article comment count is: 0

لقد كان عامًا مليئًا بـ “أزمة فيروس كورونا”.. 4 دروس مستفادة

قبل أن تلوح أزمة فيروس كورونا في الأفق قرأت كثيرًا عن أدب الأوبئة؛ رواية “الحرافيش” لنجيب محفوظ، ورواية “دفتر أحوال الطاعون” للكاتب الإنجليزي دانييل ديفو، ورواية “العمى” للأديب البرتغالي خوسيه ساراماجو وغيرهم الكثير.

من خلال هذه الأعمال اطلعت بشكل مفصل على تفاصيل مؤلمة لما تفعله الأوبئة بالبشر والأماكن، ولكن دعوني أخبركم أن معايشة تفاصيل الوباء أمراً آخر، فنحن في هذه الحالة جزء من الأحداث وليس مجرد قارئين لها.

وبخلاف انتشار المرض أثرت الأوبئة على مدار التاريخ بشكل كبير على السياسة والاقتصاد والتجارة وسوق العمل، ولكن من ناحية أخرى ربما علمتني تلك الروايات درسًا آخر وهي أن الوباء لم يكن يومًا نهاية العالم بل عادة ما يكون بداية لمرحلة جديدة.

1- بيئة عمل أكثر مرونة

تعلمنا من أزمة فيروس كورونا أن بيئة العمل لن تعود أبداً كسابق عهدها؛ إذ سيعيد المديرون التفكير في جدوى مساحات المكاتب، وهل بالفعل هناك ضرورة لوجود مساحة مخصصة لكل قسم؟ وهو الأمر الذي من الممكن أن يؤثر بالتبعية على التصميم الإنشائي للعقارات التجارية.

من جانب آخر أعادت الكثير من الشركات حول العالم النظر في مفهوم ساعات الدوام التقليدية، وتم وضع مؤشرات لتحقيق الإنجاز ربما تكون أكثر فعالية من جداول الحضور والانصراف، حتى أدوات العمل شهدت بعض التغييرات.

أصبح هناك دومًا خطة بديلة للأزمات الطارئة كما أضحت برامج الاجتماعات الافتراضية جزءً هامًا من أدوات العمل، هذا بالإضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أُدمجت بشكل أكبر وأوسع في بيئة العمل.

في مجال الصحافة والتحقيقات، على سبيل المثال، وبسبب صعوبة النزول إلى الشارع أصبحنا نقوم بعملنا الصحفي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

2- موظفون يملكون مهارات جديدة

تعمل شقيقتي الكبرى مدرسة للغة العربية، وبطبيعتها كانت كارهة لكل وسائل التكنولوجيا الحديثة، إذ لم تمتلك يومًا حسابًا على أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وعملها كمدرسة عزز من تلك الطبيعة حيث تفضل التواصل الشخصي المباشر.

جائحة كورونا غيرتها تمامًا إذ أصبح لزامًا عليها أن تتعامل مع طلابها عبر الاجتماعات الافتراضية وبالتالي علمت نفسها بنفسها الكثير من المهارات التقنية، لم يكن الأمر سهلاً في البداية ولم يتقبل الطلاب الصغار هذا التواصل التقني، ولكن هناك درساً آخر علمته إيانا كورونا وهو التأقلم والتكيف السريع مع المستجدات.

لم تكن شقيقتي الوحيدة التي تغيرت فكل طاقم المدرسة غير من طرقه ووسائله في التواصل وحتى اجتماعات أولياء الأمور أصبحت افتراضية.

وبالنسبة لمدير المدرسة فقد فرض على كل المدرسين أن يتلقوا تدريبًا خاصًا بمهارات إدارة الأزمات والعمل الجماعي والتفكير الإبداعي والتقمص الوجداني الذي يهتم بمراعاة وفهم شعور الآخرين خاصة الطلاب.

والحقيقة أن تعلم هذه المهارات أصبح ضرورة هامة للغاية بعد الجائحة فأغلب أماكن العمل ربما ستدرب موظفيها على إدارة الأزمات والتفكير الإبداعي وباقي المهارات.

3- مستقبل عمل غير مضمون

تأثيرات كورونا على الصعيد المهني لم تكن إيجابية على استقامة الخط؛ فخلال هذه الفترة فقد الكثير من الموظفين أعمالهم ووجدوا أنفسهم فجأة وبدون أية مقدمات عاطلين عن العمل، وبسبب هذه الأزمة الطارئة يجب على الجميع

أن يملك بديلاً؛ الوظيفة وحدها لم تعد توفر الأمان المالي المطلوب، وربما يكمن البديل في العمل الحر.
هناك أيضاً قطاعات بأكملها انهارت، وهي غالبًا قطاعات العمالة الغير منتظمة؛ مثل مصانع الملابس وغيرها وفي هذه الحالة العمل الحر ليس هو البديل الأنسب لتلك الفئة ولكن الحل المناسب هو تدخل الدولة لمساعدتهم بشكل مباشر.

4- ارتفاع الطلب على الأعمال غير مدفوعة الأجر

مع بقاء مليارات الأشخاص في المنزل وتوقف المدارس ارتفع الطلب على الأعمال غير مدفوعة الأجر وهي المهام التي تقوم بها المرأة غالبًا مثل الطهي والتنظيف ورعاية الأطفال، فبعد الجائحة قامت النساء حول العالم بثلاثة أرباع هذا العمل وهو الأمر الذي وضعهن على حافة الانهيار.

وما تعلمته من هذه الأزمة كأم تعمل من المنزل هو مهارة إدارة الوقت والجهد والتحكم في الغضب وكذلك العمل الجماعي؛ فقد أصبحت أشرك أطفالي في أعمال المنزل، لم يكن الأمر سهلاً في البداية ولكن بمرور الوقت اعتادوا فعل بعض الأمور بأنفسهم كما أصبحوا أكثر استقلالية وتنظيمًا عن قبل.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً