مَنْ منَّا لا يتذكر المشهد الكوميدي الساخر من الفيلم المصري “أوقات فراغ” للفنان عمرو عابد عندما كان يبحث عن وظيفة ويحكي لأصدقائه نتيجة مقابلة عمل قائلا “ابقي مطرود من البيت وعاوز اشتغل.. يقولي خوود قورص فرنساوي، كورس فرنساوي ايه بوشه ده”.
وعلى الرغم من أن المشهد مضحك لكن يكشف عن واقع نعيشه كل يوم، باحثين عن وظائف لا يمتلكون لغة أو لديهم صعوبات في تعلم اللغات، وفرص عمل سانحة ولكن بشروط توافر المؤهلات ومن بينها إتقان اللغات.
أسباب فشل تعلم لغة جديدة:
1- أربع مهارات أساسية
تعلم لغة جديدة يعتمد بشكل أساسي على 4 مهارات، وهم الاستماع والقراءة وهي بمثابة المدخلات، والكتابة والتحدث وهي المخرجات، ولن تتطور المخرجات دون إتقان المدخلات، والنقطة الأهم أن الأربع مهارات على حد سواء لهم نفس الأهمية أثناء عملية تعلم اللغة.
2- عدم ممارسة اللغة
تعلم اللغة أشبه بطفل ينمو، فهو بحاجة دائمة للغذاء والاهتمام حتى يكبر ويصبح شخصًا يافعًا، وكذلك تعلم اللغات، إذ أن تعلم اللغة يعتمد على الاستمرارية، فلا يوجد إتقان بدون تعلم دائم ومستمر، أو على الأقل ممارسة ما تم تعلمه، وهذه إحدى المشكلات الرئيسية التي يقع فيها الكثير من المتعلمين، خاصة في بداية رحلتهم التعليمية.
3- الشعور بالإجبار
هنالك أسباب كثيرة تدفع البعض لتعلم اللغات، كاللغة الإنجليزية مثلًا، بسبب أهميتها، لا بسبب حبها والرغبة في تعلمها.
التقديم على منحة أو الدراسة بالخارج أو العمل ببعض المؤسسات يشترط الحصول على شهادات مثل “تويفل” أو “أيلتس”، وهنا بشعر الشخص بأنه مجبر على دراسة اللغة، وهو ما سيسبب ضغطًا نفسيًا أثناء التعلم وسيعيق المسيرة بالتأكيد؛ ولذلك يجب التصالح مع هذه الفكرة منذ البداية ووضع هدف حيوي يدفعك لتعلم هذه اللغة.
4- التفكير باللغة العربية
حين نتعلم أي لغة، كاللغة الإنجليزية مثلًا، غالبًا ما نستمر في التفكير داخل ذهننا باللغة الأم وهذا أمر خاطيء، يجب أن يتمرن العقل على التفكير باللغة نفسها، فإن كنت تتعلم الإنجليزية يجب أن تفكر بالإنجليزية لا العربية، واستخدام الكلمات الإنجليزية في تكوين الجمل، وليس تكوين الجمل بالعربية ثم ترجمتها.
5- الخوف
حين نأتي للجزء العملي في تعلم لغة ما، مثل التحدث أو الكتابة بها، نواجه فخ الخوف وعدم الثقة.
يجب أن تتقبل فكرة أنك لن تتعلم بدون الوقوع في الأخطاء أثناء ممارسة اللغة، وهناك بعض التطبيقات التي يمكن أن تحل المشكلة مثل تطبيق Speaky، الذي يساعدك على ممارسة اللغة مع أشخاص يدركون أنك تريد ممارسة اللغة بهدف إتقانها، وهو ما يقلل الضغط النفسي والخوف.
تعلم اللغة في 4 خطوات:
1- قاموس ومترجم
من المهم أن يكون على هاتفك تطبيقًا للترجمة أو قاموسًا للغة التي تتعلمها، إذ أن القاموس سيشجعك على التعرف على الكلمات الجديدة، وبشكل تدريجي سيزيد ذلك من نسبة الفهم والاستيعاب لديك.
2- زيارة الدولة التي تتعلم لغتها
زيارة موطن اللغة الأصلي سيكون من الأمور المفيدة في تحسن لغتك وفهمك لها، وتذكر جيدًا أن تعلم لغة جديدة ليس فقط إجادة الكتابة أو التحدث، بل هو الاطلاع على ثقافة جديدة لشعب مختلف وليست مجرد ممارسة شفهية فقط.
3- ركز على الأساسيات
أثناء عملية التعلم هنالك أشياء أكثر أهمية من غيرها، على سبيل المثال من المهم أن تبدأ بالأساسيات في اللغة مثل تعلم الوقت والكلمات الأكثر استخدامًا بين متحدثي اللغة والأسئلة عن الصحة والاهتمامات، والأشياء التي ستفيدك في معرفة غرضك الذي تتعلم لأجله.
إن كانت رغبتك هي تعلم اللغة للكتابة الأكاديمية مثلًا فبإمكانك التركيز على ما ستحتاجه في هذا الجانب أكثر من التركيز على اللغة العامية، وهكذا.
4- ممارسة اللغة
ممارسة اللغة هي أمر ضروري كما سبق وذكرت، والأفضل ممارستها بشكل يومي وقدر المستطاع عن طريق القراءة والكتابة والاستماع والتحدث، ووجود شخص يساعدك في هذه العمليات هو أمر له تأثير بالغ على سرعة تعلمك.
يمكنك الاتفاق بشكل أسبوعي أو يومي مع أحد أصدقائك والتحدث معه مباشرة وهو أفضل من التواصل عبر الإنترنت، إن أمكن ذلك بالطبع، كما يمكنك الالتحاق بنوادي تعلم اللغة الإنجليزية أو الجلسات التي تُقام للتحدث وممارسة اللغة، كل ذلك سيطور من لغتك ويساعدك كثيرًا.