article comment count is: 0

عقدة الذنب لدى الأمهات العاملات.. كيفية التغلب عليها

كل صباح، استيقظ في تمام الساعة السابعة صباحًا؛ اجهز ابني للمدرسة ثم انعكف على عملي كمحررة من المنزل، أتوقف في منتصف اليوم لإعداد طعام الغذاء ومساعدة طفلي في واجباته المنزلية، ثم أعود للعمل مرة أخرى، أُنهي مقالي ثم أرتب البيت لينتهي بذلك روتيني اليومي.

قبل الخلود للنوم تداهمني الكثير من المشاعر، ولكن هناك شعور واحد دائمًا ما يطاردني؛ إنه الإحساس بالذنب تجاه أطفالي إذ أشعر وكأني خذلتهم، حين أكون منكبة على العمل أتألم من الوقت الذي أقضيه بعيدًا عن أطفالي وحين قرأت عن هذا الموضوع تأكدت أن هناك الكثير من الأمهات العاملات اللاتي يشعرن بالذنب تجاه أطفالهن ولكن ماهي أسباب هذا الشعور وكيف يمكن التغلب عليه:

لماذا تشعر الأمهات العاملات بالذنب؟

للسياق الاجتماعي والثقافي دورًا كبيرًا في إحساس الأم العاملة بالذنب؛ إذ غالبًا ما يلقي المقربون من الأم والمحيطين بها الكثير من الأسئلة التي تعزز إحساسها بالذنب مثل؛ ألم تتسرعي في العودة إلى عملك؟ من يعتني بأطفالك في وقت انشغالك؟ ألا تفتقدين تمضية الوقت برفقة صغارك؟ أليس تربية طفل والاعتناء به أمراً كافياً لكل أم إذ لا حاجة لها إلى العمل وإثبات الذات؟ لماذا تضعين مستقبلك المهني دائماً في المقدمة؟ ألا تشعرين بالتعب والإجهاد من محاولة التوفيق بين عملك وبيتك وهو الأمر الذي يدفع ثمنه أطفالك في نهاية الأمر؟

بالإضافة إلى أسئلة المتطفلين، هناك عادة عبادة الكمال لدى الأمهات؛ إذ يرغبن دائما في تأدية واجبهن كأمهات وكعاملات على أكمل وجه، ومؤخرًا أضحى هناك عامل آخر يزيد من إحساس الأم العاملة بالذنب وهو وسائل التواصل الاجتماعي التي تعج بصورة أمهات مثاليات وبيوت لامعة وقصص نجاح مبهرة وأطفال سعداء كل ذلك يزيد من إحساس الضغط على الأم ويجعلها تشعر دوماً بالتقصير.

كيفية التغلب على عقدة الذنب

بداية يجب أن نعلم أن الإحساس بالذنب يستنزف الكثير من طاقة الأم العاملة، وبالتالي فإن هذا الشعور غالبًا لن يضر أحدًا سوى الأم إذ من المتوقع أن يوقعها في براثن الحزن والاكتئاب وعليه وكي تتغلب الأم على إحساسها الدائم بالذنب عليها اتباع النصائح التالية:

1- أطفالك سيكونون على ما يرام

كأمهات، نضع قدرًا لا يُصدق من الضغط على أنفسنا لنكون مثاليين في العمل والمنزل ونسأل أنفسنا باستمرار هل سيستمر أطفالنا في حبنا حتى ونحن نقضي بعض الوقت بعيدًا عنهم؟

الحقيقة أن ملازمة طفلك طوال الليل والنهار ليس أمر صحيًا، إذ يمنعه ذلك الأمر من الاعتماد على نفسه، اتركي أبناءك بمفردهم حتى تُبنى شخصياتهم ويتعلموا حسن التصرف، بمعنى آخر تأكدي أن أطفالك سيكونون على ما يرام أثناء قيامك بعملك.

اجلسي مع ذاتك بكل بساطة واعترفي لها أنكِ ربما لم تكوني أمًا مثالية ولم تكوني صبورة في بعض الأوقات، ولكنك أم شجاعة وهذا تحديدًا ما يحتاج إليه أطفالك؛ كوني حاضرة دائماً في أوقاتهم الخاصة مثل المباريات ومسرحيات المدرسة، ولكن تأكدي دومًا أنه من المستحيل جسديًا أن تشهد الأم كل دقيقة من يوم طفلها.

2- توقفي عن اتباع قواعد الأشخاص الآخرين

بسبب كثرة الأمهات في حياتنا أضحى لدينا كتالوج للأم المثالية، ومن تخالف قواعد هذا الكتالوج تصبح أمًا غير جيدة، ولذلك فإن أول ما عليك فعله للتخلص من الإحساس من الذهب هو التخلص أولاً من هذا الكتالوج؛ لماذا؟ لأنه وبكل بساطة لا توجد قواعد محددة سلفًا تخبرنا بأن هذه الأم مثالية وتلك الأم ليست كذلك، هناك فقط سياق يحكمني وظروف عليّ مراعاتها؛ فكل بيت له متطلبات مختلفة تمامًا.

3- تحدثي مع أطفالك

خصصي وقتًا للعائلة وليكن في عطلة نهاية الأسبوع؛ اذهبوا إلى السينما وشاهدوا فيلمًا كارتونيًا معًا، أو اذهبوا إلى البقالة من أجل التبضع، احكي لهم عن عملك بالطبع لا تحكي عن المشكلات التي تواجهك ولكن اجعليهم شركاء وأسسوا حياتكم معًا.

امنحي المجتمع أشخاص مسئولين وليس أشخاص أنانيين يفكرون في أنفسهم وحسب، وتذكري دومًا أن الأمر ليس منوطًا بعدد الساعات التي تقضيها مع أطفالك ولكن بكيفية تقربك منهم حتى ولو كان وقتك ضيقًا.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً