دعونا نواجه الأمر، بعد الاستقالة يداهمنا دومًا مزيجًا مركبًا من المشاعر المتضاربة؛ قد نشعر بالارتياح وقد نشعر بالذنب.
يشعر البعض بالسعادة والبعض الآخر يحن لزملائه القدامى، وهناك أيضًا الخوف وأحيانًا الحزن، وبغض النظر عن هذا التخبط يجب أن تمنح نفسك الإذن للشعور بهذا الكم الهائل من المشاعر، ومع الوقت ستهدأ كثيرًا لندخل بعدها على المرحلة التالية والسؤال الأهم: ماذا سنفعل بعد الاستقالة؟
1- استجم قليلاً
أولاً وقبل كل شيء، امنح لنفسك وقتاً كافياً للاسترخاء، خذ بضعة أيام أو حتى أسبوعًا وابتعد خلال تلك الفترة عن اتخاذ أي قرارات مهمة، قابل اصدقائك القدامى واذهب إلى السينما.
صدقني أنت تحتاج لذلك كثيراً من أجل تصفية ذهنك، وبعد مرور هذه الفترة ستكون مستعدًا تمامًا للبدء في اتخاذ الترتيبات اللازمة لمستقبلك.
2- ضع خطة مناسبة
إذا كنت قد تركت وظيفتك السابقة دون وجود بديل آخر فإن أول شيء عليك فعله بعد فترة قصيرة من الراحة والاسترخاء هو وضع خطة؛ حدد أهدافًا يومية وأسبوعية، وإذا لزم الأمر، أهدافًا شهرية لما تحتاج إلى إنجازه لتحقيق خطتك المهنية التالية.
على سبيل المثال إذا كنت تتطلع إلى إجراء تغيير في مهنتك، فابدأ في إعداد قوائم بما تحتاج إلى القيام به واكتشف من تريد التواصل معه وما هو جدولك الزمني لإنجازه.
3- قم بتحديث سيرتك الذاتية
في السنوات الأخيرة أضحى سوق العمل تنافسيًا للغاية، فإذا كان قد مضى شهور أو سنوات على قيامك بآخر تحديث لسيرتك الذاتية فتأكد أنها أصبحت قديمة وآن أوان تحديثها مرة أخرى.
لنفترض أنك حصلت على وظيفة بعد تخرجك من الجامعة وقتها كنت تركز في سيرتك الذاتية على تعليمك الجامعي والنشاطات الطلابية، أما بعد مرور بضع سنوات في سوق العمل فقد ركزت سيرتك الذاتية على الحديث عن مهاراتك المهنية في الإدارة واتخاذ القرار والتواصل، وهكذا، لهذا ابحث جيدًا عن استراتيجيات تحديث السيرة الذاتية واتبعها.
4- راقب ميزانيتك جيدًا
عليك أن تسأل نفسك إلى متى يمكنك البقاء دون أي دخل ولهذا ألق نظرة على ميزانيتك كل شهر واعرف المدة التي ستسمح لك فيها مدخراتك بتغطية جميع فواتيرك ومصروفاتك الشهرية.
وفي الوقت نفسه قم بإعداد ميزانية خاصة بفترة ما بعد الاستقالة؛ فإذا كنت تملك بعض المدخرات المالية لا تهدرها وكن حريصًا قدر الإمكان على الاكتفاء بالقليل.
5- طور من مهاراتك
إذا كنت ترغب في الحصول على وظيفة أفضل من السابقة؛ استثمر في مهاراتك وطور منها، التحق ببعض الدورات الهامة وتعلم جميع المهارات الأساسية اللازمة لسوق العم.
ابحث عن نقاط ضعفك في مجال العمل وقم بتقويتها فهذا هو الوقت المناسب، هذه الأمور ستساعدك في تمضية وقت فراغك بشكل أكثر إنتاجًا كما ستعزز من فرص حصولك على وظيفة جيدة وقد يكون المرتب أعلى إذا تعلمت بمزيد من الجهد.
في النهاية يجب أن ندرك أن الاستقالة ليست نهاية العالم؛ ولكنها قد تكون فرصة جديدة تمنحها لنا الحياة وعليه إذا ما وجدت نفسك في هذا الموقف أسألها: ما الذي لم تكن راضيًا عنه في وظيفتك القديمة؟ كيف يمكنك استغلال هذه الفرصة لإعادة توجيه حياتك المهنية؟
هل تذكرون تلك الجملة الشهيرة من فيلم ” Ratatouille” أو “الفأر الطباخ” ” لو ركزت على اللي ضاع منك عمرك ماهتشوف اللي بيستناك، شوف رزقك الدنيا واسعة”، هذا تحديدًا هو ما عليك فعله بعد الاستقالة.