الهاتف من المشتتات أثناء أداء المهام
article comment count is: 0

لاستمرار الإنجاز .. التحفيز الذاتي في 5 خطوات عملية

في عام 2015 كانت زوجتي تدرس في كلية إدارة الأعمال التجارية، وفي الشهر الأخير قبل الامتحانات كانت تعاني من التوتر والتشتت بين المواد الكثيرة ومواعيد المراجعات المختلفة، والمواد التي لم تبدأ في مذاكرتها بعد.

كيف لها أن تجمع شتات أمرها، وتبدأ في التركيز ووضع خطة لتنجز كل هذه المهام المختلفة، والأصعب هو الوصول لطريقة – بعد وضع الخطة – لتحفيز نفسها والبدء فعليًا في تنفيذ هذه الخطة؟

حاولت مساعدتها وأخبرتها بأنها يجب أن تهدأ، فالتشتت والخوف سيجعلان الأمور أسوء على كل حال، في النهاية لدينا وقت محدود جدًا ونريد أن نُحسن استخدامه لنُنجز المهام التي لدينا.

فكّرت – بما أنني كنت أدرس الهندسة حينها- في الأشياء التي مثلاً يمكن أن تحفزني إلى إنجاز لوحة هندسية قد تتطلب مني مجهود وعمل قد يستمر 3 أو 4 ساعات متصلة، الموضوع ببساطة أنني كنت أُركّز على فعل مهمة واحدة خلال وقت محدد دون أي مُشتتات، وبدأت في تجربة الفكرة معها بعناصرها الثلاثة:

– التركيز على انجاز مُهمة واحدة.

– خلال مُدة زمنية مُحددة.

– دون التعرض لمُشتتات .

وكانت النتيجة هي فشل الفكرة، فقد فكّرت زوجتي حينها في أن المواد التي لديها كبيرة والمهمات التى لديها غير واضحة الحدود مما أشعرها بأن المطلوب منها كبير ويتطلب مجهود ضخم وليس هناك وقتٍ كافٍ لذلك فعادت مرة أخرى للتشتت والتوتر من جديد.

وكانت هناك مشكلة أخرى أنها لم تعتاد الجلوس للمذاكرة لمُدد زمنية كافية، كما أنها عندما تجلس للمذاكرة تطاردها أفكارًا من كل جوانب حياتها والتي تشتت ذهنها عن ما تقوم به، وكأن عقلها يتألم كلما بدأت في التركيز، عقلها عندما يُدرك حجم ما لديها من مهام كثيرة يُشعِرُها ذلك بالضغط والتوتر والرغبة في التركيز على أشياء أخرى لكي يخفف الإحساس بالضغط والتوتر.

وبدوري قمت بعدها بتطوير الفكرة عِدة مرات إلى أن تحولت إلى استراتيجية كاملة وأطلقت عليها “Slots” وهي استراتيجية ترتكز على 5 خطوات عملية لتحفيز نفسك لإنجاز المهام.

التحفيز الذاتي
التحفيز الذاتي

1- هدف صغير:

ضع أمامك هدف صغير ومحدد دون أن تبالي بحجم المهام المتبقية بعد إنجاز هذا الهدف الصغير، مثلا عدد قليل من الصفحات لمذاكرته أو ربما جزء صغير من التقرير الذي عليك كتابته أو قد يكون مكالمة واحدة فقط عليك إنجازها، هدف صغير تستطيع تحديده بوضوح والتركيز عليه وإنجازه دون قلق أو خوف من عدم قدرتك على إنجازه ولا يُشعرك بالتوتر بل بالعكس يُشعرك بعد إنجازه بمشاعر إيجابية نتيجة إنجازك لمُهمة خططت لها وانجزتها بالفعل فيدفعك ذلك لفعل المزيد.

2- مُدة زمنية:

مُدة زمنية صغيرة مناسبة لإنجاز هذا الهدف الصغير، مُدة زمنية قد تكون 20 أو 30 دقيقة على أكثر تقدير –كبداية- ثم تأخذ بعدها مُدة توقف ل10 دقائق ثم تعود لأخذ مُدة زمنية صغيرة مرة أخري لتُنجز فيها هدف صغير آخر مرة أخري وهكذا، تستطيع بعدها أن تُطيل المُدة الصغيرة هذه إلى 40 دقيقة أو ربما ساعة كاملة من التركيز على مُهمة واحدة ولكن لا يُنصح بذلك في البداية.

3- العد التنازلي للوقت:

ضع أمامك عداد للوقت يقوم بالعد تنازليًا بالمُدة الزمنية الصغيرة التي كنت قد حددتها لإنجاز الهدف الصغير، فذلك يُشعِرُك بانقضاء الوقت مع كل مرة تقوم فيها بالسرحان أو فعل أى شئ آخر غير ما تريد إنجازه، أيضاً يُشعِرُك بالرغبة في تحدى الذات والإنجاز قبل انقضاء الوقت وذلك يُستخدم كتقنية تحفيزية في الألعاب لنفس الغرض وحتى لا تُشعرك بالملل.

4- ورقة بيضاء:

ورقة بيضاء إلى جوارك لتفريغ الأفكار المُشتتة والدخيلة، غرض الورقة أن تُركّز فقط على ما تفعله الآن حتى تُنهيه وإذا فاجأتك أفكار أخرى مختلفة عمل تفعله أو تذكرت أن عليك القيام بأشياء أخري كنت قد نسيت القيام بها كل ما عليك حينها هو تدوين ذلك في الورقة بأقل عدد كلمات مُمكن ثم العودة للتركيز في مُهمتك، وفي وقت التوقف بين المُهمة والاخري تقوم بالاشياء التي قمت بكتابتها في ورقتك البيضاء.

5- القضاء على المُشتتات:

تأكّد من كونك تجلس في بيئة هادئة تسمح لك بالتركيز دون تشتت، تأكد من وضع الهاتف على وضع الطيران أثناء إنجازك للمهام وتأكد من إغلاق الاتصال بالإنترنت إن لم يكن ضروريًا فيما تقوم به، ولا تستجيب ايضًا لمن يجذبك إلى الدخول في مناقشات أثناء إنجاز مهامك.

استطاعت زوجتي باستخدام هذه التقنية أن تُنجز الكثير مما لديها وإنجازها ذلك هو نفسه من حفزها أكثر لإنجاز المزيد، واستطعت لاحقًا من تعليم هذه التقنية للعديد من طلاب الجامعات مما ساعدهم زيادة الحافز الشخصي للعمل وإنجاز ما لديهم من مهام. وجدت لاحقاً أيضاً تقنية مُشابهة وتسمى “Pomodoro technique” .

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً