article comment count is: 0

رحلتك الطويلة إلى العمل يوميًا = احتراق وظيفي

المهندس مهند الشيمي هو شاب مصري يعمل بشركة في إحدى الدول الأوروبية، عندما ترك مصر لأول مرة مُتجهًا إلى الدولة التي تم قبوله بها كان يواجه تحدي، كان مقر عمله في مدينة وسكنه بمدينة أخرى تبعد عن مكان عمله حوالي ساعتين ونصف بالمواصلات المتاحة.

يقول مهند إن طول المسافة في البداية لم يكن يشكل له مشكلة كبيرة، فهو مازال حديث العهد بالدولة ولا يقوم بأنشطة قبل أو بعد عمله.

بعد مرور 3 شهور بدأت المشاكل، بدأ يظهر عليه علامات الإرهاق وبدأ يشعر باحتياجه لممارسة بعض الأنشطة وحياة اجتماعية أو شخصية، هو يستيقظ ليذهب إلى عمله ثم يعود لينام ويعيد الكرّة مرة أخرى وهكذا دواليك.

يذكر الشيمي أنه كان يحب عمله جدًا، ولكن في تلك الفترة بدأ انبهاره بالحياة الجديدة يزول تدريجيًا، وبدأ يشعر بالروتين وبأن حياته هي للعمل فقط وأنه يفتقد للأنشطة التي تشحن طاقته بسبب الوقت المهدر في المواصلات.

اهتمامه بالعمل يتراجع تدريجيًا ويسلبه طاقاته وإبداعه، وأصبح العمل يؤثر على صحته النفسية وعلى إقباله على العمل وربما على الحياة.

قسم الموارد البشرية لاحظ ذلك التراجع في حماسه فتحدثوا إليه وعرفوا السبب، ثم فوجئ بهم بعد أسبوعين قد وفروا له سكنًا قريبًا من مقر عمله حفاظًا على صحته النفسية، وبالتالي اهتمامه وحماسه في العمل.

كان إيجار هذا السكن أعلى قليلاً، ولكن مسئول الموارد البشرية عندما تواصل معه أخبره أن استمرار معاناته قد تؤدي إلى ” Occupational burnout” أو “احتراق وظيفي”.

ما هو الاحتراق الوظيفي؟

الاحتراق المهني أو الوظيفي، بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية WHO، هو متلازمة ناتجة عن الإجهاد والضغوط النفسية المرتبطة بالعمل، ومن أعراضه مشاعر غضب غير مبرر والإجهاد، والمشاعر السلبية تجاه العمل والوظيفة، وانخفاض الكفاءة والاحترافية.

عواقب الاحتراق الوظيفي

يُمكِن أن يُؤَدِّي تجاهُل الإنهاك الوظيفي أو عدم معالجته إلى عواقب وخيمة، ومنها:

• الضغط النفسي

• الإرهاق

• الأَرَق

• الحزن أو الغضب

• تناول الكحوليات أو المواد المخدِّرة الأخرى

• مرض القلب

• ارتفاع ضغط الدم

• داء السكري

• سهولة الإصابة بالأمراض

الأسوأ هو أن الاحتراق الوظيفي لا يُسبب فقط الضغط العصبي، ولكنه يؤثر أيضًا على الصحة النفسية والعضوية وربما العقلية للبعض.

المسافة لمقر العمل والاحتراق الوظيفي

دراسات أمريكية، نُشرت نتائجها موقع healthline، أكدت على أن الموظفين الذين يقطعون أكثر من 16 كيلومتر يوميًا إلى عملهم قد يعانون من مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، وتدهور الحالة النفسية والذهنية.

ريتشارد جاكسون، أستاذ علوم الصحة البيئية في كلية فيلدن بجامعة كاليفورنيا يقول “هذا النوع من السفر يرفع ضغط الدم لديك، ومستوى الكورتيزول والأدرينالين، ويزيد من خطر إصابتك بنوبة قلبية”.

بالنسبة لمعظم الناس، التأثيرات الواضحة للتنقل الطويل ليست على الأرجح جسدية ولكنها عقلية: الإجهاد والغضب والكآبة.

يقول كورتيس رايزنج، رئيس قسم الطب النفسي بمركز لونج آيلاند بنيويورك، البشر مجهزون جيدًا للتعامل مع لحظات التوتر الحادة – على سبيل المثال قطع الطريق في ظل حركة مرور كثيفة – ولكن عندما تحدث هذه اللحظات يومًا بعد يوم، تتحول لحظات التوتر الحادة إلى إجهاد مزمن طويل الأمد.

وكشفت دراسة ألمانية حديثة أن الموظفين الذين يقطعون مسافة 50 كيلومترًا أو أكثر لعملهم، قد تغيبوا حوالي 3 أيام لأسباب نفسية، وكلما زادت المسافة ارتفع معدل الغياب.

السيئ في الأمر أن بُعد مكان العمل بشكل كبير قد يكون السبب في فقدانك للشغف تجاه عملك حين يجعل عدد ساعات عملك بالإضافة إلى عدد ساعات المواصلات من وإلى العمل تتجاوز نصف عدد ساعات يومك مما قد يشعرك بأنك مستنزف تمامًا في العمل وليس لديك أية أنشطة أخرى.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً