تقى يسري
article comment count is: 0

“سأترك مجال الهندسة”.. أفضل قرارات مسيرتي المهنية!

مواصلة التقدم والاستمرار في المسار المهني أو الدراسي شيء جيد وذكي، وتغييره نضج، وتحمل عواقبه مسئولية، هذا ما تعلمته من خلال حواري مع تقى يسري.

“يسري” هي صانعة وكاتبة محتوى وخبيرة في مجال التسويق الرقمي، خريجة كلية الهندسة، تخطت مراحل كثيرة في هذه المجالات في أعوام قليلة، وذلك بعض معارضة رغبة أسرتها والإصرار على دراسة مجال مختلف ومن ثم العمل.

دعينا نبدأ من المرة الأولى التي عارضتي رغبة أسرتك.. ما هو السبب؟

تخرجت في كلية الهندسة قسم الكهرباء، وتحديدًا تخصص حاسبات وتحكم آلي، وقتها كان قراري في رابع أعوام الدراسة الجامعية أن أتحول لدراسة تصميم الديكور.

كانت المرة الأولى التي أعارض فيها رغبة أسرتي، ففي هذا الوقت قلت لهم أنني سأحصل على شهادة الهندسة، ولكنني سأتخصص في هندسة الديكور، لأن هذا هو ما أريده.

وبالفعل حاولت الانضمام لدبلوم تصميم الديكور الذي كانت تقدمه الجامعة الأمريكية، ولكن كان من الأفضل خوض هذه التجربة بعد الجامعة، لأني أعيش في محافظة بعيدة عن القاهرة، فكان ذلك سيؤثر سلبًا على دراستي.

وبعد التخرج ماذا حدث؟

حاولت أن أعود لهذا الدبلوم، ولكني وجدت أنه لم يعد متاحًا لخرجي هندسة قسم كهرباء، فقررت البحث عن فرص تدريبية في المجال ذاته، ولكني لم أجد فرص مناسبة تدعمني فيما أبحث عنه، في نفس الوقت الذي كان الضغط فيه يزداد في المنزل بسبب وجود فرص ممهدة وكبيرة في مجال دراستي الجامعية، ولكنني لم أحبه ولم أكن على استعداد أن أعمل فيه بأي شكل.

كيف جاءت بدايتك في التسويق الرقمي digital marketing؟

في هذه الفترة كُنت مشتتة بين مجال لا أحبه ومجال لا أجد فيه الفرص، في الوقت الذي اقترح علي أحد الأصدقاء مشاركته في دورة تدريبية طويلة المدى في الجامعة الأمريكية عن التسويق الإلكتروني.

كنت أمتلك خلفية عن مجال التسويق بفضل بعض التدريبات الجامعية، فقررت البدء في هذا المجال، وقتها لم تمانع أسرتي ولم تدعم في ذات الوقت، فقد كان رأيهم أنه يمكنني أن أعمل في وظيفة بمجال الهندسة “المضمون”، وفي نفس الوقت يمكنني أن أدرس ما أريد، ولكنني كنت أعلم أنه لا يمكن الموازنة.

متى بدأ النجاح الفعلي؟

في الفترة التي كنت أدرس فيها التسويق الإلكتروني تحدثت إلى أحد زملاء الجامعة الذين عملت معهم في الأنشطة الجامعية، والذي أشاد بقدرتي على الكتابة الإبداعية، وعرض علي فرصة للمشاركة في كتابة موسم خامس من برنامج ناجح على الإنترنت.

من هنا بدأت المسيرة المهنية التي لا أعتبرها ناجحة، ولكنها المسيرة التي أفضلها والتي وجدت خطواتي فيها مستقرة وثابتة، بالإضافة إلى أن هذا هو ما فتح لي أبوابًا للعمل في التسويق الإلكتروني الذي درسته.

نصيحتك لطلاب الجامعة الجدد؟

استغلال الفرص حتى لو كانت صغيرة، ولو اعتقدت أنها فرصة لن تفيد في الوقت الحالي، يمكن أن تكون هذه الفرصة هي بدايتك الفعلية في المستقبل، بالضبط كما حدث معي.

بما تنصحين الطلاب الذين يريدون البدء في مجال لا تراه العائلة مناسبًا؟

أنصحهم بالبدء، لا يمكن للأهل أن يروا نجاحًا ضد رغبتهم إلا إذا ظهر ذلك النجاح على السطح بشكل جلي، فيجب أن نبحث عن الفرص في كل مكان وحتى الجامعة، وأن نتحمل الضغوطات خاصة في أوقات الفشل، لأن الأسرة سيسعدون بالنجاح لأبنائهم وقتما يظهر، فمعارضتهم لا تكون لمجرد المعارضة، فالأمر فقط أنهم يرون المنفعة في اتجاه محدد، إما أن يكمل حسب رغبتهم، أو أن يرسم لنفسه طريقا لا بديل فيه عن النجاح.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً