منذ قرابة العام تقريبًا بدأنا في تأسيس شركة ناشئة بأحدى محافظات صعيد مصر لتقديم بعض الخدمات في مجال التدريب والإستشارات، وكانت أحد أهم الأنشطة الرئيسية التي يجب القيام بها حينها هي توظيف فريق العمل الذي سيعمل معنا ويساعدنا في إنجاز المهام المطلوبة.
وبالفعل بدأنا فى الإعلان عن الوظائف وبالتوازي كنا نخطط لمُجريات عملية التوظيف -أنا وشريكي- من اختيار القائمة المختصرة للأشخاص المتقدمين shortlisted، وسنقوم بعمل مقابلات شخصية لهم ثم عملية الاختيار، وإبلاغهم بأول يوم عمل لهم معنا.
وجدت شريكي يخبرني بأنه يجب أن نضع في خطتنا منذ البداية أنشطة لبناء فريق العمل لزيادة التواصل والتعاون والعمل الجماعي، وزيادة التناغم والترابط بينهم منذ البداية وتقليص فترة الصراع، والتي تعتبر أحد مراحل بناء أي فريق عمل، والتي لابد وأن يمر بها الفريق خلال عمله سويًا، ومن المعروف أن مراحل بناء فريق العمل هي خمس مراحل:
(1) مرحلة التكوين:
وهي المرحلة التى يتم فيها ضم مجموعة من الأشخاص لم يعملوا معًا من قبل في فريق واحد من أجل إتمام أهداف معينة بشكل جماعي.
(2) مرحلة الصراع:
بُناء على الخلفيات المختلفة لكل فرد في فريق العمل المتكوّن وطريقة عمله المُفضلّة، والتي بالطبع لا يعرفها الآخرون، يشرع كل فرد في العمل بطريقته الخاصة مما يتسبب في نشوب صراع بين أعضاء الفريق والذي يؤثر بطبيعة الحال على جودة أداء الفريق لمهامه المشتركة.
(3) مرحلة وضع القواعد:
وهي المرحلة التي نضع فيها قواعد حاكمة لطريقة عمل وسياسات مشتركة يعمل بها الفريق معًا ككل وتكون هي المرجعية المشتركة للأعضاء، ويتحدد فيها صلاحيات كل فرد.
(4) مرحلة الانسجام وتحقيق النتائج:
مرحلة يتناغم فيها أسلوب عمل كل فرد في فريق العمل مع أساليب الآخرين بُناء على القواعد المشتركة بينهم والصلاحيات المخولة لكل فرد منهم لتحقيق الأهداف المشتركة للفريق، وهي التي يُرجي الوصول لها في أقل وقت ممكن.
(5) مرحلة الإنهاء:
وهي المرحلة التي ينتهي فيها دور الفريق إما بتحقيق الهدف أو بالإخفاق في تحقيقه، وبالطبع يعمل كل قائد فريق عمل على زيادة إنتاجية الفريق وتقليل صراعاته الداخلية للتركيز على الآداء وإنجاز الأهداف والمهام، فيأتى هنا أهمية دور أنشطة بناء فرق العمل.
أنشطة بناء فرق العمل:
هي مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها أعضاء فريق العمل بهدف تحسين التواصل والتعاون والعمل الجماعي، وزيادة التناغم والترابط بينهم في العمل منذ البداية وتقليص فترة الصراع.
وعادةً ما تكون تلك الأنشطة للتعارف والتواصل وبناء العلاقات الطيبة بين أفراد الفريق وزيادة رصيد كل شخص من المشاعر الإيجابية لدى الآخرين وزيادة تفهّم كل شخص للآخرين وأسلوب كل فرد من الفريق مما يزيد بدوره تقبلّهم لبعضهم البعض لاحقًا ويقلل فترة الصراع بينهم.
بالطبع تدرك الشركات والمنظمات أهمية وضرورة القيام بمثل هذه الأنشطة بين فريق العمل الواحد كل فترة، ولكن في الأغلب تقوم الشركات الكبيرة بتنفيذ هذه الأنشطة في فنادق أو قرى سياحية أو معسكرات خارجية حيث المساحات والإمكانيات الكبيرة والتي يمكن فيها ممارسة هذه الأنشطة مما قد يُكلّف الكثير من ميزانيات هذه الشركات، لكن هل هذا هو الخيار الوحيد؟
بالطبع لا، هناك العديد من أنشطة بناء فرق العمل، والتي يمكن ممارستها في المكاتب والغرف المُغلقة وتحدث أثرًا كبيرًا في التناغم بين الفريق مما يفي بالغرض دون الحاجة لإمكانيات كبيرة، والتى يمكن الاستفادة منها من قِبَل الشركات والمنظمات الصغيرة والشركات الناشئة والكيانات الطلابية أو التطوعية والتي لا تمتلك الميزانيات الكبيرة.
وبالفعل قمنا في شركتنا الناشئة بإعداد خطة لتنفيذ أنشطة بناء فريق العمل ضمن مخطط التوظيف واستخدمنا فيها الأنشطة التي لا تحتاج إلى إمكانيات كبيرة أو ميزانية خاصة وتفي بالغرض منها.
وهناك أمثلة لأنشطة بناء فرق العمل يمكن تطبيقها داخل الشركات ولا تستلزم ميزانية خاصة:
– 8 أنشطة يمكن القيام بها داخل المكتب.
– مجموعة أنشطة لا تحتاج معظمها إلى أدوات خاصة داخل المكتب.
– 10 أنشطة يمكنك تطبيقها مع الموظفين الجدد.
أنشطة بناء الفريق يمكن أن تكون معقدة للغاية ومكلفة، وقد تكون بسيطة ولا تتطلب أي أدوات أو ميزانية، والأساس في فعاليتها هو أن تعرف ما يتناسب مع فريقك وما هي النقاط التي تريد تقويته أو التركيز عليها وما يتناسب مع الميزانية المتاحة.