تحدد شخصية مديرك بيئة العمل، وتؤثر على طبيعة وكفاءة الإنتاج، وسواء كان مديرك محليًا أو أجنبيًا، يظل الخيط الرفيع بينهما أسلوب الإدارة، يساهم التعرف على شخصية مديرك وملامحها في استقرارك الوظيفي، كما تحدد علاقتك به مسار عملك بالمؤسسة، في السطور التالية سنتعرف على أبرز الفوارق بين المدير المصري ونظيره الأجنبي.
المنعزل في مواجهة المتفاعل
كثيرًا ما تجد هذا النوع في مؤسساتنا، هو مقتنع بأن كل شئ تحت السيطرة، وأنه صنع نظامًا محكمًا، لا مكان فيه للفوضى، يفوض بعضًا من صلاحياته لقيادات مساعدة ومتوسطة العمر، يغلق مكتبه في وجه الجميع، لا يفتح نقاشًا مع أحد، لا يحب أن تتحدث معه عن أزمات، يحولك إلى أحد مساعديه ليسمعك.
على النقيض من المدير المنعزل نجد المدير المتفاعل تجده كثير الحركة، ينتقل من مكتب إلى مكتب، ومن موقع إلى موقع، يتفاعل مع مرؤوسيه، كثيرًا ما يكون تفاعلًا شكليًا.
يريد أن يخبرك أنه موجود، وأنه يتابعك، لكنه ليس لديه رؤية كافية، إلا حالات قليلة تكون لديه الرؤية وخطة العمل، ويتابع تنفيذها بنفسه، اقترح في نطاق رؤيته تجده يهتم.
الداعم في مواجهة اللائم
يحب الاستماع إلى المقترحات، وإلى الحلول أكثر من المشكلات، يهتم بكل ما يتعلق بالتطوير، يدعم خطواتك في هذا الاتجاه، تجده يشجعك على حضور ندوة مفيدة، أو مؤتمر ذو صلة بمجال اختصاصك، يمنحك الإذن لحضور تدريب مفيد.
يحاول التركيز على الإيجابيات وتعظيمها، سيمنحك الفرصة لإثبات وجهة نظرك، استغل الفرص وعظم النتائج.
بالنسبة للمدير اللائم أنت دائمًا مقصر، يظن أنه يستفزك لإخراج أفضل ما لديك، وأنه يحفزك بهذه الطريقة، غالبًا ما يكون سببًا في طرد الكفاءات، خاصة الذين ينتظرون كلمات الثناء كلما كان ذلك ممكنًا ومقبولًا، لا تجعله يحبطك، العلاقة بينك وبينه وبين المؤسسة تعاقدية، التزم بواجبك، ولا تنتظر شيئًا من أحد.
صانع الخيال في مواجهة منتج الأزمات
“صانع الخيال” يسألك بعد انتهاء مهمتك أو تكليفك أسئلة مختلفة، وسيقول لك: ماذا استفدت اليوم؟ هل أنت سعيد بما أنجزت؟ كيف ستجعل الأمر ممتعًا المرة المقبلة؟ كيف تغلبت على تلك العقبة؟ ماذا ستفعل إذا واجهتك تلك المشكلة؟ ستجده يعقد اجتماعًا مع باقي زملاءك، يخبرهم بما واجهته وكيف تغلبت عليه، لأنه يستخلص الدروس.
أما منتج الأزمات فهو ضعيف الشخصية، لا يثق في أحد، يحب السماع عن الآخرين لا منهم، يشعر بأنه مهدد دائمًا، ويتخذ إجراءات وقرارات انفعالية ظنًا أنها تحميه.
كلمة المؤامرة رئيسية جدًا في قاموسه، يثني عليك يومًا، ويحيلك إلى لجنة تحقيق، ويوقع عليك جزاءً في يوم آخر، تتزايد الأزمات بين مرؤوسيه وبينه ويتضرر مناخ العمل.
صاحب الحلول في مواجهة الاجتماعي
المدير صاحب الحلول لديه خبرة عملية ومهنية كبيرة، لم يجلس على كرسيه صدفة، تدرج في مؤسسته إلى أن وصل إلى رأس هرم الإدارة، يعلم كل صغيرة وكبيرة، ويحفظ نظام عملها عن ظهر قلب، الأمور مألوفة بالنسبة له، بالتالي لديه حل لمعظم إن لم يكن كل المشكلات والأزمات، أنت محظوظ به إذا كان رئيسك.
المدير المهتم أو الاجتماعي يسألك عن أحوالك الصحية والنفسية والمزاجية، يجامل مرؤوسيه في المناسبات المختلفة، تجده يتصل بك إذا مرضت، ويقف إلى جوارك ليأخذ واجب العزاء في حالات الوفاة.
يعتمد هذا النوع من المديرين على العلاقات الشخصية، وبناء الانتماء، بغض النظر عن إمكانياته الإدارية، يقف إلى صفك ليكسب ولاءك، تعامل معه بمهنية لا تربط نفسك بوجوده ستخسر كثيرًا.
القائد في مواجهة محب الشللية
المدير القائد يعتبر الأفضل على الإطلاق، يعطيك الدافع والقدوة في آن واحد، متداخل في التفاصيل، يعمل وينجز الأمور بنفسه، تخجل من أن تطلب راحة لأنك تجده يعمل مثلك، كتفه بكتفك، وفي أوقات الأزمات لا يغيب، ويتحمل مسؤولياته تجاه الأحداث، ولا يبحث عن كبش فداء، لا يستخدم كلمة أنا بل نحن ومعًا وبكم.
أما محب الشللية فهو لا يشعر بالأمان، يثير المشكلات في المؤسسة، يظن أن انشغال المرؤوسين بالأزمات يجعلهم غير مهتمين بأحوالهم الوظيفية، ويجعله في مأمن من الغدر والمؤامرات، يصنع مجموعات مصالح لدعمه، يحول المؤسسة إلى بيئة خصبة للمخبرين، والجواسيس، يضرب معايير الكفاءة في مقتل، ويعتمد على أهل الثقة، أد واجبك فقط واطمئن لن يستمر طويلًا.