في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وموجات “التعويم” المتتالية واحدة من أهم المهارات التى يجب عليك تعملها فى هذه الفترة هي الإدارة المالية الشخصية، سواء كنت موظف فى شركة ولك دخل ثابت، أو فريلانسر تعمل على مشاريع منفصلة، يجب عليك تتبع المال الذي تكتسبه بشكل دوري، كيف تنفقه، هل سألت نفسك ذات مرة “هو المرتب راح فين”؟ أو “ازاي هكمل الشهر بربع المرتب”؟
فى هذا المقال نبدأ تعلم كيفية عدم الوصول إلى هذه المرحلة، وكما ذكرنا من قبل أن الإدارة المالية هي مهارة لكي تكتسبها تحتاج إلى الكثير من الوقت والممارسة.
فى البداية يجب أن تعرف التزاماتك الأساسية وتدونها مثل الإيجار، الأكل، الفواتير والأقساط، وتجعل لكل قسم من تلك الالتزامات المال اللازم له بعيدًا عن باقي الدخل، والفواتير مثل الكهرباء والماء والانترنت (فى حالة أنه أساسي بالنسبة لك) تعرف على المتوسط الثابت لها، بعد ذلك يأتي وقت الاحتياجات الدورية مثل تناول الطعام خارج المنزل، القهوة اليومية، خروجك مع الأصدقاء وهي مصدر إنفاق أخر وربما عليك تحديد مبلغ محدد له يناسب دخل ونظام حياتك.
تقابلنا مشكلة أخرى إذا لم تكن تعرف مصادر إنفاقك، فعليك أن تحصل على فترة تمهيدية قبل أن تبدأ بتقسيم دخلك، وهي مراقبة عادات إنفاقك، ولتكن هذه الفترة كافية (أسبوعين على الأقل)، وهناك طريقة تقليدية لعمل هذه المهمة، وهي كتابة كل جنيه تنفقه فى مدونة صغيرة، وهذه الطريقة كان يستخدمها الكثيرين قديمًا، ولكن الآن هناك الكثير من التطبيقات التي تساعدك في هذه المرحلة، ويسهلها عليك، وهم:
كل هذه التطبيقات تساعدك على مراقبة مصاريفك حيث أنك تدخل عليها كل ما تنفقه وهي تحوله إلى بيانات ونسب، فى هذه الخطوة تعرف كيف تنفق مالك وفيما تنفقه.
ما هي فائدة الإدارة المالية؟
تعلم كيفية إدارة أمورك المالية تجعلك بعيدَا عن الديون والإفلاس اللذين يتولد عنهم التوتر والضغط النفسي كل شهر أو كل فترة يتوجب عليك سداد بعض الالتزامات، أول خطوة للسيطرة على مدخراتك هي وضع حد لديونك والبداية في تسديدها، وهذه البداية تجعلك أكثر تريثُا وهدوء وقدرة على التحكم والتصرف بعقلانية، الخطوة الثانية هي تحديد وجهات الإنفاق، وتحديد ميزانية شهرية للطوارئ لا يجب لمسها أو صرفها، هذا الصندوق يساعدك دائمًا على الهدوء والشعور بالأمان المالي.
واحدة من أهم الخطوات التي يجب أن تقوم بها من أجل الحفاظ على مواردك المالية هي التعلم والاستثمار، وليس من الضروري الاستثمار يكون دفع النقود، ولكن يمكنك الاستثمار من وقتك وتثقيف نفسك ماليًا، وكتاب واحد كل شهر يستطيع أن يُكسبك عادة أو مهارة جديدة ربما تزيد من دخلك سواء عن طريق تغيير أفعالك فيترتب عليه إنفاق أقل أو زيادة فى دخلك عن طريق التعرف على طرق جديدة لكسب المال.
الأب الغني والأب الفقير:
هذا الكتاب هو الأشهر فى مجال الإدارة المالية الشخصية؛ حيث يعلمك الفرق بين المنتجات التي تستطيع أن ترد عليك بالمال والمنتجات التي تسرق نقودك بلا فائدة. الكتاب الثاني هو تحول مالي كلي، وهذا الكتاب يعطيك خطوات عملية من أجل التخلص من ديونك والبدء فى الاستثمار بالتدريج.
زيادة دخلك ليست رفاهية فى هذا الوقت، لكنك لن تستيقظ في الصباح لتجد الدولارات في رصيدك البنكي، ولكن هي خطوة تأتي بعد إدارة لمواردك المالية واستثمارك فى نفسك لمدة طويلة نسبيًا، فمن ضمن إدارة مواردك المالية أن تعرف هل راتبك يتضاعف مع الوقت ومع سنوات الخبرة التي تحصل عليها أم يقل بسبب التضخم؟
في حالة أنه يقل مع الوقت كيف تستطيع أن تجعله يتضاعف؟ هل الحل هو العمل لعدد ساعات إضافية؟ أم الحصول على ترقية تجعل راتبك يزداد؟ أم البحث عن مصادر دخل أخرى غير العمل بدوام كلي؟ كل هذه الحلول تطرح أمامك وعليك أن تختار وتضع خطة لتنفيذ هذا الاختيار.
الزهق والتفكير الزائد أسباب رئيسية:
يوجد بعض السلوكيات التي يجب عليك الابتعاد عنها هي الشراء الاستهلاكي وهو الذي يؤثر على مدى تقييمك للمنتجات التي تشتريها بغض النظر عن حاجتك إليها بالفعل أم لا؟ كما يجب أن تراقب نفسك عندما تشعر بالملل أو الزهق وتفكر في “الشوبينج” أو شراء الأشياء بدون خطة واضحة.
ضع في عربة التسوق:
سهولة الشراء عن طريق الإنترنت قد صممت من أجل تشجعيك على المزيد من عمليات الشراء والدفع التي لا تحتاجها فى الحقيقة، ولكن عقلك يشعر بنشوة عندما يشتري المزيد، ربما تتفاجئ عندما تدرك أن كل خطوة وكل كلمة تراها عينك فى موقع تسوق هي مصممة لكي تقوم بالمزيد من تلك العمليات، لذلك وعيك بما تحتاج وتدوينه من البداية قبل الدخول فى تلك العمليات، يساعدك على توفير الكثير من المال.
إذا كنت تسعى نحو حياة مستقرة يجب عليك البدء بتدبير أمورك المالية ولا تدع نفسك فريسة سهلة للشركات والمحلات ولمزاجك المتقلب وحالتك النفسية، لتجد نفسك تحت وطأة الديون المتراكمة أو “الزنقة” كل شهر، ويجب أن تعرف أن الأشخاص الأغنياء هم من يتحكمون بالمال وليس المال من يتحكم بهم، لذلك اجعل تثقيف نفسك ماليًا ضرورة وليس رفاهية.
اجبتني زهوة جدا، فا ان لها مستقبل باهر