أتذكر أول مرة سمعت عن “الدحيح” عندما رشح أحد أصدقائي برنامج أحمد الغندور لمتابعته، وقال لي أيًا كانت ميولي وتوجهاتي فسيعجبني برنامجه.
الدحيح هو برنامج على اليوتيوب يقوم فيها الغندور بشرح نظرية أو تطور علمي بطريقة مبسطة وسلسة وبأسلوب مرح يناسب الشباب.
زميلة متخصصة في علم النفس ذكرت ذات مرة أن “الدحيح” قام بطرح الشخصية النرجسية في إحدى حلقاته بشكل ساعدها في تبسيط المعلومة للآخرين، ولا أنسي أبدًا تبسيطه لمفهوم ريادة الأعمال في إحدى حلقاته الممتعة، والتي أستعين بها في تبسيط مفاهيم ريادة الأعمال للشباب.
ومؤخرًا تم اختيار “الدحيح” كسفير للشباب العربي في إحدى الفعاليات المقامة بجامعة هارفارد الأمريكية.
من هو الدحيح؟
أحمد الغندور “الدحيح” هو شاب مصري من مواليد عام 1994 ، درس في كلية العلوم قسم الأحياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، له أسلوب مميز وسلس في شرح المعلومات في إطار مرح، وبدأ في صناعة المحتوى بالصدفة!
كيف كانت البداية؟
فكرة برنامج “الدحيح” ولدت عندما شارك الغندور في مسابقة نظمتها القنصلية البريطانية بالقاهرة، كان الهدف من المسابقة شرح فكرة علمية خلال 3 دقائق، لحسن الحظ جذب الغندور انتباه الجميع بأسلوبه البسيط والممتع، وحينها أثنوا على أسلوبه وشجعوه ليقوم بإنشاء قناة خاصة له على اليوتيوب لأنه يتمتّع بمهارة مميّزة وقدرة على نقل المفاهيم المعقدة بعبارات بسيطة، وكانت بداية رحلته في صناعة المحتوى الرقمي في أغسطس 2014.
في أحد لقاءاته ذكر أحمد الغندور أنه قام بإنشاء قناة على اليوتيوب وظل يُقدم فيها محتوى مفيد لمدة ثلاثة شهور ولم يصل خلالها إلا لعدد ضئيل جداً من الاشتراكات على القناة، وبعد عامين ونصف وصل إلى 100 الف مشترك، ومنذ عامين ونصف فقط انتقل أحمد الغندور للعمل بالتعاون مع فريق عمل محترف فى صناعة المحتوى والتصوير وكان لذلك أثر عظيم على تطوّر جودة المحتوى الذي يقدمه وساهم بقوة فى انتشار هذا المحتوى بين الشباب العربي وليس المصري فقط.
صنع “الدحيح” لنفسه شخصية ذات كاريزما وحضور كبير حتى أن العديد من متابعيه قد حفظ تفاصيل شخصيته الثابتة في حلقاته.
– تي شيرت رمادي، البنطلون الأسود، الحذاء الأبيض، والساعة الزرقاء.
– التفاحة والخيارة.
– الشخصية النرجسية التي تدعي معرفة كل شئ وتريد أن تخبرك به.
– الحس الفكاهي والأسلوب المرح القريب من الشباب.
– تفاصيل وأثاث حجرته الثابت، والتي تشبه إلى حد كبير غرف الشباب من الطبقة المتوسطة في مصر.
ماذا يقدّم الدحيح ؟
يعمل أحمد الغندور على “شعبنة العلوم” بحيث يجعل النظريات والافتراضات والتاريخ والحقائق والأبحاث العملية والإحصائيات قابلة للفهم على المستوى الشعبي البسيط، دون تعقيد، يكفي فقط أن تشاهد الحلقة التي تتراوح مدتها من 10 دقائق إلى 25 دقيقة في المتوسط لتفهم الموضوع بشكل جيد.
ومؤخرًا تمت دعوة الدحيح ليصبح أحد المتحدثين بمؤتمر العرب في جامعة هارفارد – Arab conference in Harvard- والذي يعد أكبر مؤتمر عربي في الولايات المتحدة الأمريكية ويقام بجامعة هارفارد، أحد أعرق الجامعات في العالم ويعد أكبر تجمع للقادة العرب والموهوبين.
نتعلّم من الدحيح ثلاثة نقاط:
1- الشغف:
الدحيح شغوف بما يفعل وما يقدم، ليس مجرد شخص لديه المعلومة يقف ليقدمها، فالشغوف عادةً يتميز فيما هو شغوف به.
2- المثابرة والإصرار:
العندور ظل يقدم المحتوى لعدة شهور من خلال اليوتيوب وكان عدد المشتركين في القناة قليل جدًا، لكنه لم يتعجل النتائج وإنما أصر على هدفه.
3- التحسين المستمر:
إذا قارنت بين حلقات الدحيح الأولى وما يقدمه الآن، ستجد تطورًا كبيرًا، ما ينتهجه الغندور في مسيرته يسمي منهجية “كايزن”، وهي كلمة يابانية وتعني التغيير المستمر أو التحسين المستمر إلى الأفضل، ومنهجية “كايزن” تركز على إدخال تحسينات صغيرة، حتى تصل إلى المنتج النهائي المطلوب، وهو ما قام به الدحيح.