article comment count is: 0

كيف تساعد بيئة العمل الإيجابية في نجاح موظفيها؟

الشركة (س) هي شركة رائدة في أحد المجالات، مبيعاتها واسعة النطاق، والجميع يحكي ويتحاكى عن نجاحها المبهر في وقت قصير، وينطبق عليها مثل “الداخل مفقود”، فكل موظف دخلها لم يخرج منها، ولكنهم ليسوا محبوسين، بل جميعهم سعداء بشكل من الصعب أن تجده في أي شركة حول العالم، وبعد مجهود طويل تواصلنا مع بعض موظفيها لنفهم ماذا فعلت هذه الشركة لتصل إلى تلك المكانة في هذا الوقت القصير، ومن إجاباتهم توصلنا لسيناريو نجاح هذه الشركة.

 البداية من رأس الشجرة:

عندما سألنا رئيس الشركة (س) عن أسباب نجاح شركته، قال أنه علم من البداية أن نجاح أو فشل مؤسسته يعتمد عليه، فإن تعامله مع الشركة كمكان، وككيان وموظفين، هو ما سيحدد كل شيء، ولذلك فقد بدأ منذ أول يوم باختيار كل شيء بعناية، بداية من الموظفين والمكان حيث اختار أنسب الموظفين بعد مقابلات كثيرة، وراعى كل التفاصيل الممكنة، حتى تناغمهم مع بعضهم وضعه في الاعتبار، واختار أيضًا مكانًا مناسبًا، مناسبًا للموظفين حيث اختاره قريبًا من العديد من وسائل المواصلات، ومناسبًا أيضًا من حيث مجال عمل الشركة، وأخيرًا اهتم بالتصميمات المكتبية والديكور.

التصميم الجيد:

قال رئيس الشركة أن الديكورات والتصميمات مهمة جدًا، رغم أن معظم من يبنون مؤسساتهم الجديدة لا يهتمون بها بالقدر الكافي، ولكن الاهتمام بتلك الأشياء بكل تفاصيلها الصغيرة هو ما يهيئ بيئة العمل الجيدة للعاملين في المؤسسات، ولذلك فإن وضع الراحة النفسية والجسدية في الاعتبار عند اختيار اتساعات الغرف وألوانها، والقطع المستخدمة في تكوين المكاتب والغرف، يساعد على العمل بإنتاجية أعلى، ويكون بيئة جيدة للعمل.

الاستقلالية:

سألنا أحد موظفي الشركة عن أكثر ما كان يريحه من الناحية العملية داخل المؤسسة، وكانت إجابته أن ذلك الشيء بالطبع هو استقلالية اتخاذ القرارات، فالشركة (س) هي أفضل مكان يمكنك فيه أن تفكر خارج الصندوق، وتتخذ قرارك الخاص، لن تنفذه وحدك بالطبع، ولكنك ستحظى بأشخاص يساعدونك على تنفيذ أفكارك وتطويرها، فالاختيارات منذ البداية كانت صحيحة، اختيار الرئيس لرؤساء الأقسام، واختيار الرؤساء لموظفي القسم، ولذلك فإن كل صاحب فكرة جديدة يجد نفسه في حلقة متواصلة من الدعم، حتى يجد فكرته في حيذ التنفيذ.

أيام المرح:

كما قال مدير أحد الأقسام في الشركة، فإن أيام المرح التي تنظمها الشركة للموظفين، مثل الرحلات، وحفلات الطعام والشواء، والحوافز المادية الأخرى مثل المكافآت المالية، هو نظام متبع في معظم الشركات حول العالم، فهو ليس اختراع، ولكنه ابتكار مهم، ومهم جدًا، بل قد يكون واجبًا على الشركة، فهو يمنح فرص جيدة للعاملين للتعرف على بعضهم البعض من الناحية الشخصية الاجتماعية بعيدًا عن أجواء العمل، كما أن بعض الراحة، والقليل من المرح في مكان العمل يكسر قدسية ذلك المكان داخل الموظف، مما يجعله مرتاحًا ومعتادًا على المكان بشكل أكبر، وذلك بالطبع يؤثر على الحالة النفسية للعاملين إيجابيًا، مما يزيد من إنتاجية الشركة.

القديم خير من الجديد:

بعد كل ما سمعناه من الشركة (س) قادنا الفضول لمعرفة مشاعر من يترك الشركة، فقيل لنا أنه تقريبًا لا يترك الشركة أحد، فمعظم التحركات الوظيفية تكون من داخل الشركة، بشكل يشبه الترقيات، وحتى تلك التحركات تكون بخطة واضحة، ومن يغادر العمل إما أن يكون بمحض إرادته لفرصة أفضل، أو بسبب عدم حاجة الشركة، وفي تلك الحالة يتم إبلاغ الموظف قبل التحركات بفترة كافية تؤمن له البحث عن فرصة أخرى، ولذلك فإن انضمام موظف جديد لفريق ما داخل الشركة يكون نادرًا، فعادة ما يتم الاختيار من قدماء الموظفين، ولكن إذا حدث ذلك فإن الشركة تهيئ له كل ما يجعله يعتاد على بيته الجديد.

بالطبع أنت تظن الآن أن الشركة (س) هي يوتوبيا الشركات الخيالية غير الموجودة على أرض الواقع، وذلك صحيح، وليس معنى عدم توافر كل تلك العلامات  في شركة ما على أرض الواقع، أو في شركتك أن شركتك فاشلة، فقط عليك أن ترى ما هي درجة اهتمام الشركة التي تعمل بها بتلك النقاط إذا كنت موظفًا، وذلك لتعلم ما مدى جودة بيئة العمل في الشركة، وأن تفعل كل ما تستطيع فعله لتوفر ذلك لموظفيك إذا كنت تنوي أن تنشئ مؤسستك الخاصة.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً