بحسب إحصائيات أجرتها جامعة تيلبورج بهولندا، فالنساء تبكي بمعدل أكبر من الرجال، وخاصة في مساحات العمل، والسبب في هذا الفارق عوامل اجتماعية وفسيولوجية متعددة، لكن لماذا تبكي النساء في مساحات العمل، وهل يعد ذلك لائقًا أو مناسبًا لبيئة العمل؟
البعض قد يعترض على البكاء في مساحة العمل باعتباره شكلًا من أشكال التعبير عن المشاعر، وبداعي أن بيئة العمل قد لا تحتمل التعبير عن مشاعر الأفراد، وبحسب الدراسة المنشورة بالمجلة البريطانية لعلم النفس الاجتماعي، يعتبر معظم الزملاء في العمل البكاء كمظهر من مظاهر الضعف عدا في حالات الموت أو المرض أو الكُرُوب المفاجئة.
على نحو آخر فإن العالم كله يتجه الآن لجعل مساحات العمل أكثر أمانًا بشكل عام، وللنساء خاصة، بما في ذلك استخدام آخر تطبيقات علم النفس في مجال الذكاء العاطفي كأداة للإدارة وحل الخلافات في بيئة العمل.
لماذا تبكي النساء في العمل؟
أسباب البكاء قد تختلف، فأكثر من أربعين ساعة أسبوعيًا يمكن أن يحملوا الكثير من المشاعر سواء كانت أخبار سيئة داخل أو خارج العمل، ضغط مواعيد تسليم المهام، أو تقييم سيء على عمل بذلت فيه أقصى ما في وسعك.
ماذا وإن حدث وأن بكيت في اجتماع؟
– البكاء بخصوص أمر ما يتعلق بالعمل قد يدل على اهتمام بالغ وشغف حقيقي بالمهام، لذا فإن بكيت في موقف ما أو وسط اجتماع مع مديرك، زملائك، أو عميل لك:
– لا داعي للخجل أو المواربة: بكاؤك واضحًا ومرئيًا، فلا داعي لأن تغطيه بأن شيئًا دخل في عينك على سبيل المثال.
– عبًري عن مشاعرك: فلا تتركي المكان ولا داعي للحرج، أخبري من معك أنك تشعرين بالفعل بمشاعر قوية تجاه هذا العمل أو المشروع، لذلك أنت متأثرة.
– قومي بإلقاء دعابة: علاقات العمل لها طبيعتها الخاصة التي قد تضع الموجودين معك في هذا الموقف في مأزق حيث أن العلاقة غير شخصية، وعلى الأغلب لا يعرفوا ما هو التصرف السليم في هذا الموقف، فيصبح الموقف محرجًا لهم هم أيضًا، لكسر الحرج قومي بإلقاء دعابة واضحكي، فيساعدهم ذلك أيضُا على تخطي الموقف والمضي فيما اجتمعتم من أجله.
– استأذني للحظات: إن كان البكاء مستمرًا استأذني لبعض الوقت، اذهبي لمكتبك أو لمكان ذو خصوصية لتستجمعي تركيزك وتتحكمي بمشاعرك، وعند عودتك للاجتماع قومي بعمل الخطوات السابقة.
– لا تعتذري: البكاء طبيعة بشرية، وبكائك بخصوص مهمة ما يعني أنك مهتمة بها وشغوفة بعملك، بدلًا من الاعتذار للموجودين معك، قومي بشكرهم على انتظارهم أو تفهمهم للموقف.
– بادري بالكلام في أمور العمل: ساهمي في استمرار الاجتماع بشكل طبيعي، وفي ترسيخ أن بكائك طبيعيًا، وليس حدثًا تتوقفين عنده، وقومي بطرح سؤال لاستفهام شيء ما أو بادري بفكرة أو استيضاح.
ماذا لو تكرر الأمر؟
إن كان بكائك متكررًا فقد يكون دليل على إرهاق أو ضغط نفسي، ربما تحتاجين إجازة أو تخفيف أعبائك ومسؤولياتك بعض الوقت، فالنوم الكافي، الغذاء الصحي السليم، والرياضة والبعد عن الكافيين قدر الامكان سيساعدك على تقليل حساسيتك للمشاعر أو التأثر بالعوامل الخارجية نفسيًا، العناية الذاتية هي الحل الأول لإدارة مشاعرك بشكل سليم.
إن كنت مديرًا أو تدير فريق، فهي مسؤوليتك أن تساعد على تبسيط الأمور وأن تعامل البكاء كأي شكل من أشكال التعبير عن المشاعر في حجمه وفي سياقه. أما إذا كان البكاء متكررًا، فقد يكون علامة على زيادة ضغط العمل أو ممارسات غير صحية بين العاملين بمؤسستك أو شركتك، كالتنمر، التحرش، أو غيرها، فالبكاء بقدر ما هو دليل على الاهتمام، فقد يكون أيضًا دليل على مشكلة.
أقرأ ايضًا:
ما هي أشكال التنمر في بيئة العمل وكيف تتصدى لها؟