منطقة الراحة أو كما هي معروفة الآن بالـ” Comfort Zone”، والتي تعتبر أحد الأشياء التي نبحث عنها جميعًا في حياتنا وفي كافة مناحي الحياة، فطبيعتنا البشرية تدفعنا دائمًا للبحث عن الراحة والهدوء، وهو ما يحذرنا الخبراء منه بأن له مخاطر عدة على المستوى الوظيفي.
منطقة الراحة في الوظيفة تعني بقاءك في مكان ثابت، لأنك تشعر بالراحة به، فهو مكان لا يتطلب منك الكثير من المسؤوليات وفيه تشعر بالأمان والاستقرار، ولكن الكارثة هنا أننا لا نعرف أن الراحة لا تعني النجاح.
الراحة يمكن أن تؤدي بسهولة إلى الرضا عن النفس، والرضا عن النفس قد لا يؤدي إلى مستويات أعلى من النجاح.
أبرز المخاطر الناتجة عن البقاء في منطقة الراحة في السطور التالية.
1- وهم الأمان الوظيفي
من المشاكل الخادعة في منطقة الراحة أنها تُشعرك بالأمان الوظيفي فأنت تعمل في وظيفة ترتاح بها ولا تفكر في تركها أو الترقية فيها، ولا تهتم بمستقبلك الوظيفي بعد 10 سنوات مثلًا.
المشكلة تكمن في عدم استيعابك لطبيعة الوضع الذي أنت فيه، فكل ما يشغلك، أنك مرتاح وآمن والآن وما عدا ذلك ليس له قيمة. ولكنك تغافلت أنه لا توجد وظيفة آمنه بنسبة 100% وأن التقدم الوظيفي يحتاج إلى شخص يعمل على مهاراته الوظيفية ويطورها طوال الوقت وليس فقط أن يضمن أمانه وقوت يومه الحالي.
المستقبل يحتاج إلى الكثير من الخطط والتغلب على التحديات، وكلها لن تحدث طالما أنت موجود في منطقة الراحة.
2- بلا شغف
من الأمور الخطيرة التي لا يدركها كثيرين هي أن البقاء في منطقة الراحة يعني عدم وجود شغف أو ظمأ أو رغبة في النجاح أو التقدم الوظيفي.
يمكننا قياس ذلك على الفرق الرياضية، إذا بقى فريق رياضي دون ممارسة تمارينه الرياضية باستمرار بالتأكيد سيتراجع مستواه المهني، مهما كان متقدمًا، ولهذا فإن الرغبة في التقدم والنجاح يقابلها سعي وتعب أكثر من أي شيء آخر، وهذا بالضبط عكس ما تنطوي عليه منطقة الراحة التي تشعر فيها أنك جيد وأنك لا تحتاج إلى التطور وأن كل شيء على ما يرام، وهذا ما يجعلك لا ترغب في النجاح أو التقدم أو غيرها من المستويات الوظيفية العليا.
3- الأمان في “لا” للفرص الجديدة
عندما تكون في منطقة الراحة، فإنك تبحث دون وعي عن طرق للاستمرار فيها، التفكير في قبول فرصة عمل جديدة يجبرك على الخروج من شعورك بالأمان، ولو لفترة وجيزة. ولهذا تكون أولويتك الأولى، سواء أدركت ذلك أم لا، هي البقاء في منطقة الراحة وحسب.
هذا الموقف في حد ذاته مشكلة، لأنك قررت رفض فرصة ما، قد تكون جيدة، دون التفكير بها بشكل نطقي ودون معرفة ما تنطوي عليه من مميزات، لمجرد أنك لا ترغب بتغيير الراحة التي تعيش بداخلها، ولهذا من المهم أن تنتبه لأنك في هذه المرحلة لأن هذا أول طريق الاعتراف بالمشكلة.
4- تمنعك من أن تكون مبادرًا
تمنعك منطقة الراحة من المبادرة، أنت لا ترفض الفرص التي تأتيك وحسب بل أنك ترفض أن تتقدم إلى أي مكان جديد أو الإقبال على فرصة قد تشعر أنك بحاجة إليها أو أنها أكثر ملائمة لك. ولكن ما هي فائدة المُبادرة؟ حين تكون مبادر يمكنك إنشاء المزيد من الخيارات لنفسك، ومع المزيد من الخيارات تأتي القدرة على اتخاذ خيارات أفضل تُضيف إلى حياتك المهنية. على عكس حالتك عندما تكون متكاسل، فحينها سيكون لديك خيارات أقل وأحيانًا سيتم تحديد الخيارات من أجلك.
من المهم أيضًا معرفة أن أنسب وقت للبحث عن وظيفة أفضل هو عندما يكون لديك وظيفة بالفعل. هذا لأنك تنتقل من موقع قوة إلى موقع أقوى، مما يمنحك المزيد من الخيارات على عكس انتظارك انتهاء وظيفتك حتى تنتهي تمامًا وحينها ستقبل بأي شيء متاح أمامك.
5- ضياع فرص توسيع منطقة الراحة
عندما تُخاطر وتتقبل بعض الانزعاج والشك في سبيل تقدمك، وتنجح، فأنت لا تحسن فقط مجموعة مهاراتك الإجمالية، بل تعزز ثقتك بنفسك.
كلما حاولت ممارسة الأنشطة الصعبة، أصبحت هذه المهام طبيعية، وبالتالي توسيع منطقة راحتك إلى أبعاد أكبر وأكبر.
تذكر دائمًا، تأتي المكافآت الكبيرة لأولئك الذين هم على استعداد لتحمل المخاطر والرغبة في التحسن طوال الوقت، حتى لو لم تكن كبيرة المجازفات كبيرة.