دراما رمضان كل عام هي فرصة وموسم قد يلمع فيه الممثلين المغمورين، وفي هذا العام تألق الفنان “شريف الدسوقي” في دور “عم سباعي” بمسلسل “100 وش” للمخرجة كاملة أبو ذكري، وهو الممثل الشامل الذي انتظر لفترة طويلة حتى يصل لفرصة جيدة تُظهر موهبته.
بدء شريف الدسوقي مشواره الفني عام 2003 من خلال فيلم “العنف والسخرية”، وفاز في عام 2018 بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السنيمائي، وتألق هذا العام في الموسم الدرامي الرمضاني بدور مهم في مسلسل “ب 100 وش”.
وفي حوار مطول مع شريف الدسوقي أو “عم سباعي” قال إن وصفة النجاح يمكن تلخيصها في 5 نقاط:
1- الجَلَد والاستماتة
2- التحمل والصبر
3- استدعاء القوة الداخلية والهدف لمواجهة كل لحظة
4- الاطلاع قدر الإمكان
5- تجنب أعداء النجاح
ماذا درست، وكيف أثر ذلك على المسرح؟
أنا خريج المعهد الفني الصناعي، ولكن التمثيل كان طاغيًا منذ الصغر، وذلك لأن والدي كان مدير مسرح إسماعيل يس بالإسكندرية، وكان الشخص الوحيد وقتها الذي يقوم بكل أعمال المسرح التقنية.
وأثناء بنائه للمسرح مع السيد بدير وأبو السعود الإبياري، كانت هناك مساحة فارغة خلف خشبة المسرح، فبُني فيها بيتًا لأبي ليكون قريبًا من المسرح، وفي هذا البيت ولدت، ولذلك فأنا مولود وبيني وبين خشبة المسرح باب فقط، ومن هنا أحببت التمثيل، كما أن الموهبة التي رزقني الله إياها جعلتني أتعلم الكثير من العمالقة الذين شاهدتهم على المسرح.”
هل الموهبة وحدها تكفي للنجاح؟
كان يمكن أن تكون الموهبة وحدها كافية منذ عشرين عامًا، ولكن الآن ومع التطور الكبير يجب أن يعمل كل شخص على نفسه أكثر.
على المستوى الشخصي، أنا أؤمن أنه يجب أن يكون لكل شخص تجربته الفريدة الخاصة به، حيث أنني عندما لم تتح لي فرصة دراسة المسرح أو السينما، كنت أعلم نفسي عن طريق قراءة الكتب المتخصصة في المجال، والتي كان ينساها في المسرح بعض الممثلين الذين يعملون بالتدريس في أكاديمية الفنون، وذلك فتح لي بابًا لحضور محاضرات في قسم المسرح بكلية الآداب.
ولحبي الشديد للمسرح كنت أسبق الطلبة التي كانت تلك هي دراستهم، وتلك الطريقة في الدراسة هي ما فتحت لي باب الترشح لورش خارج مصر، وكانت مع النجوم العالميين، مثل كيڤين سبيسي.
كيف وجدت تعامل المجتمع مع فكرة دراسة الفن؟
بالطبع، كما أن الحالة الاجتماعية لي لم تتح تلك الرفاهية، رفاهية أن أقول أنني أريد أن أكون ممثلًا، ولكن حبي للمهنة جعلني أقبل عمل كفني إضاءة مسرحية في الهيئة العامة لقصور الثقافة.
قبل ذلك كنت أعمل في كل شيء يمكن أن أجد فيه فرصة، ولأن عائلتي كانت تجدني متحملًا مسئولية نفسي، وأستطيع أن أجني المال، تركوا لي حرية اختيار ما أحب أن أفعله، وهو التمثيل الذي استمريت فيه حتى الآن، والاستمرارية شيء أساسي، ولكنها تأتي بالمعاناة، وكنت أواجه ذلك بحكمة قالها لي أحد أساتذتي قديمًا تقول:
“الحكمة في موهبتك 10 خطوات، 9 منهم الصمت والتأمل”، ثم السفر والجلوس أمام البحر، الذي أعتبره شريكًا أساسيًا في طريقي.
هل النجاح صعب خارج العاصمة؟
صعب، ولكنه ليس مستحيلًا، اكتشفت في رحلتي أنه يجب على من يريد النجاح إذا جاء إلى العاصمة، أن يكون لديه القدرة على تقبل الاستقبال المحبط، لأن هذا الاستقبال دائمًا ما يكون محبطًا.
أول مرة شعرت فيها أنك قد حققت نجاحًا؟
“كان في عام 2010، بعدما فاز فيلم “حاوي” الذي شاركت في بطولته بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان تريبكا في الدوحة، والذي كان “روبرت دي نيرو” قائمًا عليه، وفي نفس العام حضرت تلك الورشة التي ذكرتها مع “سبيسي”، وكانت تلك هي فترة تعرفي على عمالقة الوسط، ومعرفتي بأنني كنت صائبًا، وكان ذلك بعد بداية العمل بالتمثيل، بخمسة وعشرين عامًا من الاستمرارية وعدم التوقف.”
بماذا تشعر عندما تفكر في تجربتك ككل؟
يصدم البعض عندما أقول لهم أنني عند استلامي لجائزة مهرجان القاهرة كنت أفكر بكل من تسبب لي بالأذى أو التوقف، ولكن بعدها شعرت بالرضا بسبب أنني اكتشفت أنني كنت مطمئنًا للكثير من الشباب الذين يحاربون وسلاحهم هو الحلم فقط، ودومًا ما كنت أريد أن أقدم شيئًا لهم، وكرم الله أن ذلك جاء بسبب الجائزة.”
هل الدراسة على يد الأجانب ضرورية؟
نعم، فعند تدريبي مع الأجانب وضعوا يدي على منطقة بداخلي لم أكن أعلم أنها موجودة، أشياء كثيرة تدرس هنا ولكنك لا تستوعبها بالشكل الكامل، وستجد أنك تعلمها عندما يشير إليها المعلم الأجنبي، وقتها ستعلم أنها كانت لديك بشكل خاطئ، وهذه هي الفائدة الأكبر، ولم يصبح هناك سببًا لعدم التعلم من أي مكان في العالم، فالإنترنت جعل بالإمكان الوصول لأي شيء وأي ورشة تمثيلية بضغطة زر، وبالقليل من المال.