تحمل بداية العام الجديد الكثير من مشاعر الحماس والرغبة في بدايات جديدة مع النفس، وتحقيق الكثير من الأهداف الشخصية أو المهنية، لهذا يتخذ أغلب الناس في هذا الوقت قراراتهم بالتغيير ووضع الأهداف الكبرى؛ ولكن هناك القليل ممن يسعون فعليًا لتحقيق هذه الأهداف، فى حين تظل خطط البعض الأخر وأحلامهم حبيسة أدراجهم أو عقولهم.
فإذا ترغب في بداية تحقيق أهدافك ربما عليك التعرف على أكثر الاستراتيجيات العملية في التخطيط:
ارجع خطوة للوراء:
قبل أن تفكر في المستقبل عليك أن تبدأ من الماضي؛ عد خطوة إلى الوراء لأنك ستحتاج إلى إعادة النظر في خطتك للعام الماضى، وراجع هل كان لديك أهداف للعام السابق؟ ما هي الأمور المستقرة في مسارها؟ ماذا عن الأشياء التي ترغب في تغيرها؟ هل كانت خطتك محددة وواضحة؟ ما الذي منعك من تحقيق خططك في العام الماضي؟
كن صادقًا مع نفسك:
أصعب جزء في تحديد الأهداف هو أن تكون واقعيًا، فقد يكون من السهل تحويل كل الأحلام إلى أهداف، ولكن من الصعب تحويل هذه الأهداف إلى إنجازات، ولهذا كن واقعيًا عند التخطيط للعام الجديد، وضع في اعتبارك المهام التي تستغرق وقتًا طويلًا، فإذا كان هدفك كبيرًا ويحتاج إلى مجهود عظيم فلا تضع معه الكثير من الأهداف حتى لا يصيبك التشتت، كما لا تضع أحلامًا وأهدافًا تتناقض مع وضعك الحالي وحالتك الاجتماعية والمهنية؛ على سبيل المثال إذا كنتي أم لطفلين وتدرسين فى نفس الوقت ،فلا يجب أن يكون هدفك مثلًا التجول حول العالم لإن تحقيق هذا الأمر صعب بالنسبة لوضعك الحالي إن لم يكن مستحيلًا.
كن إيجابيًا واستخدم عقلك:
سواء كنت تعتقد أنك تستطيع تحقيق أهدافك أم لا، فأنت على صواب في كلتا الحالتين لأن كل شيء يبدأ في ذهنك؛ النجاح أو الفشل، الإنجاز أو الاستسلام، التقدم أو القصور الذاتي – كل شيء يبدأ وينتهي في عقلك!
ولهذا مارس فن التحدث بشكل إيجابي عن أهدافك؛ فالخطط العظيمة المليئة بالشك والسلبية لا تتحقق رغم كونها عظيمة، وعليه فحين تضع أهدافك لا تشك لحظة واحدة في قدراتك، وللمساعدة في هذا الأمر يمكنك الاستعانة بتحليلSWOT؛ احضر ورقة وقلم واكتب نقاط قوتك ونقاط ضعفك، واكتب أيضًا فرص النمو لديك والتهديدات الداخلية والخارجية التي قد تعوقك عن النجاح.
ضع خطة مفصلة عند التنفيذ:
سواء كان هدفك بناء عادة جديدة أو وضع حد للعادات القديمة، أو تعلم مهارة جديدة، أو الحصول على درجة البكالوريوس فأنت بحاجة إلى خطة مفصلة، وصدقني لا تحاول أبدًا استعجال النتائج لأن ذلك سيؤدي في النهاية إلى الإخفاق، وعليه فإن وضع خطة مفصلة وتقسيم الأهداف إلى خطوات عمل صغيرة، بالإضافة إلى الحفاظ على الانضباط والالتزام بالجدول الزمني المحدد مسبقًا سيجعل خططك تصبح حقيقة ومرسومة بدقة.
راقب تحقيق أهدافك باستمرار:
يجب أن تنظر إلى أهدافك كل يوم وليس مرة واحدة في السنة، تخيل معي أنك ذاهب في نزهة أو مشوار مهم هل ستنظر حينها إلى خريطة الطريق أو الـ(GPS) مرة واحدة أم أنك ستعاود النظر إليه أكثر من مرة؟ الأمر نفسه يسري على أهدافك فيجب أن تراقب مسار تطورك في الرحلة، كما يمكنك أيضًا إعادة النظر فى استراتيجياتك، والتعديل وفقًا للمستجدات التي تطرأ عليها.
سجل أخطاءك وصححها:
لتتأكد أنك على الطريق الصحيح نحو هدفك يجب أن يكون لديك أدوات تتبع وتقييم التقدم، ففي أغلب الأحيان لا يسجل الأشخاص معدل تقدمهم، وذلك أول مؤشرات الفشل؛ فالجهد الذي تبذله في تحقيق هدفك حين يُقاس بالساعة واليوم والأسبوع والشهر سيقدم لك ملخص لأدائك على مدار العام. الحقيقة أن تسجيل الأخطاء مهم أيضًا، فكل ذلك سيجعلك في قلب الحدث وسيحافظ على تركيزك المطلوب للنجاح.
إن تتبع تقدمك سيمنح عقلك جرعات من التشجيع، وينعكس على صحتك النفسية والذهنية بشكل إيجابي، وهو الأمر الذي سيدفعك إلى بذل المزيد من الجهد والاستمرار في المسار حتى النهاية.
مع عدم وضع الاستراتيجيات والخطط بدقة وعدم وجود آليات التتبع المناسبة ستجد نفسك في نفس المكان ذاته أو أنك تتراجع، ولن تتحقق أهدافك أبدًا لأن الطريق إلى الهدف لا تكون مستقمية أو سهلة، فحتمًا ستواجه بعض العقبات والتحديات، وربما ستشعر في الكثير من الأوقات بالملل أوالتعب، لكن عليك الاستمرار والسعي حتى الوصول إلى هدفك، فأن رحلة تحقيق الأحلام والأهداف ليست دومًا ممتعة.