article comment count is: 0

مقابلة مع “سنجل مامى” : أن تكوني الأب والأم طوال الوقت أمر ليس بالسهل

“السنجل ماميز ” أصبحن يمثلن فئة ليست قليلة من الأمهات بل وأصبحن نسبة لا يستهان بها  فى المجتمع ،ووسط ضغوطات الحياة تتزايد عليهم  المسئولية  كأب وأم للأسرة ، والسنجل مامى ببساطة هى الأم التى  تقوم بتربية أطفالها بمفردها سواء كانت مُطلقة أو أرملة أو لأي سبب آخر مثل سفر الزوج، وبالرغم من كون الأمومة عملية شاقة خاصةً إن كانت الأم تعمل ، فتكون المهمة أصعب.في حين أن الأم العازبة هي صاحبة البطولة في الأدوار المستحيلة فهي الأم وهي الأب وهي مصدر الدعم المادي دون أن يدعمها المجتمع وتظل نظرته لها منقوصة دائماً.

فى مقابلة  مع  ياسمين محمد، 32 عامًا، طبيبة أمراض نساء وتوليد وأم عازبة منذ 5 سنوات.  تحدثت فيها عن تفاصيل مهمتها الشاقة وعن التحديات التي تواجهها في حياتها.

من يساعدك في رحلتك كأم عازبة؟ 

يقدم لي الدعم المعنوي أهلي وأصدقائي، وأعيش في منزل أهلي حتى أتمكن من أن أعيش مع ابني بمفردنا، ولكن أعترف أن استقلالي المادي وعملي هم أول داعم لي في هذه الرحلة ولولاهم ما استطعت الإقدام على هذه الخطوة.

فى ظل ظروف الحياة الصعبة كيف تعاملتى كسنجل مامى؟

فى البداية  جائحة كورونا  اضطرتني لإبقاء أبني في المنزل بدون مدرسة وذلك جعله أكثر تطلبًا في احتياجه لوجودي معه، (لأننا نعيش في منزل أهلي) بالإضافة إلى نقص الأنشطة الاجتماعية. وكان علي أن أعوضه عن كل ذلك حتى لا يتأثر نفسياً  قدر الإمكان وذلك كان يتطلب وقت وجهد نفسي وذهني كبير مني، خاصًة مع ساعات عملي الطويلة، كطبيبة  اضطر إلى أن اقضى  48 ساعة متواصلة أسبوعياً في المستشفى.

ما هي أصعب التحديات التي تواجهك كأم عازبة؟

أصعب ما أواجهه هو محاولتي المستمرة لموازنة الأمور؛ فى ظل المطلوب مني العمل لساعات طويلة حتى أتمكن من دعم ابني ماديًا خاصةً في ظل عدم  وجود دعم من الأب لنا بأي شكل من الأشكال. كما أننى احتاج لتخصيص وقت لأقضيه معه لانه محتاج لوجودي ورعايتي له.

وتأكد من التجربة أن المحاولات في التوسط بين الحزم واللين ليست بالشئ السهل. فأنا الأب والأم في نفس الوقت، فلابد من أن أدعم أبني ماديًا،  وان أكون أم حنونة وحازمة، وأرعى أدق تفاصيله، وكل ذلك ليس بالأمر البسيط، هذا أمر مرهق للطاقة والوقت وبجانب كل ذلك لا أجد وقت لنفسي لأرتاح.

كيف استقبل طفلك كونك الأب والأم له؟

انفصلت عن زوجي عندما كان عمر ابني سنتين ونصف، وقد أخذ بعض الوقت ليدرك أن هناك طرف في المعادلة غير موجود، (لأن والده مختفي تمامًا من حياتنا) فبدأ ابني يسألني عن أبيه، ولماذا لا يأتي لزيارته، ومع الوقت أدرك عدم وجود أبيه فاستسلم للأمر الواقع .بغض النظر عن وجود طفل من عدمه، فالانفصال في حد ذاته تجربة مؤلمة، حتى وإن كنت أنا من اتخذ القرار، لأن الحياة التي خططت لها منذ سنوات فجأه انهارت وانتهت وعلي أن أبدأ ببناء حياة أخرى أكون فيها أن كل شيء لنفسي ولطفلي وهذا أمر مرهق للغاية.

الأمر أكبر من قدرتي على التحمل، ذلك لأن قرار الانفصال يهز ثقة الإنسان في نفسه وقراراته. ولكن في حالتي  كان الأمر الإيجابي هو دعم أهلي لي، وهذا لا يحدث مع نساء كثيرات، وكثيرات يتحملن عناء الحياة القاسية وحدهن  بسبب عدم وجود دعم لهن من أي نوع. كما أعتبر نفسي محظوظة لأني خرجت بطفل واحد، لا أعرف كيف تتعامل الأمهات العازبات ممن لديهن أكثر من طفل فالأمر مجهد للغاية.

كيف تقومي بتربية أبنك وحدك ؟

من البداية انخذت قرارات حازمة مع أهلي بألا يعاقبوا أبني في غيابي وأن أكون أنا الوحيدة المسؤولة عن تربيته بالشكل الذي أراه مناسب. وهذا مريح كثيرًا. كما أشعر كثيرًا برغبة أبني الملحة في وجود أب له، وأنا لا أعمل على توصيل صورة سيئة عن أبيه، واحتفظ ببعض الصور لي ولوالده ليعرف صورته. وقد أدرك أنه لا يد لنا في وجود أبيه في حياتنا. ورغم صعوبة الأمر  لم أندم على قراري أبدًا، لأني لم أتعجل فيه وأرى أن ما فعلته الآن هو الأصح والأفضل لنا.

ما هي نصيحتك للأمهات العازبات ليصبحن أفضل؟

لاتهتمى كثيرًا بما يقوله الناس عنك أو ما يقصدونه في طريقة تعاملهم معك. أعترف أن التجربة تختلف من ظرف لآخر وأن التحدي لا يحدث إلا بعد أن تكون المرأة في الموقف بالفعل، ولكن نصيحتي الأهم دائمًا هي ضرورة أن يكون للمرأة مصدر دخل طوال حياتك، حتى تكوني حرة وتملكي قراراك، وتستطيعي التصدي لأذى أي علاقة سامة في حياتك، لأن الكثير من النساء لا يقدرن على اتخاذ قرار الانفصال والبدء من جديد بسبب عدم الاستقلال المادي.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً