ضحى محمد فتاة الدليفري
article comment count is: 0

فيديو: “فتاة الدليفري”.. ضحى محمد تروي قصة اقتحامها عالم “الطيارين”

تصوير: محمد إسلام أبو الخير

ضحى محمد، 26 عامًا، واحدة من هؤلاء الفتيات، اللاتي كسرن الصورة النمطية عن العمل في مجال توصيل الطلبات “الدليفري” الذي يحتكره الرجال، بعد أن تخرجت من معهد الحاسبات والسكرتارية وبدأت رحلة بحثها عن عمل.

مرحبًا ضحى، حدثينا عن بدايتك في هذا المجال ولماذا أخترتيه؟

في الحقيقة بدأت في مجال توصيل الطلبات منذ عام ونصف وجاء الأمر صدفة تمامًا؛ حيث كانت لدي صديقة تعمل في المجال ولم تستطع أن تكمل، فعرضت عليها أن أستمر أنا بدلًا منها فحدثت زبائنها عني فارتاحت لي إحدى البائعات التي تتعامل معهن ودعمتني في التواصل مع زبائن آخرين، فكانت بداية جيدة.

ما هي مهنتك الأساسية؟

أشتغلت في الكثير من الأعمال، عملت كسكرتارية وبائعة ملابس وموظفة كول سنتر، في الحقيقة عملت كثيرًا جدًا في مجالات مختلفة ولكن كلها لم تستهويني، فقط أحببت مهنة التوصيل أكثر من أي شيء آخر.

كيف وقع الأمر على أهلك؟

قابلت أسرتي الخبر باستغراب شديد، فلا أحد كان يدرك أن هذه مهنة يُتاح للفتيات العمل بها من الأساس، وأخذت أمي تحاول إقناعي بالعمل في أي مهنة أخرى لا تتطلب الخروج إلى الشارع طوال الوقت، ولكن مع إصراري أذعن الجميع لرغبتي؛ لأنهم يدركون أنني صارمة وإن لم أعمل ما أريد فلن أعمل إطلاقًا، واعتقدوا أني لن أكمل فترة طويلة بها، وهذا ما لم يحدث وصدمهم، والآن تقبلوا الأمر بصدر رحب وأصبحوا داعمين لي بعد أن وجدوني مرتاحة نفسيًا وأفكر لمشاريع أكبر.

ما هي التحديات التي تواجهك في هذه المهنة؟

التحديات كثيرة، أولها أنني فتاة تعمل في مجال يهيمن عليه الذكور تمامًا، ولهذا دائمًا ما أتعرض للتحرش في الشارع حتى أن أحد سائقي “التوكتوك” سكب على ماء وجرى، دون أي سبب.

كثيرًا ما يزعجني محاولة التضييق على أثناء قيادتي من السيارات والموتوسيكلات.

شيء آخر وهو أنني أحاول قدر الإمكان أن تكون مهام توصيلي للبنات والنساء فقط، لأني أشعر بالقلق من التعامل مع الرجال، ولهذا اتحاشى التعاملات مع الرجال قدر الإمكان.

الأمر الآخر هو العمل في ساعات متأخرة، ورغم أن أهلي لا يعترضون على ذلك إلا أن شوارع القاهرة ليست آمنه، ولهذا أحاول قدر الإمكان أرتداء ملابس لا تظهر أنني فتاة وأحرص على ارتداء الخوذة أيضًا للتقليل من حدة المضايقات.

كما أتعرض للكثير من التعليقات السلبية إما من الزبائن أو من المارة في الشارع، أحدهم يقول لي “هو أنتوا عارفين تسوقوا عربيات أما هتسوقوا موتسيكلات!” وإحداهن تقول “ما تشوفي أي حاجة تانية، ليه الشغلانة دي” هناك من يقول لي أن هذه المهنة خطر عليكي كبنت ولكن الأمر لا يتجاوز ذلك.

ولا أنكر أنه بقدر ما توجد أشياء سيئة هناك الجيد أيضًا، فكثيرًا ما أجد بعض التحيات “بكلكسات” السيارات من البعض للتعبير عن التشجيع، وفي محطة الوقود يجتمع العاملين حولي ويشجعوني كثيرًا لما أفعله، كما أكون في قمة السعادة عندما يدعمني شرطيو المرور ويجعلوني أمر دون تفتيش.

كيف هي حالتك المادية كعاملة توصيل، هل الأمر مجزي؟

في البداية لم يكن الأمر مجزي تمامًا وإنما كان يغطي ثمن البنزين وحسب، لأن العمل كعاملة توصيل يتطلب أن أكون على تواصل مع أكثر من بائعة، وبالتالي تزداد فرصي في العمل.

استمريت في هذا العمل لراحتي النفسية، وهذا لم يكن موجودًا في المهن التي عملت فيها من قبل إلى أن أستقرت الأمور وأصبحت على ما يرام وأربح منها، كما أرغب في أن أفتح شركتي الخاصة الآن.

هل أثرت جائحة كورونا على عملك؟

بالطبع أثرت! في البداية كان العمل شبه معدومًا بسبب خوف الجميع من التعامل مع أي شخص، وليس معي وحدي حتى أننا ظننا أن هذه نهايتنا، ولكن بعدما ازدادت فترة البقاء في المنزل أقبل الجميع على الشراء الأونلاين، ولهذا انتعشت حالتي المادية كثيرًا، وما زال الوضع جيدًا إلى الآن.

ما هي النصائح التي توجهينها للفتيات اللاتي يرغبن في دخول هذا المجال؟

أي فتاة ترغب في أن تكون عاملة توصيل عليها أن تكون شجاعة وألا تتعجل أبدًا، فهذا المجال مليء بالاحتيال، وليس من السهل العثور على بائعات موثوقات من المرة الأولى، لهذا تمهلي والأمور ستصبح أفضل مع الوقت، خاصًة أن هذا المجال ليس وسيلة للربح السريع.

ما هي أحلامك المستقبلية كعاملة توصيل؟

أحلم أن أؤسس أول شركة شحن وتوصيل طلبات للفتيات وحسب، أن أكون فريق نسائي من عاملات التوصيل لنخدم الفتيات صاحبات المشروعات الحرة، إيمانًا مني بأن النساء تتعرضن لمضايقات أكبر وبهذا أحاول التقليل منها.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً