكلا الجنسين في العمل إذا كانت هشه ووجدت ضغوط نفسية، من الممكن أن تصل لأزمات قلبية وحالات وفاة، وسبق حدوث هذا الأمر في كبرى الشركات والمؤسسات. أضاف ح.ع أن الطريقة الأمثل لمواجهة الضغوط النفسية ” لو عرفت تمشي من الشغل امشي لو خلاص مش قادر تتعامل في مكان شغلك” وعليك البدأ في أكتشاف وتحديد مهاراتك وتنمية قدراتك قدر المستطاع وعليك التواصل مع أشخاص إيجابية لتحسين فرصك في المستقبل. وكيفية معرفة الأسباب المؤدية لترك العمل، صرح ح.ع في حالة وجود أضرار نفسية وحصرهم في 4 نقاط ” عدم الاستفادة النفسية والعلمية و لمهنية والمادية”.

من المؤكد أن أختلاف الرأي من حيث تفضيل بيئة العمل الأفضل أو الأجر المرتفع تختلف من شخص للأخر، وفقاً لعوامل السن والألتزامات المادية وقدرة كل شخص على مواجهة التحديات والضغوط، ولكن من المؤكد أن من حق كل شخص الحصول على بيئة عمل جيدة وأجر مناسب لأحتياجاته وليس الحصول على عنصر فقط منهم.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً