قضى الكاتب “توماس كورلي” خمس سنوات من حياته في دراسة عادات الناجحين والأثرياء، قام خلالها بمتابعة وتحليل عادات 177 شخصًا عصاميًا ليقف على العادات المشتركة بينهم، ثم قام بعدها بتأليف كتاب “غير عاداتك تتغير حياتك”.
يري كورلي في كتابه أن أحد الأسباب الرئيسية والغير متوقعة للنجاح ليس بشكل مباشر المال، بل هو الشعور بجودة الحياة ومدى الاستمتاع بها، ما يمنح الدافع للعمل ويخفف من حِدة التوترات والعقبات الحياتية والمهنية.
يقول كورلي إن “التفكير هو مفتاح نجاحهم” لهذا عادةً ما يأخذون إجازات من العمل حتى يتمكنوا خلالها من استعادة نشاطهم، وتصفية ذهنهم وإعادة شحن طاقتهم وحماسهم، ومن ثم ينصح كورلي بالاهتمام بأوقات الإجازات والتي من شأنها أن تزيد من إنتاجيتك وحماسك في العمل.
ولكن قد تتحول الإجازة إلى فترة من العمل عن بُعد أو العمل من المنزل، أو قد تتحول إلى فترة من الملل، وبذلك لا يتحقق الهدف من الإجازة.
في السطور التالية نوضح 7 خطوات عملية عليك اتباعها للاستمتاع والاستفادة من فترات الإجازة.
1- قائمة الأمنيات
إعداد قائمة غير مُرتبة من الأمنيات التي تريد تحقيقها في فترات الإجازة، تساعدك بشكل كبير عندما تأخذ إجازتك بالفعل فتجد مجموعة من الأنشطة التى ترغب فيها جاهزة تختار منها ما يناسبك لهذه الإجازة من حيث الوقت والتكلفة وطبيعة الانشطة.
على المستوى الشخصي أقوم بهذه الخطوة من خلال “جروب خاص على الفيسبوك” يضمني أنا وزوجتي فقط، وكلما تمنينا أن نقوم بنشاط ما في فترات الإجازة نكتبه ببساطة على هذا الجروب مما يزيد حماسنا للإجازة وإمكانية تحقيق أقصى متعة واستفادة من وقت الإجازة.
يساعدنا أيضًا بشكل كبير عند الحصول على إجازة على ترتيب قائمة من الأنشطة التي نتمناها ونتوقع أن تساعدنا على تجديد طاقتنا.
2- حدد أهدافك
أقصد الأهداف لا الأنشطة التي تريد أن تمارسها في فترة الإجازة، ماذا تريد من فترة الإجازة، علي سبيل المثال قد يحتاج البعض إلى الاستجمام، وقد يتطلع البعض الآخر إلى المتعة والترفيه، أو قد يجدها البعض فرصة لزيارة أماكن جديدة أو لإشباع هواياته أو ربما للتعلّم أو القراءة.
لكل إجازة ظروفها الخاصة، وغالبًا تختلف أهدافك من إجازة لأخرى، فعليك أن تعرف أهدافك جيدًا حتى لا تشعر فيها بالملل ولكي تصبح إجازتك ممتعة ومفيدة ايضًا، وتعود منها مُفعّم بالحيوية والطاقة.
3- خطط
الخطوة التالية لوضع الأهداف هي التخطيط، أو التفكير في كيف ستحقق أهدافك من هذه الإجازة في الوقت المتاح وبالإمكانيات والتكلفة المتاحة.
لابد ان تبدأ في التخطيط لإجازتك قبلها بوقتٍ كافٍ، لا تنتظر أن تبدأ الإجازة ثم تبدأ حينها في التخطيط، حسب أحد مواقع الاستطلاع فالأوروبيين يخططون لإجازتهم قبلها ب3 شهور لتحقيق أقصى استفادة ومتعة.
4- ابتعد عن العمل
لا مكالمات هاتفية تخص العمل، لا رسائل إلكترونية، لا تقارير أو مراجعات أو أفكار للعمل، في الحقيقية هذا سيساعدك أكثر في العمل بطاقة وحماس أكبر عندما تعود من إجازاتك، بالإضافة إلى أن الاسترخاء وعدم التركيز على الأمور الهامة لفترة يسمح لعقلك بالقيام بعملية “إعادة التشغيل” أو restart كالتي نقوم بها مع أجهزة الكمبيوتر، ومن ثم الاستمتاع بمساحات جديدة في عقلنا والوصول لأفكار مبدعة وجديدة.
من الأشياء الممتعة بشدة والتي تمنحنا الطاقة هي أن نقوم بتجربة أشياء جديدة لم نقم بها من قبل، خاصة لو قمنا بذلك في إطار من الصُحبة مع رفاق نحبهم، فذلك يجعلنا نستمتع بحياتنا بشكل أفضل وبالتالي يزيد من إقبالنا على الحياة بحماس وشغف أكبر.
وقد يساعدك في هذا الخطوة إعداد قائمة من الأمنيات العشوائية التي تريد أن تجربها وتتمنى أن تمارسها أو تقوم بها في فترة إجازتك.
6- ابتعد عن الإلكترونيات
حاول الابتعاد تمامًا عن منصات التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية قدر الإمكان، فقط عِش داخل اللحظة برفقة من تحبهم، واقترب من البشر أكثر وتخلّى عن نمط حياتك الطبيعي فهذا يساعدك بشكل كبير على تحسين جودة حياتك واستمتاعك، أو على أقل تقدير قم بممارسة هواياتك الخاصة التي تفضلها بعيدًا عن الإلكترونيات.
7- احتفظ بالذكريات
الاحتفاظ بالذكريات، ومن ثم استرجاعها يجعل اللحظات السعيدة أطول، فكلما نتذكّر اللحظة السعيدة تراودنا نفس المشاعر التي شعرنا بها في تلك اللحظة، فحافظ على توثيق اللحظات السعيدة في إجازتك فهذا يجعل الحياة أكثر مُتعة، وسيُعينك كثيرًا في أيامك التي تفقد فيها الحماس.